الطلاق البائن بينونة صغرى هو ما تعارف عليه فقهاء المسلمين بأن الزوجة لا تعود لزوجها إلا بعقد ومهر جديدان، والطلاق البائن بينونة كبرى أي لا يحق للزوج إعادة طليقته إلا بعد أن تتزوج رجلاً غيره زواجاً شرعياً بعد مرور عدتها الشرعية فيذوق عسيلتها، فإن توفى عنها زوجها أو طلقها لسبب ما ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالزوج السابق وأن لا يكون لأحد الأطراف أو غيرهم دور في هذا الطلاق بهدف إعادتها لزوجها القديم...
المسألة في الشرع واضحة لا تقبل النقاش وكل ما عدا ذلك يعتبر إحتيالاً على أنفسهم وليس على المشرع وزنى قاطع لأن الزواج عماده إقامة حدود الله وبناء عائلة وإنجاب أطفال لمن قدر الله له ذلك، وبالطبع لا يجوز قطعاً زواج التحليل (المحلل) أو ما يسميه العامة التجحيش.
ولكن ما نراه ونسمعه من الحكومة السورية يجعلنا نتسائل كثيراً عما يصرحون به في الشهر الماضي خرج إلينا وزير الإعلام الجديد وهو يؤكد بأن الحكومة بصدد الإجتماع مع أركان المعارضة للتفاهم على ما يمكن تسميته بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب والمعارضة في آن واحد ومرت الأيام وازدادت الهوة إتساعاً ولم نسمع سوى عن لقاءات يقوم بها الرئيس الأسد يوماً مع الفنانيين وآخر مع التجار وليس أخيراً مع الصناعيين أو الوجهاء في القطر ولا أدري من يمثلون هؤلاء غير أنفسهم أولادهم وزوجاتهم، وفي الأمس خرج إلينا بختيار يعلن عن نية النظام في الإجتماع مع المعارضة لتبادل وجهات النظر بالنسبة لما يمكن التباحث به بشأن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة السورية على قدم وساق .....
مما نسمعه من تعليقات النظام السوري وحتى يومنا الحالي نفهم أنهم مازالوا تحت تأثير الصدمة أي بالإنجليزية الـ Shock ويبدو أنهم مازالوا لم يفهموا الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن، وبأن أي تحرك يقومون به هو مجرد الدخول في باب المحلل والذي تسميه العامة التجحيش، الشعب السوري ومنذ اليوم الأول نطق بلفظ الطلاق وهو لفظ إتفاق واضح لا لبس فيه بائن بينونة كبرى ذلك أن النظام السوري لم يدع للصلح مكان فأخذ يتهم الشعب بمسميات كثيرة منها ما يتهمه بها بالإرهاب والسلفية والإمارة الإسلامية وهو بذلك يتجنى على الشعب ويُزيد من الهوة والفاصل إتساعاً يوماً بعد يوم بالقتل والترهيب وإرتكاب المجازر المتنقلة بين المدن والقرى السورية.
الكثير من الإخوة المعلقين يسألونني، حسناً على إفتراض سقط النظام فأين البديل؟ هذا السؤال طرح كثيراً في الآونة الأخيرة ولا أعلم لماذا النظام السوري ومن والاه يظن بأن هذا النظام هو أفضل أو أقدر الموجودين على قيادة سوريا وكأن سوريا تفتقر إلى العقول النيرة ... لقد تكلم الكثير من الإخوة في مصر بهذه المسألة قبل سقوط مبارك وحكمه .
يا سادة النظام السوري هو أسوء نظام وأشدهم ديكتاتورية وقمعية ممن نعرف أو قرأنا عنهم في التاريخ الحديث أو حتى القديم .
الشعب السوري لديه من الوعي الكافي لإختيار من يحكمه ولديه الوعي الكافي بأن المحلل حرام قطعاً ويعتبر زنى، وتصديقاً لهذه الكلمات كلنا سمعنا عن لقاء إنطاليا الذي ينعقد اليوم بتمثيل من كافة أطياف المعارضة السورية من الداخل القطري أو من المهاجرين، المهجرين والمبعدين والمنفيين وهذا دليل آخر على أن هناك من هو قادر بلا شك على قيادة المرحلة الإنتقالية، حتى الوصول إلى ما يتمناه الشعب من إقامة دولة الحريات والقانون والعدالة الإجتماعية عن طريق الإقتراع الحر.
التعليقات (0)