علي باب الزمن في مكان قريب, طال الانتظار, الكل مترقب, تتطاول أعناقهم, ويقفون علي أطراف أصابعهم, ينظرون من فوق الأكتاف, إلي الآتي البعيد, من خلف الأيام, ينتظرونه ومن معه من رجاله ......ينتظرون من أحبوه في الأساطير, ويعرفون أنه أكبرهم وأعظمهم وأنه شخص غير عادي, يؤمنون أنه مميز في كل شيء, خلقوه في أساطيرهم, وخلعوا عليه من الكمال ما ليس فيه.... سينتظرون حتى يأتي, يقفون علي الأقدام مترقبين, أحيانا ينظر بعضهم إلي بعض متسائلين في ريبة, هل يأتي حقا؟ وفجأة يثور ضجيج وتتزاحم الأقدام, ها هو جاء من بعيد, يهللون ويصفقون للبطل الذي وصل إليهم, يرفعونه علي الأعناق إلي مسرح كبير أعدوه ليسمعوا خطاب الزعيم الجديد, ينسل البعض إلي طرف الساحة مرتابين, يبدأ الزعيم البطل خطبته بحديث الواثق, في كلمات ينطقها في بطء العظماء, ثم للعجب , ما يلبث أن تسقط كلماته من فمه متواضعة مكررة مملة. ها هو يسعل ويطلب كوبا من ماء, يترنح من الإعياء, يسقط تحت الأقدام, والناس يهبون واقفين مرة أخرى ولكن هذه المرة يقفون فوق جسد الزعيم وأجسادهم المتعبة تحمل أعناقا تنظر للآتي التالي من بعيد...... من خلف الأيام.
التعليقات (0)