سياسة الشعب المكسور ..!
وتلك تختلف عن سياسة الشعب المقهور ، فى الدرجة بطبيعة الحال ، وليس فى النوع ، حيث أن الذى يمارس كل من القهر ــ والقمع أيضا بطبيعة الحال ــ وسياسة كسر الشعب ، أو الشعب المكسور ، هو فى حقيقة الأمر نوع واحد من الصنف البشرى ممثلا فى أنظمة الحكم العربية بصفة خاصة ، وبقية الأنظمة المماثلة لها ــ ولا أعتقد أن للأنظمة العربية مثيلا لها الآن فى العالم ، لا من حيث تهافتها ، و لا تفاهتها ، ولا من حيث عدم شرعيتها ، وحتى عدم انتمائها إلى العصر الذى نعيش فيه ..! ــ فى العالم بصفة عامة . فضلا عن أن جنس العقاب ذاته ، أو نوعه ، يظل موجودا ، ومنتميا ، إلى ذات النوع من الحيل الناعمة ــ أو إن شأت ما قبل الخشنة مباشرة ــ التي تتبعها أنظمة الحكم العربية فى قهر وإخضاع الشعوب العربية .
إذن فإن الحيل الشيطانية لا تعيى أنظمة الحكم المختلفة ، والمختلة ، فى إخضاع شعوبها بشتى السبل الناعمة والخشنة معا ، وفى آن . فإذا لم تجد سياسة القهر والقمع اتبع نظام سياسة كسر الشعب ، وإذا لم يفلح هذا أو ذاك تدخل الجيش ــ وهو فى واقع الحال كان موجودا وحاضرا طوال الوقت ويده على الزناد ، غاية ما هنالك انه فقط كان فى انتظار الأوامر سواء من واشنطن ، أو تل أبيب ..! ــ وأتبعت سياسة الأرض المحروقة إما على الطريقة الجزائرية ، أو على الطريقة الأسدية السورية ــ وتلك لعمرى ما تم اعتماده لاتباعه فى المرحلة القادمة فى مصر ، وأرجو ، وأتمنى أن أكون مخطأ فى ذلك ..!
ولا يخرج ما نشر من " فيديوهات " مسيئة ، على شبكة التواصل الاجتماعي " اليو تيوب " بعنوان ؛ " فيديوهات مدرب المحلة يضاجع نساء كبار المسؤولين من علية القوم ــ من قضاة ومستشارين ، وضباط شرطة ، ورجال أعمال وغيرهم ــ عن هذا الأمر ، وهو اعتماد نظام الحكم لنهج ومنهج سياسة كسر الشعب ، و ذلك حتى يسلس انقياده وإخضاعه ــ وكما أسلفنا ــ ومن ثم قيادته فى الاتجاه الذى يرغب فيه نظام الحكم ، أو بالأحرى من يحركه فى واشنطن ، أو تل أبيب ..!
وأرجو من كل قارئ مشاهدة تلك "الفيديوهات" ــ وهى موجودة ، ومتاحة الآن ــ وذلك بأن يكتب فقط مدرب المحلة ــ وتأملها فقط من أجل الدراسة ، ولدعم ما ذكر آنفا ، وليس لأى غرض أخر وليعاذ بالله .
وأرجو هنا التدقيق فى ملاحظة الحالة النفسية لتلك النسوة اللاتي أقدمن على خيانة أزواجهن ، وهدم بيوتهن ، بأيديهن ، والإساءة إلى أولادهن ، أو أقاربهن وعشيرتهن ، فضلا عن سخط ربهم عليهن . حيث التي ترتكب ــ أو يرتكب ــ جريمة الخيانة الزوجية ، وفى مكان عام ــ كنادي رياضي مثلا ، وهذا سوف نأتي عليه لاحقا ــ لا بد أن تكون حالتها النفسية مضطربة ، وقلقة بعض الشيء ، وكذا فى عجلة من أمرها ــ أو أمره ــ للانتهاء وبسرعة من تلك الجريمة ، وقبل أن ينكشف أمرها ، أو أمره . ولكن عند مشاهدة تلك الفيديوهات نجد تلك النسوة جميعا فى حالة نشوة شديدة وحبور ، ومرح وضحك ، واسترخاء تام ، وكأنهن يمضين أوقاتهن مع أزواجهن ــ بل قد لا يلقين حتى أزواجهن بتلك الحالة من المرح والهدوء والاسترخاء ــ وليس مع عشيقهن ، وذلك للدرجة التي تسترخى فيه إحداهن وتنام على زنديه ــ وكما ذكرت المطربة نجاة ..! ــ ولكن أين ..؟!
كل تلك المشاهد المسيئة ، والبذيئة ، قد التقطت فى حجرة صغيرة جدا ، وفى حجم زنزانة السجن الانفرادي ، والذى لا يتسع عادة ، و بالكاد ، إلا لفرد واحد فقط . وتلك الحجرة الصغيرة هي على ما يبدو غرفة خلع الملابس الخاصة بمدرب الكاراتيه ، حيث إننا سوف نجد أنه ملابسه معلقه على الحائط ــ ومن خلال مسمار ، أو أكثر ، تم دقه فى الحائط ، و كما فى السجن أيضا ــ ولا يوجد حتى دولاب ، أو خزانة ــ وكما يقول إخواننا الشوام ــ صغيرة ليضع داخلها ملابسه . وهنا فى حقيقة الأمر يثار أكثر من سؤال ، منها كيف زرعت الكاميرا الخفية فى تلك " الحجيرة " من غير أن يلحظها ضحايا هذا الذئب البشرى ، والسؤال الثاني هو من زرع تلك الكاميرا ..؟ والسؤال الأخر هو ؛ ما مرد تلك الحالة النفسية الهادئة لكل من الذئب وضحاياه ، وكأنهم جميعا يمارسن ، أو يمارسون ، شيئا شرعيا ، أو حتى حياتهن الطبيعية ، و وبدون أن يشعر أي منهم بأي وخز للضمير ..؟!
أولا لا يقوم بزرع تلك الكاميرا بحيث انها تلتقط صورا معينة ، وبدقة عالية ، وبتفاصيل معينة ، وبزوايا معينة ، وبنقاء صورة وصوت عال ، إلا جهات ، أو جهاز متخصص ، أو على الأقل لديه متخصصون ، وفنيون ، ومحترفون ــ وليس هواة ــ فى ذلك ، ولا يمكن أبدا أن يكون ذلك من صنع مدرب الكاراتيه بمفرده . فمن أين سيأتي بالوقت الذى سوف يتدرب فيه على ذلك ، ثم المهارة والخبرة اللازمة ، بحيث يكون الإخراج ، وفى نهاية المطاف ، بمثل تلك الجودة ، والحرفية العالية ، التي كانت " الفيديوهات " المسيئة عليها ، ثم يقوم بعمله الذى يتعيش منه ، ثم الوقت الذى يمارس فيه الرزيلة مع ضحاياه ، فى ذات الوقت ، ثم ضبط الكاميرا ، وتوجيهها ، اثناء ممارسة الرزيلة ..؟!
ويوجد لدينا جهز رقابي عسكري ــ غالبا ـ يصور فيه الذين يتقاضون الرشا ــ سواء كانت مالية ، أو عينية ، أو حتى جنسية ــ وهو الرقابة الإدارية ، وبمهارة عالية جدا بحيث لا يشعر فيه المرتشي بأن هناك من يصوره ، وبكل وضوح ــ صوت وصورة ــ وذلك كدليل دامغ ومعتمد قانونيا للإدانة . وأنا هنا لا أوجه إتهام لهذا الجهاز بالذات ، فهو بعيد عن ذلك تماما ، ولكن ذكرت ذلك فقط للتدليل على أن هناك أجهزة رسمية مختصة بذلك ، وقد تحدثت ، وأفاضت كافة الصحف الحكومية عن صولاتها وجولاتها . وهذا على أيبة حال ، موجود الآن ، و متاح فى العديد من أرشيف تلك الصحف الإلكتروني ، أو حتى الورقي . كما أن هناك أجهزة أمنية ومخابراتية أخرى عديدة لديها أيضا مثل تلك الإمكانيات ، أو حتى أكثر . فمراكز القوى مثلا فى عهد عبد الناصر ، والسادات ، كانوا يسجلون على بعضهم البعض أصواتهم ــ وأشياء أخرى كثيرة ، تتعلق حينا بحياتهم الخاصة ، وحينا أخر بشرفهم ذاته ..! ــ ومن غير أن يعلم أي مما يسجل صوته بذلك ، وحيث قد يستخدم ذلك لاحقا كدليل للإدانة فى قضية ما ، أو أمر ما معين يمكن أن يكسر ، أو يبتز ، أو حتى يشترى به هذا أو ذاك ، أو هذه ، أو تلك ..!
وبدون الخوض فى تفاصيل أخرى ، أعتقد اننى جاوبت على السؤال الأول ، والثاني ، وبقى السؤال الثالث ، والذى لن أخوض فى الشق النفسي منه لعدم تخصصي فى هذا العلم ، ولكن يمكن رد حالة الأمان والطمأنينة ، والتي كان عليها كل من الذئب و الذئبة ، فى حقيقة الأمر ــ حيث لا يمكن أن نعتبرها ضحية ، حيث أنها هي التي ذهبت بنفسها ، وبرغبتها ، وارادتها إلى هاذ المكان ، وطواعية ، ومن دون إجبار ..! ــ إلى تأمين ما محيطه تقريبا حوالى 500 متر حول الحجيرة التي ارتكبت فيها تلك الفواحش ، وليعاذ بالله ، ومن قبل حراسة خاصة ، أو حتى حراسة عامة ، بحيث يتولد لدى الضحية بالذات انطباع عام ، وشعور عام بالأمن ، والأمان ، من ناحية تحصين ، وعدم اختراق حجيرة الفاحشة تلك حتى من قبل أزواجهن ــ وهذا ما لا يمكن أبدا ، بل ويستحيل أن يقوم به ذلك المدرب بمفرده . فمن المستحيل مثلا أن يمارس الفاحشة ويحصن حجيرته فى النادي من الاختراق ، أو المداهمة المفاجئة ، ومن قبل أي طرف من الأطراف ، أو الدخلاء ، أو حت أعضاء النادي العاديون ، والذين يمكن أن يأتي أي منهم لحجيرة المدرب ليسأله مثلا عن موعد تريبه القادم ، أو حتى أي شأن عادى من الشؤون ، فى ذات الوقت ..! ـــ وربما اعتبرت تلك المساحة من النادي منطقة حرام ، وخاصة بنساء علية القوم ، حيث كن يتدربن ــ و من ثم ، فلا يصح أن ينكشفن ، أو يتكشفن على الغرباء ، أو الدخلاء ، أو حتى أعضاء النادي العاديون ــ ربما ــ على يد ذلك المدرب ، فاستغل هو الفرصة ــ أو أن الفرصة هي التي هيئت له ــ فأوقعهن ، أو ضاجعهن ..!
والسؤال الأخير هو إذن ؛ لم تم فضح هؤلاء النسوة بالذات دون غيرهم ، ومن ثم نشر فيدوهاتهن على الملأ ، وعدم نشر فيديوهات أخرى ــ و ربما بافتراض وجودها ، وتوفر تسجيلاتها بطبيعة الحال ..؟!
الإجابة ببساطة هي لكسر أزواجهن لا لشيء إلا لعدم تنفيذ شيء قد رأوه مخالفا وغير شرعيا ، ولا يتفق مع صحيح القانون ، أو حتى صحيح الدين ، فرفض مثلا قاض أن يحكم بحكم ما على متهم ما ، أو جهة ما ، قد أملاه عليه السلطان ــ أو ممثله فى القضاء ؛ "الزند" ــ فألمهم ذلك كثيرا ، وللدرجة التي لجأوا فيها إلى أضعف حلقاته الاجتماعية ــ زوجته ، وأوقعوا بها ..!
وما قيل عن القاضي يمكن القياس ، والبناء ، عليه فى حالة كل من الضابط ، ورجل الأعمال ، وغيرهم ..!
ثم ألم نسمع حتى من بعض الأوساط الأمنية ذاتها ، أن من يقتل عادة من الضباط ، هم من يرفضون مخالفة القانون والفطرة السليمة ، ولا ينفذون الأوامر التي قد تصدر إليهم ــ أو التي صدرت بالفعل ــ والتي قد تنطوي ــ أو انطوت بالفعل ــ على انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ، و التي يمكن أن تمتد مثلا ، لتصل حتى إلى حد إزهاق أرواح بريئة ..!
هذا إذن كان مجرد مثال ، أو أنموذج لسياسة كسر الشعوب ، والتي تتتبعها أنظمتنا الحاكمة الأمنية والمخابراتية لإذلالنا , و إخضاعنا ، وكملاذ قبل الأخير ، للسيطرة على كل من البلاد والعباد ، وأيضا الثروات ، بطبيعة الحال ..!
مجدى الحداد
التعليقات (0)