سيدنا البرادعى
لايزال اللغط الدائر حول ما يسمى "ترشيح الدكتور محمد البرادعى " لإنتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر يدور فى الفلك الذى تدير فيه القوى المسماة بالمعارضة فى مصر معاركها الوهمية بدون أى أجندة أو استراتيجية أو تحديد للأهداف التى تسعى اليها رغم حسم الرئيس مبارك لمسألة الترشيح بانها حق لكل مواطن كبقا لاحكام الدستور الذى سبق لقوى المعارضة ان خاضت الانتخابات فى ظله فى خطوة انتهازية اعطت الشرعية الكاملة لهذه الانتخابات !!!
فالدكتور البرادعى عاد إلى مصر بعد عشرات السنوات التى أمضاها بالخارج بين نيويورك فى الولايات المتحدة الامريكية ، وريف فينا الساحر بالنمسا التى يعيش فى ربوع جمالها بمنزله هناك لتتلقفه أبواق الفضائيات وتسحبة الى معترك السياسة وتضع امامه سئوالا هاماَ "هل يمكن انر يترشح لإنتخابات الرئاسة فى مصر " فيجيب إذا توافرت بعض شروط أو اشتراطات ، لتبدأ بعدها رحلة الجميع خلف وهم أنه قد ترشح فعلا وأصبح المرشح الذى سيواجه مرشح الحزب الحاكم ...
أقول وهم لأنه فعلا وهم ، ومخدر يباع للمواطن البائس والشباب الضائع خلف الاوهام ،
وكأن مصر عاشت فى أنتظار أبو زيد الهلالى سلامة ليأخذ بيدها ومن العجيب أن قادة كل حركات المعارضه دخلوا فى سياق الحوار ، وقدموا العائد كأنه "البطل" القادم على الحصان الأبيض مقتحما الحصن محرر الاسرى ...
المضحك أن من حملوا لواء المعارضه فى سنوات ما قبل عودته الميمونة هم من حملوا تلك الدعوة ايضا ، رغم فشلهم وتردى اداء كلَ منهم فى كل المعارك التى خاضوها ابتداء من معركة بيع عمر افندى مرورا بحبس الصحافيين ولا ننسنى غزو العراق وسقوط صدام ، وكفاية وشايفنكم وغير ذلك من الخزعبلات والاوهام التى للأسف لاقت تحمس الجيل الجديد على موقع الفيس بوك ، وفى بعض المنتديات ،
واصبح البرادعى المسيح المخلص والبطل المحرر فجأة ، واستطاع أن يحرك المياة الراكدة بعديد من الحوارات الفضائية حول خلافة السيد/ جمال مبارك لوالده
ثم بدأ مؤخرا الظهور فى المساجد والكنائس قبل أن يعود إلى إلقاء محاضراته فى كوريا ويتتفقد منزله العامر فى ربوع الريف النمساوى والذى شهد طلتة على قنوات فضائيه عديدة وبعد عودته من هناك ...
المضحك بل المبكى أن الرجل فرض شروطه التى اولها الحصول على توقيعات الشعب المصرى المسكين التى هدفها الضغط على النظام لإحداث التغيير ومن ثم نزوله إلى الساحة محررا للإسرى ومقتحما الحص على حصانه الابيض ...
وهكذا يستمر تسطيح الأمور ، ويشارك فى الزفة "عواجيز الفرح " زعماء المعارضة الذين تجاوز أكثرهم السبعين ربيعاَ ، ويصارع كل منهم أعضاء وقيادت حزبة للبقاء على كرسى رئاسة الحزب بشتى الوسائل والسبل المشروعه وغير المشروعه ، ويشهد الواقع أن كل أحزاب مصر بلا أستثناء وقوى المعارضه بما فى ذلك جماعة الاخوان المسلمين فى صراع على الرئاسة بينهم بالبلطجة أو المحاكم ،وفاقد الشىء يا سادة لا يعطية وليس لدية القدره على أى عطاء من الأصل ...
وليسمح لى القارىء الكريم أن استعير مقولة الاستاذ الدكتور/ عبد المنعم سعيد التى قال فيها " مع كل الاحترام للدكتور محمد البرادعى , فإن مصر لم تولد ساعة وصول الدكتور البرادعي بعد غياب طال, "
لقد كتبت فى أكتوبر من العام الماضى مقالا بعنوان "ساعدونى ارشح نفسى" وقلت فيه أن عدد سكان مصر بحسب أحصاء 2006 المقيمين بالداخل 72.576.30 أثنان وسبعون مليون وخمسمائة وستة وسبعون ألف وثلاثون مصرى ومصرية منهم سبعة عشر مليون أمى ( لاحظ العدد) وهناك من هذا العدد 41 مليون يعيشون بالريف .
