الكل يشعر أنه يفقه في السياسة. لقد أصبحت السياسة عاملاً أساسياً في الحياة بل حتى المركب الأساسي في دمائنا. الطفل الصغير يتحدث في السياسة، والمرأة العجوز تتكلم في السياسة، الكل أعلن نفسه سياسياً؛ فهل بقي مكان لسياسي فاضل؟
تأخذنا الحياة في رحلة طويلة نمر فيها على عدة محطات، أغلبها محطات منكوبة ذات طرق وعرة. لعل أبرز محطة في حياة العديد هي نكبة ١٩٤٨. هذه النكبة شكلت نوعاً ما التوجه السياسي لعديد من العرب والأجانب. الطريق من هذه المحطة إلى المحطة المقبلة ١٩٦٧ كانت طريق وعرة، سيئة، قاست فيها الحياة الألم، الهجرات، الثورات، والشقاء. محطة ١٩٦٧ شكلت توجهاً سياسي مستمر حتى الأن وهو توجه حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. هذه الحركة غذت العالم بأفكارها وشكلت تهديداً لإستقرار عدة بلد عربية منها الأردن. لعل هذه المحطة، المحطة الأساسية في مشوار الحياة السياسي في القرن العشرين وحتى الحادي والعشرين. العالم يعاني من أثار حطام هذه المحطة المتناثر في كل مكان. الملك الحسين لولا حنكته لم كان إستمر ملكاً في مواجهة الثوريين الفلسطنيين، أنور السادات لم بقي رئيساً لولا حارب حرب ١٩٧٣ رغم معرفته بأنه خاسر في هذه المعركة. كل زعيم كان لا بد له أن يشكل قاعدة صلبة ليبقى في مكانه لخدمة شعبه ومواجهة أثار هذه النكبة.
الحياة تستمر ولا تتوقف فأخذتنا إلى الثورة الإسلامية في إيران، أحد انجح الثورات على الاطلاق. هذه الثورة ولدت إيران الحاضر و مشاكله. كل من يتكلم في السياسة يعتبر إيران أزمة هذا العصر، طبعاً فالكل سياسي ومن الأفضل للفرد أن يتبع الكل. لم يدرك أحد أن الأزمة الحقيقية هي النظام السياسي الذي يقوده الصهيونيون لقيادات هذا العالم. إسرائيل دولة يهودية، ولا عداء بين اليهود والمسلمين، العداء هو بين العالم و بني صهيون. العالم مخدر أمام قدرة بني صهيون على قيادة العالم من وراء الستار.
إذا أدركنا الأمر فسنعلم أننا مجرد لعبة تتحكم فيها القوة الصهيونية العليا لتنفيذ مخططاتها. ربما البعض سيقول أن هذا الكلام ليس بجديد، لكن الجديد هو أن هذا المخطط لن يقتصر على الأزمة الفلسطينية، العراقية أو الإيرانية، بل سيمتد ليشمل حرب باردة جديدة تجمع العالم أجمع. سيقع العالم في حفرة الحرب الباردة وسيصبح العالم في قبضة يد هذه القوة الضاربة التي ستتمتع بنجاح مخططاتها. الأمر إذاً ليس فأيدينا، لكن هناك حل امامنا.
سوف نرى بنياننا الثقافي والعمراني يتدمر ولايقاف هذا الدمار على الجميع أن يتحلى بالإيمان. كم أرى نماذج لأشخاص غير مؤمنين بأنفسهم وحضارتهم وثقافتهم. هذا النوع من الضعف في الإيمان هو المؤدي لخراب العالم. الإيمان بالله مفروض ولكن الإيمان بالنفس، الحضارة، والثقافة هو المنقذ من الدمار الشامل الذي سيحل علينا وعلى ثقافتنا.
فلنقوي أنفسنا بالإيمان والثقافة. لنحافظ على ما بقي لنا من الحضارة والعلم. سلاحنا حضارتنا فإذا ذهبت الحضارة، ذهب السلاح، مما يؤدي لخسارة المعركة، أي الهلاك المحتم.
التعليقات (0)