لم أسمع قط في حياتي أن هناك سيارة أجرة تقل الرجال فقط حتى ركبتها بالأمس القريب، وأعلم جيدا أنكم انتم أيضا لم تسمعوا بذلك ولن تصدقوا شخصا ما إذا حاول إخباركم بأن هناك في هذا البلد العزيز سيارات خاصة تنقل الرجال فقط دون النساء .
أنا ربما اقتنعت لأنني ركبت بالأمس إحدى السيارات وكانت تنقل رجلين وأنا، كانت طاكسي كبيرة وكان في طريقها نساء يُشرن لها كي تتوقف. لاحظت أن السائق لا يبالي بهن، وظننت انه ليس في حاجة إلى بقية الركاب. لكن ما أن أشار إليه أحد الرجال حتى توقف. سألت نفسي لماذا لم يتوقف لتلك النساء... اعتبرت سؤالي من باب الفضول وانتهى الأمر.
لكن ما أن تقدمت السيارة قليلا حتى أشارت إلية امرأة من جديد، لم يتوقف، بل انفجر غاضبا، بعدما سأله أحد الراكبين معنا عن عدم توقفه، قائلا:" يا سيدي أنا لم أشتري هذه السيارة لأنقل بها العاهرات ذوي النية السيئة، الفساد طغى في البلاد ولن أساهم في ذلك بسيارتي".
ضحكت كثيرا من قوله كما ضحك بقية الركاب، وفي حقيقة الأمر بكيت كثيرا... سألت نفسي إن كان هؤلاء الراكبين معنا مفسدون أيضا. قررت أن أسأل السائق، ولم أتراجع عن فعل ذلك، لكنه باغتني بقوله:" النساء يا سيدي يحملن البينة، إنهن عاريات وأنا أنقل المحتجبات وليست لدي معهن أية مشكلة".
كان سيستمر في فتواه لولا قولي له من فضلك أنزلني هنا. كنت قد وصلت المكان الذي أقصده دون أن أعرف ما كان السائق يقصده بكلامه، المهم أنني أضفت إلى معلوماتي أن هناك سيارات طاكسي في هذه البلاد تقل الرجال فقط والنساء المحتجبات في بعض الأحيان.
فلا تنسوا أنتم أيضا أن تضيفوا ذلك إلى معلوماتكم.
التعليقات (0)