بادئ ذي بدء ، سأسأل بعض الأسئلة ، وأجيب عليها حسب قناعتي ، ثم أترك للسادة القراء كتابة أجوبتهم إن أرادوا ، يجيبون عليها بما يشاؤون :
س 1 : لولا وجود الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، هل كان ثمة صراع دموي مستمر في منطقتنا على مدار أكثر من ستين عاما ؟؟
ج 1 : لا ..
س 2 : من هي الدولة ـ الكيان العنصري ، الذي يريد أن يفرض نفسه كيانا يهوديا ؟؟
ج 2 : " إسرائيل " ..
س 3 : من هو النظام العنصري الذي مارس سياسة التهجير ضد الشعب الفلسطيني ، فهجّره وشرده ، وأتى بمستوطنين متنوعي الأجناس والأعراق من الخارج ليحلوا محله ؟؟
ج 3 : النظام العنصري الصهيوني ..
س 4 : من هي الدولة المعتدية التي شنت حروبا على جميع الدول المجاورة ، واحتلت أراضيها في حروب متتالية واعتداءات متكررة ؟؟
ج 4 : الدولة الصهيونية ..
س 5 : من هي الدولة المجرمة التي ارتكبت أكبر عدد من المجازر البشرية بحق الشعب الفلسطيني ، وجوارها من الشعب العربي ؟؟ عدد بعض مجازرها ..
ج 5 : هي الدولة الصهيونية ، التي ارتكبت مجازر كثيرة منها على سبيل المثال :
دير ياسين ـ كفر قاسم ـ الحولة ـ جنين ـ بحر البقر ـ قتلهم أسرى مصريين أحياء في سيناء في عدوانهم عام 1967 على ثلاث دول عربية مجاورة .. وقانا الأولى والثانية .. ومجازر العدوان المتكرر على لبنان وغزة ..
س 6 : من هي الدولة التي تمارس سياسة إرهاب الدولة على الشعب الفلسطيني في كل مكان من العالم ، فقتلت واغتالت قيادييه وكوادره المناضلة ؟؟
ج 6 : الكيان الصهيوني ..
س7 : من هي الدولة التي امتلكت سلاحا نوويا منذ أربعين عاما في منطقتنا ، وتنكر وجوده ، ولا تسمح للوكالة الدولية بالتفتيش عنه ؟؟
ج 7 : الكيان الصهيوني ..
س 8 : من هي الدولة التي ما تزال تقتل وتدمر وتهجر وتهدم البيوت على رؤوس أصحابها الشرعيين ؟؟
ج 8 : الكيان الصهيوني ..
س 9 : من هي الدولة التي تبني المستوطنات على حساب أراضي أصحاب الأرض الفلسطينيين الشرعيين ؟؟
ج 9 : الكيان العنصري ..
س 10 : من هي الدولة المارقة العاصية على المجتمع الدولي وقراراته ، وقتلت مبعوثيه الأمميين ، ولم تنفذ أي قرار منها ؟؟
ج 10 : الكيان الصهيوني ..
س 11 : من هي الدولة التي ترفض الاستجابة لشروط السلام ، والانسحاب من الأراضي التي احتلتها بالقوة العسكرية الغاشمة ، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟
ج 11 : الكيان الصهيوني ..
س 12 : من هي الدولة التي بنت جدار الفصل العنصري على أراض صادرتها بالقوة وتحتلها بالقوة ؟؟
ج 12 : الكيان العنصري الصهيوني ..
سأكتفي بهذا القدر من الأسئلة .. وأتابع ...
يتفاصح بعض المتفذلكين ، مدعين إنسانية كاذبة مخادعة ، في محاولة هزيلة وساقطة لتلميع صورة الكيان الصهيوني الإرهابي المجرم المغتصب ..
ولأنهم في سوق النخاسة ، يظنون أن حال العالم كله ، منحط مثلهم ..
فيعقدون مقارنة بين نظامهم العنصري الفاشي البغيض اللعين ، مع الأنظمة العربية التي تختلف مع بعض معارضيها في الداخل ، التي قد يصل الحد بهم إلى الاقتتال ..
لكن وقبل كل شيء ، يجب أن يعلم هؤلاء المتفذلكون ، أنهم ـ وعن سابق إصرار وتصميم ـ يتجاهلون بخبث ومكر ، ويتنكرون لحقائق التاريخ والجغرافيا ، وينكرونها كذبا وبهتانا ، ويغالطون أنفسهم ، ويذرّون الرماد في العيون ، حين يساوون بين الضحية والجلاد ..