و يبلغ عدد من هم فى سن الأنتخاب قانوناَ 41 مليون شخص بينما عدد المقيدين فى الجداول الأنتخابية 33 مليون ناخب منهم حوالى 24 مليون ناخب فى الريف أى أكثر من 72% من عدد الناخبين.
وعند أجراء الأنتخاب حصل السيد/ إيمن نور على 7.2% من أصوات الحاضرين والسيد الدكتور/ نعمان جمعة على 2.9% بينما حصد الرئيس مبارك 88% من أصوات الحاضرين ، والبالغ عددهم بحسب التقرير الرسمى 23% فقط من جملة المقيدين أى أن 77% من الناخبين لم يدلوا أصلاَ بأصواتهم !!!
قبل أجراء هذه الانتخابات حمل الحزب الوطنى الحاكم شعارا ورديا أنه سيسمح بالتعدديه ، وقام بتعديل نصوص المادة 76 من الدستور واضعا قيوداَ رهيبه ، وأنشغلت قوى المعارضه وانزلقت بسذاجة لن ينساها التاريخ فى تجهيز مرشحيها دون ان تخوض المعركة الحقيقة فى عدم تمرير هذه التعديلات ومواجهة الاستفتاء عليها لإجهاضها ، وهكذا دفعت الانانية والرغبة فى الظهور وحب الذات الجميع للتغاضى عن هذه الجريمة النكراء التى يدفع ثمنها الان الجميع مطالبين بالعودة إلى الوراء لمواجهة هذه التعديلات التى تأخرت مواجهتها حقبة كاملة قبل لأأن يطل الأخ البرادعى علينا معلنا اكتشافها !!!
وتستمر المعارضه فى تسويق البضاعة الفاسدة بذات اساليب التسةيق البالية ـ تشمل الجبهات واللجان والجمعيات التى تقتصر على اعضائها ومنتسبيها ، فقد تعودنا على هذا المشهد منذ اللجنة العليا للعمال والطلبة 1936 ولم نتطور !!!
فالظاهره العجيبة الفريدة فى مصر ، أن تتشكل عند أى مناسبة جماعة ، وسرعان ما تختفى أو تنطفىء جذوتها ،
وعملا بالتراث والموروث ، تشكلت الجمعية الوطنية للتغير وشعارها " معا سنغير" لكن تعالوا نطالع منتسبيها وقادتها ، بحسب الحروف الأبجدية ابراهيم زهران خبير بترول إيهاب الخولي رئيس حزب الغد أبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع السابق ، أحمد دراج أستاذ جامعي 9 مارس كفاية ، أحمد غنيم عضو حزب الغد، أحمد ماهر إبراهيم شباب 6 أبريل ، أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية ، أسامة محمد البحر مستقل وجيولوجي ، أمين أسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة أيمن نور مؤسس حزب الغد جمال عيد محام – مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جورج إسحاق قيادي حركة كفاية حسام الدين عيسى أستاذ جامعي حسن نافعة أستاذ جامعي حمدين صباحي قيادي حزب الكرامة سعيد الجمل مستشار قانوني سابق سكينة فؤاد كاتبة صحفية وروائية نائب أول رئيس حزب الجبهة الديمقراطية عضو مجلس الشورى شادي طه عضو الهيئة العليا لحزب الغد صلاح عبد المتعال حزب العمل ، صلاح عدلي الحزب الشيوعى المصري طارق الملط عضو الهيئة العليا لحزب الوسط عبد الجليل مصطفي طبيب والمنسق العام السابق لحركة كفاية عبد الخالق فاروق كاتب وخبير أقتصادي عبد الرحمن يوسف شاعر عبد الغفار شكر قيادى بحزب التجمع عبد المجيد المهيلمي خبير أسواق المال وعضو مؤسس حزب الجبهة الديمقراطية عصام شعبان باحث بمركز آفاق أشتراكية علاء الأسواني مستقل كاتب وروائي عمرو فاروق عضو الهيئة العليا لحزب الوسط كريمة الحفناوي ناشطة سياسية مستقلة مارجريت عازر أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب محمد حسن من القيادات العمالية محمد خليل سيد شباب 6 أبريل محمد عبد الجواد شرف أستاذ جامعي محمد عبد القدوس كاتب صحفي ومقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين محمود الخضيري ـ مستشار، نائب رئيس محكمة النقض ونادي قضاة الإسكندرية السابق وائل نوارة قيادي حزب الغد يحى حسين عبد الهادي حركة كفاية يحيي الجمل أستاذ جامعي ، يحيي فكري الأشتراكية الثورية ...
