مواضيع اليوم

سياسة أوباما هل هي تغيير في الجوهر أو في الأسلوب والتكتيك

mos sam

2009-08-19 23:24:41

0


الرئيس أوباما لن يغير سياسة أمريكا و الغرب الأستراتيجية الدولية لكنه قد يختلف مع سلفه الرئيس بوش في التكتيك وأسلوب ومراحل تنفيذ هذه السياسة ومخاطبة العرب والمسلمين بلهجة ودية مستغلا أصوله الافربقية ولونه الأسمر. السياسات الاستراتجية للدول لا تتغير بتغير الاشخاص والحكومات . وسياسة الغرب نحو الشرق الأوسط والمسلمين بصفة عامة لم تكن وليدة أحداث التفجيرات في نيويورك واوربا بل وضعت بعد الجرب العالمية الأول بعد التخلص من الامبرطورية العثمانية أخر دولة إسلامية توحد المسلمين. إن إنشاء دولة إسرائيل وحروبها المتتالية ضد أية قوة عربية قد تفرض وجودها في المنطقة والحرب الأسرائيلية على لبنان وحماس والحرب على العراق وافغانستان لن تكون أخر الحروب الغربية ضد العرب والمسلمين , أنها أستمرار لتنفيذ المخطط الأستعماري الغربي للشرق الوسط الذي وضع بعد زوال الأمبرطورية العثمانية وتعزز بعد زوال الأتحاد الاسوفييتي كدولة عظمى فرضت مشاركتها في كعكة الشرق الأوسط لفترة من الزمن .الاستراتجية الغربية التي وضعتها الأمبرطوريتان بريطانيا وفرنسا ثم تبنتها امريكا بعد زوال نفوذهما المباشر على المنطقة وتطورت أخيرا إلى الحرب الباردة والساخنة بين الاسلام والغرب أو ما أطلق عليه الحرب ضد الأرهاب الاسلامي لتحل الدول العربية والأسلامية محل الأتحاد السوفييتي كالعدو المحتمل ومصدر الخطرالحقيقي على الأمن والسلام والأرث الديني و الثقافي لشعوب أمريكا وأوربا . ومن أخطأء الرئيس بوش أنه أتبع أسلوب الصراحة في اعلان هذه السياسة الغربية ومحاولة تنفيذها علنا بالقوة مما جعله يواجه مقاومة إسلامية شديدة إزدادت قوة وإنتشارا مما أدى إلى تململ الراي العام الغربي والمناداة بالتغيير الذي أفرز الرئيس إوباما . وللرجوع إلى الأستراتيجية الغربية التي وضعت بعد الحرب العالمية الاولى والتي كانت تمثل مطامع وأحلام الغرب منذ قرون طويلة . كان هدف هذه الأستراتيجية الغربية الطويلة المدى هو تقسيم العالم العربي بعد فصله عن تركيا والسيطرة على دول العالم الأسلامي تحت نظام الانتداب ثم الوصاية وغيرها من المسميات . وفي نطاق هذه الاستراتيجية ثم أنشاء أسرائيل في قلب العالم العربي في فلسطين تحت مسببات مزعومة. وكان الهذف من إنشائها هوفصل مغرب العالم العربي عن مشرقه جغرافيا والقضاء على أية محاولة لأتحاد العرب وخلق دولة متقدمة وقوية لهم.ولتكون إسرائيل الشرطي الغربي الذي يفرض سيطرة الغرب بعد أنتهاء الأحتلال الغربي المباشر للعالم العربي . وترك لأسرائيل الحرية لأحتلال ما تستطيع من أرض فلسطين والبلاد العربية تدريجيا حسب ما تسمح به الظروف السائدة حتى تتمكن من تحقيق حلم الصهيونية في دولة أسرائيل الكبرى و لتكون بذلك الدولة العظمى الغربية في الشرق الأوسط .وبدأ المخطط بأخراج مصر من حلبة الصراع مع أسرائيل وأعطاء الضوء الأخضر لأسرائيل للقضاء على المقاومة الفلسطنية وضم ما تستطيع أستيعابه من أرض في هذه المرحلة ثم بدأ القضاء على الجبهة العربية الشرقية بأحتلال العراق لينضم ألى قافلة الدول العربية التابعة لأمريكا وبريطانيا في الخليج والجزيرة العربية وجاء دور سوريا ولبنان وهو الأن في مرحلة الضم الى هذه المجموعة . كما تم ضم اليمن وهو ما يجري الأن في هدوء مع السودان والقرن الأفريقي لأنشاء الشرق الأوسط الجديد بزعامة أسرائيل . أما الشمال الأفريقي فلم يكن ضمن المخطط الغربي نظرا لوضعه الجغرافي وأرتباطه بأوربا أقتصاديا وثقافيا ولذلك فضمه الى الشرق الأوسط الجديد لن يكون مشكلة . لكن مع كل هذا فأن نجاح الغرب في المنطقة العربية والاسلامية و أفشال دعوات الوحدة بين دولها ونشر حالة عدم الأستقرارفيها ليسهل السيطرة عليها لن يكون طويلا , لأن أمريكا والدول الغربية بعد زوال الحواجز وسيادة العولمة وهجرة الملايين من العرب والمسلمين أليها ومطالبة الرأي العام الغربي بنشر الديمقراطية أخذت أمريكا والدول الغربية تشعر بأن الأنظمة العربية التقليدية والدكتاتورية اصبحت عبئا ثقيلا عليها لأوضاعها السياسية الدكتاتورية وأنعدام الديمقراطية ووجود السلطة في أيدي النخبة القليلة التي تتمتع بكل خيرات المنطقة وثرواتها مما خلق معارضة قوية لها بين الجماهير العربية التي تلاقي عطفا وتأييدا من مواطني أمريكا والدول الغربية وخاصة المواطنين الغربيين الجدد المسلمين والعرب .وعلى ضوء هذه المستجدات كان لا بد من ربط مشروع الشرق الأوسط الجديد بالمناداة بالديمقراطية وأطلاق الحريات وحماية حقوق الأنسان المعمول بها في الغرب . أن ربط الشرق الأوسط الجديد بنشر الديمقراطية الذي نادى به الرئيس بوش جعل الأنظمة العربية الصديقة لأمريكا والغرب تتخوف من أهداف أمريكا والدول الغربية من هذا المشروع وأصبحت تتردد في الأندفاع نحو هذا المشروع الجديد للشرق الأوسط . ولهذا أستدعى التغيير الجديد الذي إتسمت به سياسة الرئيس أوباما عدم فرض الأساليب الغربية للديمقراطية وترك الانظمة العربية تتعامل مع شعوبها في هذه المشكلة التي تعيق إخلاص هذه الاتظمة للغرب . مشاكلنا العربية ليست بالسهولة التي يصورها لنا الأعلام العربي الحكومي والموجه ولكنها تخوص في أعماق التاريخ ولن يتمكن العرب والمسلمين من رسم السياسات السليمة إلا إذا أستنبطوا من عبر التاريخ ما يوجه سياساتهم الحالية ويدعم وحدتهم للوقوف أمام إستمرار السيطرة الغربية رغم إمكانيات العرب والمسلمين البشرية والمادية والعلمية ,
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !