سياسة متهورة !
لم يشاهد أحد من قبل سياسة دولة صغيرة كالإمارات بهذا التهور والمستند على فائض نفطي متراكم لم يراعي الحاجات الطبيعية للبلاد او حاجة البلاد الاخرى !.
فهي منذ سنوات تتصادم مع الجميع بصورة مباشرة او غير مباشرة لاجل أهداف غير واضحة !.
الأنظمة الحكيمة هي التي تتجنب التصادم مع أكبر عدد ممكن مع الدول الأخرى ولكن تلك الدولة وحليفاتها في الخليج تتصادم مع الآخرين بصورة غير مفهومة !.
المجانين يزداد عددهم في العالم ولكن الاكثر تأثيرا بينهم يأتي ترامب ثم حلفائه من العرب كأبن سلمان وابن زايد ومن سار على خطاهم ثم عدو امريكا التقليدي زعيم كوريا الشمالية !.
فهل يقود هؤلاء الطغاة الجدد العالم الى حرب عالمية جديدة ؟!.
في الغالب يقود الدبلوماسية الاكثر عقلانية في الدولة ولكن الغريب في الامارات ان من يقود ذلك هو عبد الله بن زايد المحدود في المؤهلات والحكمة والخبرة لذلك المنصب مع حداثة سنه ،فهو يدخل ويخرج في صراعات جانبية بصورة مستمرة بشكل مثير للانتباه !.
من هجوم عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات المستمر على العراق وجيشه وحشده الشعبي الى هجومه على الأتراك بإعادة تغريدة لا يفهم اصلا معناها او مدى دقتها،فكان الرد التركي الصارم رغم صغر هجومه عليها اكبر بكثير من الرد العراقي الهزيل رغم اتساع حجم هجومه ووقاحته النادرة !.
فتح جبهة عداء جديدة مع تونس بواسطة شركة ملاحة دولية كبيرة كطيران الإمارات أمرا غير مبرر وغير مسؤول وكان من الممكن تجنبه بقليل من الدراية والحكمة ولكن للاهداف السياسية تأثيرا واضحا على الحادثة !.
اتساع حجم الصراع بين التحالف الخليجي وبين الدول الاخرى والتي كان بعضها حليفا سابقا امرا غير مستحسن خاصة في ظل ظروف العداء الشعبي الواسع لهم في العالم الاسلامي تجاه تلك الانظمة التي تقود حربا دموية في اليمن وتتجاهل حقيقة القدس الاسيرة بيد امريكا واسرائيل !.
الصراع بين التحالف الخليجي(ما عدا عمان) وبين الاخرين سوف يستنزف طاقات هؤلاء المادية لأن قدراتهم البشرية تبقى محدودة التأثير والاهمية والدول الكبرى المهيمنة عليهم لن تبقى حامية لهم الى الابد !.
الدول الكبرى تحذر باستمرار حليفاتها في الخليج من عواقب السياسات التصادمية مع الجميع لان الاستناد عليهم في الحماية لن يكون بلا حدود !.
لكن لحد الان لم يستمع عقلاء تلك الدول إلى تلك النصائح والتحذيرات لان المتحكمين الجدد هم صغار في السن وبلا خبرة ويهيمن عليهم هيجان الشباب والطموح !.
التعليقات (0)