يقومون بعمل جلسة تحضير الأرواح، فتأتي الروحُ الشريرة، ثم يطلبون منّا أنْ نقوم بطردِها.
تحاول أنْ تقنعهم أنَّ الأوغادَ الذين يلعبون بالدين في صرصور أذنيك هُمْ لصوصُ الثورة، وأنَّ الشيطانَ يقرأ القرآن في القصر الجمهوري، فيقولون لك: لكن العيبَ ليس في الإسلام!
تأتي لهم بمئات الأدلة علىَ إجرام التيارات الدينية فيقولون لك: لكن لا تنس أنهم عانوا كثيرا في السجون والمعتقلات إباّن حُكم المخلوع!
تهاجم الظلمَ والبغيَ والفسادَ والإهمالَ والتخلفَ والبلطجة فيتعجبون من هجومِك غير العادل على الإخوان المسلمين الذين يحملون مشروع الدولة الإسلامية القوية.
تقول بأن الطاغية يحتاج لأقل من شهر لكي تلمح أنيابــَـه بارزةً ولو كانت مختفية داخل فمــِـه، فيطلبون منك أنْ تعطيه فسحة من الوقتِ حتى يُظهر عبقريتــَــه.
نحن وهُمْ مـِـنْ عالــَــميــّـن مُختلفيـّــن لا يلتقيان، فنحن نؤمن أنَّ الدينَ في المسجد، وهم يعتقدون أنه في كازينو للقمار، نحن نعبد اللهَ لأنه طلب مــِـنـّـا عبادتــَـه، وهم يعبدون المرشدَ لأن فقهاءهم أقنعوهم أنَّ طاعة أمرائهم من طاعة الله.
الوطن فوق رؤوســِـنا لأننا بدونه لا نـُـساوي شيئا، والوطن تحت أقدامــِـهم لأنَّ جنسية المسلم، قطبياً، عقيـدتــُـه.
يخلطون الســُـلطة والدين ويزعمون كذباً أنها توجيهات من الله، ونحن نَـفصل ديننا عن الجماعة والحزب والقصر والمرشد لتطهيره من رجسهم.
يريدون أنْ يحرقوا مصرَ ليقيموا على رمادِها دولة الاستبداد باسم الله، ونحن نريد تحريرَ الإسلام منهم فهم يــُـشعلون به الوطنَ ليحل محله دينــُـهم ويختفي .. دينـُـنا.
المشكلة أنَّ أبناءَ شعبــِـنا لا يُصدّقون أنَّ إبليسَ يُزيغ قلوبــَـهم وهو يمسك المصحفَ الشريفَ، أما نحن فنمسكه لنقترب من العزيز الجبار.
المشكلة أنَّ معظمَ أبناء شعبنا يعتقدون أنَّ الذئبَ هو الأصلح ليرعي الغنمَ ريثما يعود صاحبــُــها، ولو غرز أنيابــَــه كلـَّـها في أجسادِها فستجد كثيرين يطلبون منك أنْ تنتظر حتى يأتي علىَ آخرهم وتتأكد أنه .. ذئب!
إذا أردت أنْ تحتال علىَ قومٍ فاقرأ لهم من كتبهم المقدسة، وإذا رغبت في تطويعهم لأوامرك فاقنعهم أنها آتية إليك من السماء مباشرة.
الإخوان المسلمون جرثومة في جسد الأمة، ولكن أكثرنا يعتقد أنها مضاد حيوي للشفاء!
معركة غير عادلة، فأنت تأتي بالقرائن والشواهد والعقل، وخصمك يكتفي بمحاولة اقناعك أنه جاء بصحبة الله، عز وجل، فتخسر المعركة ولو كان شهودُك مـِـلءَ الأرضِ والفضاء!
المشكلة أن كلَّ واحدٍ مــِـنّا يُقسم بالله أنه يرى أفضلَ من زرقاء اليمامة، فإذا بنا لا نــُـبصر ولا نسمع و.. لا نعقل.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 25 مارس 2013
التعليقات (0)