سوق نخاسة
لم يعد الترقيع مُفيداً فما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد يجعلنا نتسأل هل نحنُ أمام سوق نخاسة افتراضي فالجسد مقابل المال ولا عزاء لمن بقي له باقية من المرؤه والكرامة.
بوسائل التواصل الاجتماعي أصبح كل شيء قابلُ للبيع والشراء فلا قيم ولا أخلاق ولا وعي رادع، في السابق كان تزييف الحقائق والترويج لفكرةِ ما هو السائد اما اليوم فالجسد هو السائد وعلى قدر الاستعراض تكون النتيجة ويعلو الرصيد، نساء وفتيات ومن مختلف الأعمار والمستويات الثقافية والاجتماعية يتفنن في الاستعراض فقطعة اللحم التي بين الفخذين كفيلة بأن تُغير الواقع تغييراً كاملاً.
هناك عملية قتل بطيء للوعي الاجتماعي وهناك تصوير لحياة المشاهير على أنها هي الحياة المثالية وهناك تعطش للمال خصوصاً مع ارتفاع تكاليف الحياة وطُغيان الكماليات على الضرورات، مشاهير السوشل ميديا ليسوا سواء فهناك المتردية والنطيحة وما أكل السبع والاخيرة هي التي تخرج على الملأ شبه عارية ليجتمع حولها آكلوا اللحم الأبيض من السباع البشرية المريضة، قلة قليلة من المشاهير من يقدم محتوىً مُفيد، لقد أصبحنا نعيش واقعُ مرير فالشهرة لم تعد تتطلب موقف بطولي أو مستوى تعليمي أو موهبة رياضية أو فنية، كل الذي تحتاجة جسد وتفنن في الإغراء ومفاتن يسيل لها لُعاب الكلاب البشرية! ولا نغفل عن أشباه الرجال ممن باع الغيرة بدراهم معدودة ومن تقلد السذاجة وتمرغ في وحلها مقابل ثمنِ بخس..
يقول مكيافيلي (الغاية تُبرر الوسيلة) وبما أن الغاية الشهرة والنتيجة المال فليس بمستغرباً ان نشاهد فتاة بكامل زينتها تستعرض بمفاتنها وتبث انحطاطها على الملأ!
هل تحولت المجتمعات إلى مجتمعات شهوانية تعبد المال والجنس فارغة روحياً واخلاقياً!
هل نحنُ في زمن يمكن تسميته بزمن عبودية المال والشهوات وبعصر يمكن تسميته بعصر النخاسة الافتراضية؟
التعميم لغة الحمقى والمغفلين، لكن كرة اللهب تتدحرج، فمتى نستيقظ وننقذ ما يمكن انقاذه فالجيل الحالي بات مبهوراً بما تجنيه تلك الشرذمة البشرية من مال وشهره فلا يهمه الوسيلة قدر اهتمامه بالغاية وفي ذلك خطر على القيم والأخلاق والأجيال القادمة ..
التعليقات (0)