سونار للطرف الخاسر!

علي جبار عطية

ـــــــــــــــــــــــــ
يبتعد عن الصواب من يظن ان مباراة مصر والجزائر التي جرت الاسبوع الماضي وانتهت جزائرية هي التي اشعلت فتيل ازمة سياسية بين البلدين فلا يعقل أن مباراة أو حتى بطولة يمكن ان تقود الى كل هذا العنف المتبادل والارهاب الاعلامي الذي تتقنه وسائل الاعلام المصرية منذ ايام القاء الخصم التاريخي في البحر الى يومنا هذا ! ويجانب الواقع من يحاول القاء اللوم على من حاول تضخيم الازمة وينظر اليها انها مجرد مباراة كروية لا يجب ان تتطور وتحصل حوادث مؤسفة وغير مؤسفة ويروح قائل هذا الرأي يعظك باسلوب قديم بأن الرياضة محبة وتسامح واحترام وكلها شعارات عفا عليها الزمن لأننا في واقع الحال نرى ضرباً ولكماً وتجاوزاً على اللاعبين والحكام برغم وجود عشرات الكاميرات التي تصور حتى انفعالات اللاعب خلال المباراة.
لقد تابعت السعار الاعلامي الذي واكب رحلة منتخبي الجزائر ومصر الى كأس العالم وخرجت بنتيجة مؤسفة تقول ان الاحتقان الشعبي قد وصل الى مرحلة متقدمة وان المظاهرات التي حاولت نقل صورة انها احتجاجات جماهيرية على اعتداءات يكون ضحاياها المواطنون العاديون في الاغلب مفتعلة ومفبركة وتجري على مسمع ومنظر من الحكومة.
فهل ان هذا الهياج الشعبي والنخبوي الذي اشترك فيه حتى رموز المجتمع المصري من الفنانين والمثقفين مؤشر على فشل وهزيمة على الاصعدة كافة او هو محاولة للتغطية على حالة التمزق التي يعيشها الناس وسط مجموعة احباطات وهزائم ويأس من التغيير؟
فهل يمكن القول ان الطرف الخاسر قدم للباحثين فرصة ذهبية لكشف مدى هشاشته ومحاولاته الحثيثة للتشبث بأوهام التفوق على الآخر؟ فمتى يعيد النافخون في أجهزة الاعلام النظر في طريقة معالجاتهم للأنشطة الرياضية فيبتعدون عن عبارات المنازلة والواقعة واثبات الوجود ونحو ذلك من الالفاظ التي تسربت الى صحفنا مع الاسف الشديد فالرياضة في العالم الثالث عامة واجهة دعائية وليست نشاطاً انسانياً لأنها لم تصبح بعد ضمن جدول الانسان برغم انه يمارس مضطراً رياضة المشي على الخيبة والألم!

كاتب وصحفي عراقي