كل حركة تشكلت قبل هذا التاريخ من سنة 1999 والى الان ، كانت من نفس الاشخاص ونفس الوجوه ، وكأن مصر المعارضة أنحصرت فى هذه الاسماء والوجوه ,اكثر من 90% منها تجاوز السبعين أعطاهم الله مزيد من الصحة والعمر مع ملاحظة أن أغلبهم "سابقون" أى فارقوا المواقع القيادية فى مؤسساتهم وأحزابهم ويبحثون عن موقع جديد !!! ومستمرون فى التغرير بالجميع تحت ، شعارات تبقى كلأَ منهم فى دائرة الضوء ...
لو صدقت النوايا كان الحل الأسهل أن تندمج كل هذه القوى فى حزب واحد وتطرح "ابو زيد الهلالى سلامة" مرشحا وحيداَ لها على برنامج قوى متفق عليه يتضمن الحدود ذات الشعار "التغير" ...
حزب واحد يمثل كل اطياف المجتمع يتفرغ لاجراء التغيير ويترشح لكل انتخابات حتى يستطيع ان يواجه الحزب الوطنى فى اى انتخابات وكل انتخابات وعندها يبدأ التغيير.
لكن الجميع يرفض لأن ذلك معناه انحسار الاضواء عنه ، وقلة الظهور على ساحات الفضائيات والاخبار والتنازل عن مكسب مؤقته سرعان ما تزول !!!
لو تجرد كل هؤلاء من الذات المتضخمه وتنازل عن حب الظهور تحت الاضواء وتخلى عن الانتهازيه وتلاقت الارداة عند الرغبة فى التغير اولا لتحقق التغيير بالفعل حزب واحد على قلب رجل واحد يحسم المسألة ، بدون لجان وجمعيات وبدون حملة توقيعات بالاسم الرقم القومى كما اراد سيدنا البرادعى الذى لا اعتقد ان لدية رقم قومى او بطاقة انتخابية من اصله ...
لعشاق الكلمة اقدم قصيدة الشاعر جمال بخيت ارجع
ارجع بقى
وفك حبل المشنقة
وامسح همومنا باللقا
ياجدرنا تحت التراب
يا حلمنا فوق السحاب
يا عمرنا طال العذاب
في الانتظار
رجعوا التتار
لكننا أشواك بتتحدى العطش
وجنود بتتحدى الفرار
نسقط ساعات
لكننا نفضل كبار
نفتح عيون للانبهار
متشوقة
فارجع بقى
وفك حبل المشنقة
وارفع راياتك يا أبى
قريش بتسأل عن نبي
يهديها من بعد العمى
خالد قتل مسيلمة
لكن جنوده الكدابين
عينهم في طابا
يتحدوا فرسان الخطابة
ويلجموهم بالسكوت
في عصر بيروت الحزين
خالد قتل مسيلمة
لكن جنوده الكدابين
بيفتتوا دلتاك بصبر
وبيحفرولى في سينا قبر
وبيركبوا نيلي العنيد
وبيخنقونى في الصعيد
بكلام نكت وبتريقه
فارجع بقى
دا الهزل زاد
والباشا إيده على الزناد
وصدقى بيصلى لفؤاد
وبيحلفوا نرجع عبيد
نتباع فى أسواق الكساد
الهزل زاد
والباشا إيده على الزناد
والسد جوه الفوهة
لو ينسفه تغرق بلادك كلها
وتعود سنين الأوبئة
تسكن ضلوعنا الضيقة
فأرجع بقى
الشمس سكنت كل غرب
حلفت ما ترجع للشروق
من أي شرق
إن لم تكن في الانتظار
انت وسيفك -والتتار تحت القدم-
فأقضى بصوتك على العدم
اعدل موازين الزمان
رتب نجومنا في الفضا
وأكسى وجوهنا بالرضا
بعد الشقى
دي الأمة لسه محتاجاك
والأرض لسه مهيأة
فأرجع بقى
التعليقات (0)