فمهما بلغ الخلاف بين الحكام العرب وشعوبهم ، فهم جميعا ، أولا وآخرا ، أبناء أمة واحدة ، وشعب واحد ، وأرض واحدة ..
ولأن المتفذلكين قد يصمّون آذانهم عن تلك الحقيقة ، أضيف :
إن الدول العربية جميعا ، شعوبا وحكومات ، هم أبناء الأرض التي يعيشون فوقها .. وهم ـ وإن اختلفوا ـ إلا أنه كاختلاف أفراد أي أسرة فيما بينهم ، ولو وصلوا درجة الاقتتال والتناحر .. وإن كان هذا شيئا مؤسفا ومرفوضا ، لكنه ـ وإن حصل ، وفي أسوأ الظروف ، يبقى خلافا أو تنافرا أو تناحرا أو اقتتالا ، حتى .. (( وعلى إدانتنا له في هذه الحال )) لكنه يبقى بين أبناء شعب واحد وأمة واحدة ، لم يأتوا من خارج الجغرافيا الطبيعية ، ولا السياسية ، ولم يحتلوا أرض شعب آخر ..
هم أبناء الأرض العربية .. وهم من سكان ومواطني هذه الأرض ..
أي : لا يمكن أن تقارَن الأنظمة العربية في خلافها مع شعبها ، ولا بشكل من الأشكال ، مع النظام العنصري الصهيوني ..
لماذا ؟؟؟
لأن :
1 ـ الصهاينة ، شذاذ آفاق ، مرتزقة ، مغتصبون ، محتلون ، إرهابيون ، عنصريون .. بشهادة العالم كله ، باستثناء الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الأوربية ..
2 ـ الصهاينة ، أخلاط بشرية ، جمّعتهم الحركة الصهيونية الهرتزلية من أقطاب الأرض ، فاغتصبوا أرضا ليست لهم ، بمعونة البريطانيين ، التي أعطت ما لا تملك ، لمَن لا يستحق .. واستمروا في احتلالهم ، بدعم الأمريكيين ..
3 ـ الصهاينة ، قتلوا أصحابَ وأهلَ تلك الأرض وسكانها ، وهجّروهم وشردوهم في المنافي ، واغتصبوا ديارهم وأموالهم وأرزاقهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم .. " وصاروا يتباكون عليهم ، بأن دول الاستضافة لم تؤمن لهم ما يجب من خدمات " ..
إنه ، وإن كان في هذا كثير من الصحة ، إلا أن اللاجئين أنفسهم ، ودول الاستضافة عوّلوا على قرب عودتهم إلى ديارهم التي ينتظرونها منذ أكثر من ستين عاما ، وهم يحتفظون بمفاتيح أبواب بيوتهم ، ووثائق ملكيتها الشرعية ، أرضا وبيوتا ومزارع وبيارات .. ومع ذلك ، فهم يعامَلون في سوريا مثلا ، معاملة المواطنين السوريين تماما ، في الحقوق والواجبات والتعليم والصحة والمناصب الحكومية وباقي مناحي الحياة ..
(( ريثما تنفذ الصهيونية القرار الأممي ، القاضي بوجوب عودتهم إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم ..)) ..
4 ـ الصهاينة ، لم يتوقفوا عن القتل والإرهاب طيلة وجودهم الاحتلالي ، وغير الشرعي فوق الأراضي العربية ..
فبالإضافة إلى حرب احتلالهم لفلسطين عام 1948 ، شنوا عددا كبيرا من الحروب ، وآلافا من الاعتداءات والمجازر الجماعية والفردية ، التي طالت المقاومة الفلسطينية وقياداتها في الأردن وتونس ولبنان وسوريا ، وفي كثير من دول العالم الأخرى .. كما طالت الأرض العربية المحيطة بفلسطين ، وشعبها ..
ففي عام 1956 كان الصهاينة الطرف الرئيسي ، ذا المصلحة الكبرى ، في العدوان الثلاثي على مصر ، لتقويض ثورة عبد الناصر ..
وفي عام 1967 ، شنوا حربا على ثلاث دول عربية ، واحتلوا ما مساحته أضعاف مساحة فلسطين المحتلة ، وبدعم القوة العالمية الكبرى " أمريكا " ..
فازداد عدد اللاجئين بمئات الآلاف ..
وبين عامي 1982 و 2006 شنوا حروبا واعتداءات بالجملة على لبنان واحتلوا جنوبه ، وهجّروا شعبه ، ودمّروا بنيته التحتية والفوقية ..
وحتى تاريخه ، ينتهكون سيادته يوميا ، برا وبحرا وجوا .. وتجسّسا أيضا ..
5 ـ الصهاينة ، ولولا قوة المقاومة الوطنية اللبنانية وصمودها ، ما انسحب " باراك " مهزوما من الجنوب اللبناني ، قاضما التلال والمزارع المتبقية ..
ولم يكن انسحابهم من الجنوب ـ كما يزعمون ـ تنفيذا لقرار أممي ..
لأن من سينسحب طوعا عام 2000 ، يجب عليه :
أولا : أن لا يكرر عدوانه وحربه ، عام 2006 ، على نفس الأرض التي انسحب منها ، ونفس الشعب الذي أجبره على الانسحاب ..
ولا ينبريَنَّ أحدٌ ليقول : (( كان عدوان 2006 ، على لبنان ردًّا على أسْر جنديين صهيونيين ، فقد كذبَّت ذلك الزعم الباطل ، لجنة فينو غراد الصهيونية ، وفندته تفنيدا ..)) ..
أي : هم كذبوا أنفسَهم .. وهم أدانوا أنفسَهم بالكذب والغش والخداع .. وهذه ليست ميزة في صالحهم ، بمقدار ما هي نوع من أنواع الصراع الصهيوني الداخلي ، وتصفية لحسابات داخلية ، جاءت " بنتنياهو " إلى الحكومة مع ، كومة من المتطرفين المجرمين القتلة ..
ثانيا : تأخـَّرَ تنفيذهم المزعوم للقرار الأممي قرابة 20 عاما ..
ثالثا : إن من تكون لديه رغبة " صادقة " في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، عليه أن يكون منصاعا لها دوما ، وينفذ جميع قراراتها الأممية ، وأن لا يستنسب منها ما يُجبَرُ على تنفيذه ، ويدّعي أنه نفذه ....
رابعا : مئات القرارات الأممية صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة ، لم ينفذ الصهاينة منها أي قرار ..
أكرر : أي قرار ..
بدءا من قرار التقسيم ، وقرار عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ، وقرار عدم شرعية احتلال الجولان ، وقرار 1701 الذي يفرض على الصهاينة عدم التدخل في الشأن اللبناني ، وعدم الاعتداء عليه ....
والقائمة طويلة جدا .. وللاستزادة ، يمكن مراجعة أي مكتب من مكاتب الأمم المتحدة ..
6 ـ الصهاينة ، شنوا حربا مجرمة أخرى على غزة ، أواخر عام 2008 ، وكان شأنها شأن عدوانهم على لبنان عام 2006 .. فقد أعاد لهم التاريخ نفسه .. من حيث العدوان وأهدافه ونتائجه ومخططيه وداعميه والمروِّجين له ..
حتى تشابَهَ العدوانان كثيرًا ، في كل المواصفات السابقة ، والتي لا تخفى تفاصيلها على قارئنا العزيز ..
إني مع الشيطان ضد الصهيونية ..
إني مع كل من يعادي الصهيونية ، ويعمل على تقويض عدوانيتها واحتلالها وجرائمها ، ولست مع بعض العرب الذين هادنوا الصهيونية وسالموها ، واتفقوا معها ضد إخوتهم وأشقائهم ..
فقبضوا ثمنا تافها ، وكسبوا لعنة التاريخ وشعوبهم وأمتهم ..
لا أريد أن أقول في توصيف هؤلاء أكثر من ذلك ..
إن أي صراع أو نزاع أو خلاف أو اختلاف ، سطحي أو جوهري ، مصيري أو عارض ، مؤقت أو دائم ، طارئ أو مبرمج ، سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو طائفي أو مذهبي أو عشائري ، أو .... وفي أي بلد عربي ، في سوريا أو لبنان أو مصر أو الصومال أو اليمن أو الأردن أو العراق أو الجزائر أو السودان .... ، هو صراع داخلي محض .. ولو كانت له امتدادات إقليمية أحيانا ، وأحيانا دولية .. لكنه صراع داخلي بالنتيجة .. ويجب أن لا ينحرف بسببه سهم بوصلتنا عن عدونا الحقيقي المستفيد من تلك الصراعات وهو :
الصهيونية العالمية ، والنظام العنصري الصهيوني ، ومن يدعمهما ..
