سيرة الرحلة الثالثة

سيرة الرّحلة الثالثة..

ستكون ؛ تفتح صدرك ثانية . تخرج ثم تعود.  تطلق للنور عقيرتك.تحكي كيف كنت تكون؛ .سفرا بلا سفرٍ

……………………………….

كنت هُنا تصيح بلا صوت إذ تقول تسكب رحَبًا لونًا عَتيقًا و مِيراثَ الأزل. ترى علي اللونِ فرشاةَ أسنانٍ….معالق الأكل السرمَدي.تتملق من النازحين  سِرب الحَقِيقَة و تلف  سَجائِر بخسَة تيعها للسَّراب.تطير على الأخمصِ السَّبعِ لرجْلِ حربْ؛  تعلن في اعلان حرب..ان رخ شطرنج ينازل بيدقا من بانِ الخشبْ

.............................

تقول انك لم تكن أبدا هنا لكنْ كنْت تهْذِي في المنَام.ولم تكنْ ذاك المعلَّق في شكِّ المفَاتِيح

وَلاَ ذاكَ العُمرْ تتخفَّى فِي جِرارِ الزَّيتْ، و قلال و مخاف  للمصبَّرات أو تسرق من أمك  خلٌّ ثفاح صنع جدَّة غابرَة.  تسجِّلُ الآن أنِّك كنْت هُنَا . تعود  ساعةِ الفجْر.لتنسَي على السَّريرِ لِحافَ نومٍ.يتغنج في تقليب شرشفٍ أصفر فاقِعٌ لَونُ ثيابٍ بلا رائحَة

……….

لن تعُود  أبدًا قبل أن يمضي القطار بالصَّوتِ المُزمْجِر و الدُّخَان إلى مدن الموتى؛ مدُنِ تحْبوا لتحْيَ في أسْطر لا تفهَمُ فيها الكتَابة لأنَّكَ كنتَ هُنا ،تُعاكِس أحرفًا عِتقُ الكَلاَم؛هُيامُ منازلٍ ناعِسَات

………………….

سَتقتُلكَ المَدينة.ستغتال كل يوم قَامَتك.تأكل منك أَمتارًا ثلاثة لتصبح في آخر الأَفلامِ أقزامًا تهرِّج؛.أنتَ هُنا المتسَائِل عَمَّا دائمًا عنْك و عَنْ اسْمك المَمْحوِّ من ذُبابِ الكَلاَم .أنَّك تمْضي حتَّى هُنا .لن ينتَه فِيك المكَان المسَوَّى بطْحَاءَ سُوق ولَن يكُون غير أن تَرْوي انَّك لَم تكن أبداً هُنا
………………………

سيتَّئد المكان و تضُمُّك رَاحتَاك لتعبُر في الصَّيف طريقًا موحِلة .ماءًا و طينًا و صَلصَالا.نُطفة نورٍ ضَائِعة....شظْية ماء
………………..
………………..
توقَّف ليقول لَكَ الحَادي  في قمر الشهر عنوان الشمال و نجمة يائسة ؛سَيُبَلِّلكم كَلام سُكْرٍ.يرفَعُكُم تَرتِيل أَبياتٍ قديمَة منازِل الفَوْهِ المعَمَّم وتنفتِحُ السَّماء علَى شَبقِ الزُّهور : أقداحا، وبتلاتٍ،و تيجَانٌ ذابِلة.فقدْ جَازت القَافِلَة. لَمْ تَعُد حُفر الطَّريق تُعَنِّي المَسِير.لم تكُن أبداً هُنا

سعيف علي