سيد القمنى وشرم الشيخ

أتابع ما يحدث فيما أعلنه المفكر الكبير الدكتور سيد القمنى من قرار شخصى، خاصة ردود الفعل لدى مثقفينا والغالبية وقفت مع المفكر الكبير ضد هذا الإرهاب ودافعت عنه بوطنية مصرية أصيلة مثل أيمن السميرى ومحمد البدرى وغيرهم ، لكن البعض وقف ضد آداب الثقافة ورمزها فى لحظتنا الراهنة ومن هذا البعض النابلسى الذى سارع بتوجيه تجريح وإتهامات تعبر عن عقيدة البداوة عندما تجد متنفساً لها وتسكر بعبير الحرية والحضارة الغربية ورفاهيتها بعد أن فارقت إلى الأبد سكنى الخيمة فى صحراء العروبة القاحلة والتى لم تعد تبدع شعراً أو فكراً بل ضحالة وإرهاباً فكرياً ، عندما سجل النابلسى عبارته التى تعبر عن عقيدته الفكرية " بئس المفكر الجبان أنت " ولم يكتفى النابلسى بهذا القذف العلنى تجاه مفكر مثل الدكتور سيد القمنى بل تجاوزها وأتهم فكره وثقافته بالسطحية و " فكاكة طروحات القمنى الفكرية " ، والنابلسى فى مقالاته يستشهد بمثال من الإعلام العربى الوهابى وهو موقع العربية الذى نشر خبر إعتزال الدكتور سيد القمنى للكتابة بعد وصوله رسائل تهديد ، وتفضل موقع العربية وأختار أثنين ليقوموا بالتعليق على هذا الخبر ممن لا يخفى على كل مصرى أنتماءاتهم الحقيقية ، وأورد النابلسى أقوال بعض هؤلاء الملقبين بصفة "خبراء فى شئون الجماعات الإسلامية " فى مقالاته المسرحية ليستجمع أدلة باطلة ضد مفكرنا الكبير سيد القمنى للنيل من شخصه الإنسانى ونتاجه الفكرى .
وماذا بعد ؟ الإجابة جاءت سريعة فى تفجيرات شرم الشيخ الليلة الماضية ، لتؤكد على أن البيئة العربية الثقافية عندما تكون بهذه الصورة من الإسفاف ويتجرأ مفكر بالطعن فى مفكر آخر والتشكيك فى مصداقيته جزافاً بدلاً من الوقوف إلى جانبه ، النتيجة الطبيعية هى شعور الفكر الإرهابى بأن أقدامه تسير على أرض مفروشة بالودرد التى ينشرها لهم الإعلام والفكر العربى المريض منذ سنوات ومثاله النابلسى وموقع العربية وتلفزيون مصر الذى أصبح نصف الضيوف والموضوعات والبرامج دينية.
إذا كانت هذه هى البيئة التى يعيش فيها المواطن البسيط ، ماذا نتوقع منه أن تكون أفكاره أو أعماله ؟ إن القذف بحق إنسان مهما أختلفنا معه هو جريمة ، لكن للأسف كم من الجرائم ترتكب فى عالمنا المفروض على مجتمعاتنا عربياً وأصحابها طلاقاء !
الفكر البدوى المنافق يدين الإرهاب ويصدر بيانات ضده ونفس الفكر يهدم الفكر التنويرى وأصحابه ولسان حالهم يقول " أنا إللى فيهم والباقى سلطة " ، لكن متى يفهم المثقف أن النقد يحتاج إلى أدب حتى يكون مثالاً فى البناء بدلاً من الهدم وتشويه صور الآخرين ؟ متى يُصلح المثقفون بيئتهم الفكرية حتى يُصلحوا مجتمعاتهم ؟
أعلن أحد السياح المسافرين إلى مصر للتلفزيون الإيطالى عن غضبه من تلك التفجيرات فى شرم الشيخ وأسفه عن الضحايا والمصابين وتصميمه فى نفس الوقت على السفر إلى شرم الشيخ كما كان مقرراً له ، لكن آخرون تراجعوا وقاموا بتأجيل رحلاتهم ، من يمكن أن يتجرأ ويطلق عليهم صفة " جبناء " ؟

2005 / 7 / 24