ويجب أن يعرف العرب من هو العدو الذي يهدد أمنه القومي بالترسانات النووية المعلنة والسرية التي يمتلكها الصهاينة ..
وقد استطاعت الصهيونية السياسية والإعلامية ، بدءا من " كامب ديفيد " وبالتحاف مع بعض أنصارها من العرب ، أن تحْدِثَ شرخا في مفهوم " العدو " ، واستطاعوا أن يخلخلوا معتقدات بعض المتأمركين ، ليحوّلوا بوصلة العداء من الدولة العنصرية الصهيونية ، إلى إيران ، بذرائع كاذبة خادعة ، لا تقل كذبا ولا خداعا ولا تضليلا ، عن ذرائع تدمير العراق بعد احتلاله ..
إن الكيان الصهيوني ، بتاريخه الدموي الإجرامي ، هو الدولة العنصرية الوحيدة التي قامت على دماء العرب وأرزاقهم .. وهم وحدهم ، وبالدعم الأمريكي ، الذين يهددون أمننا القومي ، إقليميا ، وعربيا .. ويهددون السلم العالمي بعدوانهم المستمر ..
وهنا ، سأرد على السؤال الخبيث التالي ، قبل أن يوجهه أحدهم إلي :
السؤال هو : هل إسرائيل هي من حاربت عراق صدام ثماني سنوات ، أم إيران ؟؟ ..
الجواب :
يعرف القاصي والداني مَن الذي شن الهجوم على إيران ، ثم على الكويت ، ومن الذي هيّأ له الغطاء السياسي ، والدعم المادي والعسكري .. ومن الذي دفع صدام لقتال إيران ، وذلك ، كي تنهيَ الدولتان المسلمتان الجارتان قوة بعضهما ، وتنشغلان بالعداوة والحرب ، عن الصهيونية ، وتخرجان من المعركة نهائيا طيلة تلك الفترة ، لتقرَّ عين الصهيونية ، ويهدأ رجيفها ، ولاسيما بعدما دمرت طائراتهم المعتدية ، المفاعل النووي العراقي ..
ثم احتلت أمريكا أفغانستان ، والعراق ، كي تحقق للصهيونية مصالحها في الأمن ، فدمرت البلدين ، وأعادت العراق إلى القرون الوسطى .. مع قتل أكثر من مليون مواطن عراقي .. وتشريد الملايين ، وزرع الفتن ، وبذور التقسيم ، ودعم الميليشيات المجرمة ، ( حيث وجدت وبرزت ونشطت مع وجود الاحتلال الأمريكي ودعمه لها ) ، والتي تغذي النار الطائفية ذات التربة الخصبة في مثل هذه الحالة ـ مع الأسف ـ ..
(( أي شنت أمريكا عدوانها على العراق نيابة عن الكيان الصهيوني ، واعتدى الكيان على لبنان عام 2006 نيابة عن أمريكا ، في سبيل تحقيق مشروعها " الشرق الأوسط الكبير " ، فالمسألة توزيع أدوار بين الدولتين المعتديتين .. )) ..
وسيقال هنا كلام آخر ، تعليقا على كلامي ..
لكني أقول :
ليس من مصلحة عدوك أن ينصحك أو يقول فيك كلاما طيبا ..
ونحن نعرف عدونا جيدا .. وبوضوح ..
إنه الكيان الصهيوني ، بإعلامه وأبواقه وأدواته وعملائه والمستسلمين له ، والمهادنين ، والبين بين أيضا ، وفي كل زمان ومكان .. فليقولوا ما يشاؤون ..
وإذا كان هؤلاء ، وباستخدامهم بعض التراكيب اللغوية الجوفاء مثل : (( اطلعوا منها ، ومن فمك أدينك ، وسأحاربك بسلاحك ، وسقطت ورقة التوت ... الخ .. )) يعتقدون أنهم يمكن أن يمحوا ذاكرتنا ، أو يستأصلوها ، لننسى جرائمهم وفظائعهم ، فهم واهمون ، وعبثا ما يفعلون ..
