إذا كُنتَ قد أعطيت الحق لنفسك بالتسلح فإن الآخرين سيمنحون أنفسهم الحق ذاته و سيتسلحون أيضاً، و إذا كنت تُقيم الحواجز فالآخرين سيقيمون حواجزهم الخاصة و سيذلونك عليها كما أذللت غيرك، و إذا كنت تقتل و تخطف و تقمع فإن الآخرين سيقومون بما تقوم به و أكثر، أما أخذك للأتاوات فهو بمثابة فتح باب رزق لغيرك، و إذا كنت تضع لثاماً لإرهاب من يراك و لتأخذ راحتك في الإعتداء على من لا يعجبك و من يخالفك من الناس فمن حق الآخرين أن يضعوا أقنعتهم أيضاً و سيضعونها حتماً، إذ لم تننهي الأسلحة في العالم، كما لم تغلق معامل النسيج أبوابها بعد أن سلمتك دفعة الأقتعة التي طلبتها، أو طلبها لك غيرك.
بكل ذلك، و بغير ذلك مما تقوم به من موبقات تكون قد سننت سنة سيئة، شرعت الأبواب لجعلها غابة مترامية الأطراف في جهنم، أو على الأقل و كالة من غير بواب يأكل فيها القوي الضعيف، الأكثر تسليحاً الأقل تسليحاً منهُ، و المُلثم المُلثم، و المُلثم الغير المُلثم وبالعكس.
لا مُسلح في المنطقة الكُردية يمثلني، لا مسلح يُمثلني، نقطة إنتهى، أو لإكتب بعد الفاصلة مفسراً: لأنه قبل كل شئ لم يتسلح بناءً على رغبةٍ مني، أصلاً أجهلُ مصدر سلاحه كما أجهل الهدف النهائي لطلقاته، لا أستطيع أن أقول في غمرة الأزمة: لأنه مُسلحٌ كُردي يُمثلني و كفى، لا أستطيع أن أثق بمن ينقل البندقية من كتفٍ إلى أخرى بسهولة طالما أن بين الكتفين نفقٌ أسود سالكٌ بسهولة في الإتجاهين، من قتل و خطف و إبتز و أرهب و أرعب حتى اليوم لا يمكن أن يكون في الغد شيئاً آخر غير القتل و الخطف و الإبتزاز و الإرهاب، و لا يهم أن يختلف الضحايا، فيكونون أعدائي المفترضين، لا أريد حتى أخذ وصفة المسلح في الأعداء، فأتناول لُقاحاته ضد الإنسانية و التعايش.
لا مُسلح كُردي يُمثلني، لا أُريد لأي مُسلح أن يطلق النار في المنطقة الكُردية لصالح المنطقة الكُردية كما يزعم، لأنها ستُشعل مستنقع البارود الراكد و سيكون الرد عليها قذائف أحقاد، لكن الكُردي المنزوع السلاح يُمثلني حتى و أن كان سلاحه الصُراخ، لأنه سيأتي وقتٌ تبحُ فيه الأصوات و سيلجأ للقلم لكتابة أناشيد السلام و إطلاق حمائم السلام.
من يسيطر على مدينة يُعطي الآخرين المبرر للسيطرة على أخرى، و من يسيطر على حيًّ يعطي غيره الحق للسيطرة على آخر، من يقوم بالتطهير العرقي أو الطائفي أو الحزبي يُعطي المبرر للمقابل أن يفوقه في التطرف.
لا أريدُ أن أستبدل جيراني مهما كان شكلهم بآخرين مُقنعين، أُريد أن أتندر على الشوايا و أن يروي العرب نكاتهم عن الكُردي و يضحكون عليه عندما يتحدث بعربيتهم الركيكة، لكن لا أريد أن نُطلق النيران على بعضنا البعض، الرصاصة التي يزعم الملثمون أنهم يطلقونها عني عليهم سترتد على أهلي في حين سيكون المقنع أول المختفين في غياهب القناع.
تربى سبي (القحطانية) : (أكثر من 2000 شبيح من قبائل الغمر والجوالة المسلحين يسيطرون على مدينة تربى سبي (القحطانية) رافعين صور بشار الأسد وحوالي 300 سيارة مدججة بالسلاح و القناصون يتمركزون على الأبنية الحكومية ...)
و ماذا عن الكُرد: هل كلهم قبائل شُرفاء؟ ألا يشكل الرقم 2000 سوى فكة عملة في سوق التشبيح الكُردي العلني المزمن؟ أليست أعداد الشبيحة الكُرد عصية على العد، و إذا كان هؤلاء قد سيطروا على مدينة واحدة حسبما زعم الخبر فعلى كم مدينة يُسيطر الشبيحة الكُرد؟ ألا يمنعون بدورهم سقوط صور بشار و يرفعون أُخرى مشابهة؟ أليس لديهم عدد أكبر من السيارات و الأسلحة كهدية نوعية من النظام؟ ألا يتمركزون أيضاً على الأبنية الحكومية و المراكز الأمنية أم تُراهم يتمركزون على أقنان الدجاج؟ أم أن كل ذلك حلالٌ عليكم و حرامٌ عليهم.
تربى سبي (القحطانية): (إن إطلاق النارعلى قوات لجان الحماية الشعبية في" تربسبيي"، من قبل "شبيحة النظام" و"بيادقه الرخيصة"، إنما هي محاولة لجرالمنطقة إلى بحرالدماء، قوات اللجان الشعبية في تربسبي ..الآن... تمثلني).
و من بدأ بإطلاق النار في المنطقة أول مرة و آخر مرة و ما بينهما؟ إذا كانوا هُم شبيحة النظام و بيادقه الرخيصة، فشبيحة من هم شبيحتنا و هل هم بيادق ثمينة و ملوك الرقعة أم هم مجرد بيادق البيادق؟ و هل قيام المقنعين بإطلاق النار بمناسبة و بدونها هي مجرد دعوات لأبناء المنطقة للأصطياف على شواطئ بحر السمك تمهيداً لحفلة الشواء؟
السلاح الذي قتل لا يمكن لهُ أن يتحول فجأةً أو حتى بسبب إلى حقنة دواء، و اليد التي آذت لا يمكنها أن تتحول إلى مرهم علاج، و القناع المُخيف لا يمكن أن يخفي خلفهُ وجه ملاك.
لا مسلح يمثلني حتى لو كان إبنُ أبي و أمي، لأن أبسط ما سيفعله هو أنه سيخربها، و سيجلس على تلتها.
التعليقات (0)