سياستان لا بد منهما

الأولي:
إذا فكرت ربة البيت في فحص ما يجب عليها التخلص منه لتنظيف البيت فلن تنظف البيت أبدا ...لن تتم عملية التنظيف لأن (الكراكيب) كثيرة وقد تجد فيها (ما ينفع) وطبعا كل شيء ينفع مثل المسامير القديمة وقطع المكنسة القديمة والأواني المستعملة فضلا عن طواقم الصيني التي كانت جزء من جهازها يوم أن كانت عروسا صغيرة أي منذ أربعين عاما أو أكثر!!...
.....هذه صورة مصغرة لما قد يحدث في تحديث مصر بأكملها حيث يجب التخلص من القديم بأشخاصه مهما كان في أحدهم فائدة...
...هذا مستشار عالم بالقانون وهذا فقيه دستوري وهذا مستشار طبي وهندسي ومالي ومفكر استراتيجي وكاتب عمره تسعون عاما ورجال أصابهم الألزهايمر وخرف الشيخوخة!!
كان لا بد للثورة المصرية أن تكنس القديم وتتخلص من كل الكبار لتجديد البيت المصري وتنظف الجهاز الإداري بكنس الباطل الفاسد ومعه ما ينفع أو من ينفع لأن الشباب فيهم من هو أفضل ولا نقارن كهلا يسير بعكاز مع شاب يجري بسرعة العصر الحديث!! بل نقول أكثر من ذلك في عصر الثورة لا بد أن نحكم بالإعدام على الفاسدين وإن كان فيهم بعض المظلومين لأن ظلم ألف شخص مقابل إنقاذ أمة إجراء صحيح مقبول لأن الأمة أهم من الأفراد وإطعام مليون شخص أهم من قتل شخص واحد بالجوع إذا كان هذا هو الحل الوحيد!!
...ومن المسموح به في مثل هذه الظروف أن نفقد كفاءات قديمة لأنها لا تناسب العصر مثلما نستغني عن الغسالة القديمة (أم برميل) ونستبدلها بغسالة حديثة تغسل وتشطف وتجفف وتنشر وتكوي الملابس!! ...إرموا الغسالات القديمة وبيعوها في سوق المخلفات واشتروا الشباب الجديد.....

الثانية:
الشعب المصري استيقظ في 25 يناير 2011 ويراقب الحكومة والمعارضة الآن ويقرر في الوقت المناسب تدعيم هذا وإسقاط ذلك والحكم الصحيح على هؤلاء وأولئك ...فلا يفكر مخلوق أنه سوف يخدع هذا الشعب الذكي ...
...أقول ذلك لتذكير الجميع أن سكوت الشعب ليس دليلا على الرضا أو القبول بالواقع مثلما حدث في عصور سابقة لأن الحال قد تغير!!
...قد يحتاج التغيير أو الإبقاء على النظام الحالي إلى انتظار الانتخابات القادمة أو التعجيل بالتعديل في صورة ثورة ثانية تعتبر استكمالا للسابقة وليس إلغاء لها