فما ارتكبوا من إجرام ووحشية وقتل وتشريد واغتصاب أرض وحقوق ، كان كل الشعب العربي ضحية لها ، فلا يمكن أن ينسى أحدٌ من كل الشعب العربي ، ذلك الإجرام غير المسبوق ..
لكن ، يمكن أن نضمد جراحاتنا ، بسلام عادل ، إذا كان يعيد الحقَّ لأصحابه الشرعيين ، والأرضَ والممتلكات ، ويعود اللاجئون إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم ومزارعهم ، ويعطون التعويض المناسب لأكثر من ستين عاما من الظلم والتشرد .. ويكون لهم الحق بقيام دولتهم الحرة المستقلة على أراضيهم ..
وردا على هؤلاء المتفذلكين المتشدقين ، أقول :
إن أي نظامَ حكم ٍعربي وسوري تحديدا ، يعادي الصهيونية ، ويعمل على تحقيق مصالح شعبه في حريته وسيادته واستقلاله ، وحقه المشروع في الحياة الحرة الكريمة ، هو النظام الأمثل بالنسبة لنا ، بالرغم مما يحاوله الصهاينة ، في بث بذور النعرات الطائفية وتنميتها بالمذهبية هنا وهناك ..
إن الأقلية التي تحكم بلدًا ما ، وتحقق مصالح شعبها بوطنية وإخلاص وجرأة ومسؤولية عالية ، أفضل ألف مرة من أكثرية تكون عكس ذلك ..
وإذا كان الفلسطينيون قد تعرضوا لما تعرضوا له ، في بعض الأقطار العربية ، على حد زعم أحد " الشعراء المصريين " ـ ولست متأكدا من هذه المقولة المنقولة عمن لا يوثق بروايته ـ فهو اقتتال بين إخوة البيت الواحد لاختلاف الرؤى والسبيل ..
بدليل أنه :
لم تـُمَسَّ الجاليات اليهودية في هذه البلدان .. ولم تتعرض مصالحهم لأي ضغط أو تهديد أو تضييق ، ولم يتعرضوا لما يتعرض له الفلسطينيون أصحاب أرض فلسطين فوق أراضيهم من جيش الاحتلال .. فلا مجال للمقارنة التي يجريها بعض أولائك ..
فالذين يتباكون خديعة وخداعا ، على الفلسطينيين الموجودين في بعض الأقطار العربية ، كان الأوْلى بهم ألا يغتصبوا أرضهم ، وألا يطردوهم منها ، وألا يهجّروهم ويخربوا ويجرفوا بيوتهم لإقامة مستوطنات تؤوي صهاينة ، يُستجلبون من أقاصي الأرض ، على حساب أصحاب الأرض ومواطنيها الشرعيين وسكانها الأصليين ..
وإذا سلمنا جدلا بسياسة الأمر الواقع المفروض ، بما تمَّ من احتلال وتهجير ، فلماذا لم يستجب الصهاينة لتنفيذ قرارات الأممية الشرعية الدولية ، بخصوص حق اللاجئين في العودة إلى أرضهم وديارهم ؟؟
ألم يتشدق الصهاينة بالشرعية وتنفيذهم لها ؟؟!!
إنه ، لم تسْلمْ من الدولة الصهيونية ، حتى السلطة الفلسطينية التي هادنتهم .. فقتلوا عرفات ، ودمروا فوقه مباني المقاطعة قبل أن يقتلوه .. وها هم الآن ، بانكشاف كذبهم بالسلام وتمسكهم بالمستوطنات ، يُوصِلون محمود عباس إلى حافة الهاوية ، محشورا في الزاوية الضيقة ، مع خيارات له محددة جدا ، أحلاها علقم ( حسبما نسمع ) :
فعليه القبول بما يفرضونه عليه ..
أو الاستقالة ..
أو الانتحار السياسي ، هروبا من مواجهةٍ مع شعبه وقياداته ، الذين انخدعوا بمشاريع استسلامية وهمية ، فوجدوا أنفسهم في سراب من الوعود المعسولة الكاذبة ..
إن الكيان الصهيوني ، بأخلاطه وجنسياته وعروقه وأجناسه المتعددة ، كيان عنصري النشأة ، عدواني السلوك ، استيطاني الغاية والهدف ..
ولأنهم كذلك ، نراهم يتحدثون " بالعِفـَّة والبراءة والشرف " في كل مناسبة تتاح لهم هنا وهناك ..
الأحد ـ 12/12/2010
التعليقات (0)