اليوم بلغ الحزن في قلبي مداه، فمنذ ثمانية أشهر يتراكم الحزن في قلبي، أما اليوم فبإستشهاد القائد الشبابي مشعل تمو أكمل جبل الحزن بناءه، و ضرب أوتاده في شغاف قلبي.
لا تهم الأداة العمياء، لا يهم الأبواق و الشبيحة، فهناك رجلٌ واحد و أسرة واحدة و عصابة واحدة هم المستفيدون من قتل مشعل تمو أو أي سوري آخر، إنه بشار الأسد و أسرته و عصابته الجاثمة على صدر الشعب السوري منذ عقود طويلة، هم المستفيدون من الجرائم السافرة التي تحصل في سوريا منذ سبعة أشهر، لا بل كل الجرائم التي سبقت بدأ الربيع السوري، و هم الخصم الذي سيجلب للعدالة في يومٍ قريب.
أبحث عن المستفيد من كل الجرائم التي حصلت أو التي ستحصل في سوريا، سواءٌ تلك التي نص عليها قانون العقوبات، أو التي لم تلم بها عقول المشرعين بعد، من القتل إلى السرقة إلى النهب إلى الفساد إلى التهريب إلى غسيل الأمول، حتماً سيجد المرء خيطاً يربطها جميعاً، خيطاً يدل على أن وراءها المتهمون أعلاه.
هؤلاء المجرمون يأخذون منا يوماً بعد آخر أجمل ما نملك، يأخذون منا أجملنا و أشرفنا و أشجعنا، لأنهم يكرهون قيم الشرف و الشجاعة و الجمال و البراءة و الطهر و الطفولة.
يأخذون منا أشرفنا و أجملنا و أشجعنا، لأن هؤلاء الرائعون يذكرون المجرمين بإفتقادهم لكل القيم النبيلة، و لأن المجرمون يريدون البقية الباقية من السوريين مشوهين على شاكلتهم، و يريدون سوريا بيئة ملوثة كالتي كبروا فيها، بيئة موبوءة بنقائص اللؤم و الخسة و الغدر و النذالة.
كتابات مشعل تمو هي أول ما لفت إنتباهنا إلى ربيع دمشق بداية العقد الماضي، كان الشهيد هو من أوائل من زرع شتلات الربيع السوري الذي يكاد السوريون يقطفون ثماره اليوم، كان أسلوبه رائعاً في التعبير عن الفكرة و إغناءها بالشواهد، ثم شهد هو و سورياه صعوداً في خطهما البياني حراكاً لا يهدأ، و لم يزده الأعتقال في سبيل قضيته إلا قوةً، خرج من السجن شعلةً وضاءة، حيث لم يهدأ يوماً، و لعله أول القادة السوريين الذي نادى بإسقاط النظام.
اليوم تتشح القامشلي بالسواد على رحيل إبنها البار مشعل تمو، لم تخيب يا مشعل ظن القامشلي فيك، لقد جعلتها تاجاً على رأس سوريا، لقد جعلت أسم القامشلي اليوم يتردد في جهات الأرض الأربعة، بأعتبارها مدينة الشهادة و البطولة و السلام.
نم قرير العين أيها القائد المشعل، فالقامشلي راضيةٌ عنك، سوريا راضيةٌ عنك، قلوب أبناءها تمتلأ بمحبتك، و شفاههم تلهج بالثناء عليك.
طوبى لك مشعل تمو، ستبقى خالداً في ضمائرنا.
التعليقات (0)