مواضيع اليوم

سياسيون غير مسؤولين!

رياض الحسيني

2009-01-15 23:07:14

0

سياسيون غير مسؤولين!

 

بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل

 

www.zaqorah.com

 

التنافس الانتخابي على مجالس المحافظات امر طبيعي ونتمنى الا يخرج عن دائرة المنافسة الشريفة فلطالما وعد الساسة العراقيون بان عراق اليوم يختلف كثيرا عن عراق الامس لكن ممارساتهم تفضحهم لدرجة انهم قد اصبحوا عراة ظالّين مظلّين لاهادين مهديين كما وعدونا ولازالوا كذبا وزورا. فكلما اقترب موعد الادلاء بالاصوات كلما ازدادت الهبات والرشاوى والاغتيالات والمناوشات والملاحقات حتى بات المرء يظن انه في بلد لاقانون فيه ولادولة الا دولة الاحزاب الخمسة. هذه الاحزاب بصريح العبارة تتلاعب بمقدرات العراق والعراقيين من دون ادنى مبالاة وأعمالهم لاترقى الى المواطنة الصالحة والخوف ان تُدخل العراق في جحيم مرة اخرى. بيد ان الصراع السلطوي بين هذه الاحزاب لم يعد خافيا على احد ودسائسهم ومؤامراتهم باتت مفضوحة لكن المؤلم هو ان العراق كبلد والعراقيين كمواطنين هم فقط من يدفع الثمن فالمعروف ان اغلب هؤلاء قد تملّكوا في بلدان غربية وعربية حتى ان عوائلهم لازالت هناك!

لازلنا نتوقع الاسوء كلما اقترب موعد الادلاء بالاصوات لانتخاب مجالس المحافظات المقرر في الحادي والثلاثين من يناير الجاري. ان ماجادت به قريحة السياسيين من تفنن في تحسين وجوه احزابهم وحركاتهم لااعتقد انها ستنطلي على الناخبين فكل ناخب يعرف ماسيفعله في القادم من الايام لذلك فان على البعض ان يوفّروا نعيقهم وصراخهم وسرقاتهم لخدمة هذا الشعب الذي صبر وصبر حتى ملّه الصبر!

مايزيد التوتر والنهم على حد سواء هو انتقال السيادة الى الحكومة العراقية الذي لازال البعض منا ينظر اليه كنعمة ستعود على كل العراقيين على النقيض مما تراه الاحزاب الخمسة التي لم تدّخر جهدا لملئ الفراغ الذي ستتركه القوات الامريكية. فبدلا من ملئه من قبل الحكومة والقوات الحكومية نرى ان الاحزاب ومليشياتها قد سال لعابها لتلك المواقع وبدأت بالزحف فعلا على اخر معاقل الحكومة وفقا لسياسة المحاصصة السيئة الصيت والسمعة والتي يسمونها زورا "سياسة التوافق" وهو اسم اكثر جمالية واخف وطأة للحقيقة الميدانية الواضحة لسياسة المحاصصة الحزبية باسم الطائفة والقومية.

كان العراقيون ولازالوا ينظرون الى توقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية على انها ستجلب المزيد من الاستقرار والرفاهية لهم ولابنائهم ومن قبل ذلك للعراق كدولة لكن منذ اليوم وهو اليوم الاول لتسلّم الحكومة العراقية فعليا مواقع جديدة حتى استبقتها الاحزاب المتضخمة على حساب الوطن والمواطنين بالتخوين حينا وبالتهديد حينا اخر. في هذا المقام يحضرنا تسريبات من اطراف محددة تتحدث حول سحب الثقة من حكومة المالكي من دون مراعاة لادنى حق للعراقيين في اختيار شكل الحكومة او من يمثلهم في المحافل الدولية! الغريب ان هذه الاحزاب كانت تتحدث وعلى مدى السنوات الماضية كيف ان هذه الحكومة وطنية وتمثل كل الاطياف وهي حكومة منتخبة وشرعية لكن ما ان اصطدمت مصالحهم مع توجهات الحكومة حتى صارت "حكومة فاقدة للشرعية" يجمعون الاصوات لاقالتها! الانكى من ذلك ان هؤلاء انفسهم يقولون انهم لن يمضوا بهكذا مشروع لو رضخت حكومة المالكي لشروطهم! من هنا يمكن لنا قراءة مدى تجاهل هذه الاحزاب لاصوات ثمانية ملايين ناخب عراقي ذهبوا للتصويت وسط التفجيرات والتهديدات والمصاعب فضلا عن تجاهلهم لمصلحة العراق واستقراره.

الحكومة برأي البعض وطنية حينما تخضع لشروطهم وفاقدة للشرعية اذا ما استمرت في برنامجها لبناء وطن يسع الجميع ويشارك فيه الجميع! هنا يكون مصدر قلقنا ولايسعنا الا ان نسجّل تخوّفنا ليس على الوطن العراقي فحسب بل وعلى كل ماتحقق من تقدم في النواحي الامنية والمكتسبات المدنية فالقادم من الايام ووفقا لتحركات هؤلاء السياسيين الغير مسؤولين يبقى الوضع العراقي العام كوضع الجمر تحت الرماد.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات