مواضيع اليوم

سياســـة الحوثييـــن والثـــورة اليمنيـــة

رانيا جمال

2012-01-05 12:19:09

0

بلادي اليوم / قاسم البيضاني

تقدر نسبة الزيدية في اليمن بين 40-45% من نسبة السكان وطالما عانت تلك الشريحة من ظلم النظام اليمني وقاد صالح ستة حروب في صعدة ضد الحوثين خلال العقد الماضي كانت اخرها بمشاركة خارجية تمثلت بالقوات السعودية التي دخلت الحرب السادسة ضد الحوثيين .

لكن مع بداية ثورة شباب اليمن ظهر الأداء السياسي للحوثيين وبدأت القيادات السياسية في اليمن تتخوف من التطور الكبير في العمل السياسي المنظم الذي ابهر الجميع ونقل صورة أخرى للمتتبع للشأن اليمني والدول الاوربية .

حيث يشكل أداء الحوثيين نموذجا لافتا حول قدرة إطار عمل ديني محافظ ينهض من قاعدة تمثيل اجتماعية وجغرافية على التكيف السياسي، مع الفعل الثوري الحالي في اليمن بتعقيداته المختلفة وبقدرة واضحة على تفهم الحساسية تجاه الجملة المذهبية المعرّفة بها(الزيدية) والموقع التمثيلي القادمين من (الشمال)

وكانت علاقتهم اثناء الثورة اليمنية مع المكونات الأخرى، في الحدث الثوري الحالي، مع مكونات نقيضة على المستوى المذهبي (شوافع) والجغرافي الجنوب اليمني ، أو على المستوى الأيديولوجي والسياسي، كالإصلاح، أو التعبيرات الليبرالية واليسارية الموجودة في الساحات، وأخرى نقيضة حتى على المستوى العسكري، كالفرقة الأولى مدرع واللواء علي محسن، وكلها مكونات وقوى موجودة بفاعلية في التحول العميق الذي يُنجز في اليمن. لقد استطاعت جماعة الحوثي أن تخلق طمأنة نسبية تجاه حضورها الفاعل والكثيف، خصوصا في ساحة صنعاء، بشكل بدد ضمنيا الاحتراس والحذر القائم تجاه هويتها وتجاه الالتباس في أغراضها اللاحقة، باعتبار أنها لم تنتج ملامح واضحة ومحددة لمشروعها ولتصوراتها السياسية يأخذ صيغة معلنة، وهكذا يبقى الأمر بخصوص ما تُريد الجماعة وتطمح إليه معلقا إلى باب التحليل والتخمين.

إن استجابتهم الذكية لأول اختبار مهم خضعوا له تفصح عن عدم تورطهم في قالب سياسي وديني جامد، بل إنهم يتبلورون ويتكيفون كجماعة ذكية للغاية على المستوى السياسي، أفصح عن ذلك نجاتهم من الفخ السياسي الذي صار عليه انضمام اللواء علي محسن للثورة الشعبية بالنسبة لهم، بما يشكله هذا الأخير من نقيض وجودي لهم، حيث صدروا ردود فعل متحفظه تجاه هذا الانضمام، ولكن ضمن سقف يحول دون أن تصبح مواقفهم منه فعلا تفجيريا للحدث الثوري، ولم يستدعوا أسبابا للاعتراض، رغم وفرتها لديهم، ضمن تقدير مدروس يؤجل صراعهم معه، ومع ما يمثله من تحالفات سياسية ومذهبية واجتماعية مُخاصمة لهم، إلى مرحلة لاحقة أقل حساسية بالنسبة للثورة الحالية. لان الهدف الرئيس اسقاط النظام القمعي الذي دفع الحوثيين الكثير من ابنائهم قتلى ومعتقلين في سجون النظام إضافة إلى ذلك يمكن قراءة إدارتهم للوضع في صعدة بعد الانسحاب الحكومي، المقصود، في صعدة بغرض تفجير الوضع فيها بين عدة فرقاء متخاصمين، ضمن ذات الحساسية الذكية، فلم يستثمروا تفوقهم على الأرض في تعسف السلطة كليا في المحافظة وفرض أنفسهم بشكل كلي عليها، بل رجحوا التوصل إلى حل توافقي مع خصومهم المتعددين لإدارة الوضع بما يضمن مصالحهم وعدم تهديد أسباب تفوقهم، ويحول أيضا دون تصدرهم الواجهة في صعدة بما سيثيره ذلك من مخاوف وحساسيات إذا حدث ذلك، ولكون اجتنابهم السيطرة على صعدة سيصدر رسالة إيجابية عنهم لمختلف الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية. إن النموذج الذي يقدمه "شباب الصمود" المقربون من جماعة الحوثي في ساحة التغيير في صنعاء يقرب بشكل واضح صورة الأداء المتفهم للثورة واهدافها الذي تعمل الجماعة من خلاله الآن، حيث استطاع "شباب الصمود" بناء علاقات وتحالفات غير متوقعة مع التمثيلات المدنية وذات النبرة الليبرالية واليسارية في الساحة، وحتى مع المجموعات النسوية الحديثة والمتحررة، بشكل يبدو متناقضا نظريا مع الموقع الديني المحافظ، والمعلن، القادمين منه، إلا أنهم لم يختاروا مثلا بناء تحالفات مع الكتل القبلية في الساحة، وهي كما يفترض أقرب بكل المستويات لهم، بل فضلوا الاختيار الأول ذا الطابع المدني ونسجوا مستوى رفيعا من الثقة والتقديرات الموحدة للتفاعل مع الأحداث سواء على المستوى الضيق في إطار الساحة أو فيما يتعلق بالحدث الثوري برمته وتحولاته. يثير كل ذلك في تداخلاته وما يخفيه أسئلة متفرقة عما سيُحدثه هذا الحدث الثوري والتكيف الذكي للجماعة الحوثية معه، كجماعة دينية سياسية تقع ضمن الزيدية الآن وضمنا في موقع الرأس من الجسد، من تحولات في قلبها وخصوصا أن أداءها يُفصح، على الأقل في تقديري، عن إدراك واضح لحجمها الفعلي وحساسيتها تجاه ما قد يُنتجه إرث تاريخي ملتبس للحضور الزيدي في الكثير من المناطق اليمنية من تداعيات على حضورها الوطني بأي مستوى كان هذا الحضور لاحقا، وعلاقة كل ذلك مع تاريخ طويل من الفعل الزيدي الرئيس في صناعة الأحداث في اليمن.

والدور الاهم في الثورة عند الحوثيين عندما رفضت الجماعة المبادرة الخليجية كون انها أي المبادرة تحمي صالح واعوانه الذين يتهمهم الشارع اليمني بقتل المتظاهرين حيث اتخذ الحوثيون الوقوف مع الشارع اليمني وترك الوزارت والمناصب مما زاد شعبيتهم الموقف المساند للشعب اليمني.

ولم تعد تطمح لأن تكون جماعة مذهبية ذات دور سياسي لتكتفي بالحفاظ على وجودها فقط، ولكن الأمر تغير الآن ولم تعد إحداثيات السياسة والزمن والمجتمع والإقليم هي ذاتها القديمة بالنسبة للزيدية، وكما يبدو فإن جماعة الحوثي الآن هي الفاعل الأساسي الذي يقع عليه عبء إعادة إنتاج لغة سياسية ووجه سياسي جديد للزيدية في واحدة من أكثر اللحظات تداخلاً وعصفاً في تاريخ اليمن.

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=528

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !