علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
كنت اظن ان الشركات المصنعة لسيارات (الكيا) وهم ممن يطلق عليهم النمور الاسيوية قد صنعوا هذه السيارات لتناسب حجوم اجسامهم واطوالها التي لا تتجاوز المتر والنصف متر لكن ظني خاب بعد ان عرفت ان الميكانيكيين العراقيين هم الذين كيفوا هذه السيارات على طريقة الخياط الذي يفصل جسم الزبون على قدر القميص!! وعلى الرغم من تجنبي الركوب في هذه العلب المغلقة الا ان الشارع العراقي اعطاها تزكية واضطررت الى ركوبها وما حيلة المضطر الا ركوبها! وبتكرار السؤال عن سر الضيق الذي يشعر به الراكب حين يحشر مع عشرة ركاب آخرين عرفت ان السادة السواق او بالاحرى ممن يملكون هذه السيارات عمدوا عند شرائهم هذا النوع الى تزحيف المقاعد لتلتصق مع بعضها وليربحوا اجور مقعدين اضافيين او اربعة مقاعد وقد انتقلت عدوى (التزحيف) الى سيارات الكوستر التي يبلغ عمرها الان اكثر من المدة الرئاسية المجددة للمرة السابعة لاحد الحكام العرب!
ولم يكتف السماسرة بذلك بل راحوا يمعنون بتزحيف كراسي الباصات الصفر التي تستوعب اربعين راكباً ليربحوا اجرة خمسة ركاب وبالمناسبة فان من يتابع الافلام الانكليزية المنتجة مطلع السبعينيات على الفضائيات التعبانة سيرى هذه السيارات تجول في شوارع لندن وهي تقل اطفال المدارس!!
فلماذا تسمح دائرة المرور لهؤلاء بخنق الركاب وهي قادرة على وضع قوانين او لنتواضع ونقول اوامر بصدد حماية الراكب من هذا الحشر غير اللائق مع اجساد دبقة وفي ظل ارتفاع نسب الرطوبة والحر وساعات قطع الكهرباء غير المبرمج فضلا عن فرض السواق لاذواقهم السمجة على الركاب من عرس اجباري من اعراس اللجنة الاولمبية قبل سقوط النظام طبعاً!
لقد وصل الحد ببعض الركاب البدينين ان يزحف على مقعد من يجلس قربه ويقطع انفاسه فاذا سألت احدهم بنبرة تهكمية: اخشى انك لم تأخذ راحتك؟ اجابك لسان حاله بالقول: (لا.. مآخذ راحتي وراحة غيري)..!
التعليقات (0)