سوط الحماة
كان يقول لها ،حبيبتي لا استطيع العيش بدونك ،أنت الهواء الذي اتنفسه .
نعم ،لقد تزوجها بعد قصة حب ،وكانت تبادله الحب ودائما تقول له :أنني احبك أكثر .
مر ثلاثة اشهر على زواجهما وكل شئ في شقتهم الصغيرة ينطق حبا وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة كان الزوجان يلفهما حالة الحب الدافئ ،وإذا هاتف الشقة يرن ......
رفع الزوج السماعة وكانت والدته ......
كيف حالك ياولدي .....وصارت تبكي بحرقة شديدة ، فتأثر من بكاء والدته.
ماذا بك ياوالدتي ؟
زوجة اخوك قد شربت العلقم من يديها ، وتعاملني معاملة سيئة ، وأخيرا طردتني وأخوك لايحرك ساكنا ، لأنه ضعيف شخصية أمام زوجته الحرباء.
لاتهتمي ياوالدتي ،وقررت منذ هذه اللحظة أن تعيشي عندي ،وزوجتي متعلمة وتحبني ومن المؤكد ستحب البطن الذي حملني ، وتصبحين على خير وغدا لناضره قريب .
لامانع لدي أن أعيش ماتبقى لي من عمر عندك-.الله يرضى عليك - .
وفي اليوم الثاني ،اشترى غرفة نوم لوالدته وجهز لها غرفة مستقلة .
ومنذ وصولها ومعاملة الزوجة لها معاملة حسنة وكأنها والدتها وليست حماتها .
بعد مرور شهرين ، بدأت غيرة الحموات تسري في شرايينها ، وتقول :
ولدي ملكي ولي وحدي فقط ، أنا التي حملت به وربته وعانت إلى أن أصبح رجلا .
أحست الزوجة بأن حماتها كثيرة الشكوى منها لأن زوجها بدأ يتغير ولم يعد الزوج الأول ، وأصاب العلاقة بعض الفتور .
كانت والدته تتدخل في كل شئ وحتى الخصوصيات الزوجية .
ارادت الزوجة أن تكسر الروتين ورتق الفجوة التي حصلت بينها وبين زوجها ،فطلبت من زوجها الذهاب إلى المنطقة الشرقية حيث البحر والجو الرائع .
وافق الزوج وقال : لابد من مرافقة والدتي لنا في هذه الرحلة .
ابتسمت الزوجة إبتسامة صفراء ، ولكن نستطيع يازوجي الحبيب أن نضع والدتك عند ابنتها لمدة يومين ونعود نأخذها ويومين لاتؤثر بالعكس ستغير جو الشقة للجو الفسيح في منزل زوج شقيقتك الواسع والحديقة المنزلية الجميلة .
فقال : حسنا .....سوف أكلمها ولها كامل الحرية .
والدته لم توافق .....بل قالت : لابد من الذهاب معكم لأرى البحر .
وصل هو وزوجته ووالدته إلى المنطقة الشرقية وبالتحديد مدينة الخبر الساحلية الجميلة التي تقع على ضفاف الخليج العربي .
أراد أن يستأجر شقة واسعة ، ولكن والدته رفضت حتى توفر لولدها المال كما تقول ، فقالت له : خذ شقة صغيرة ولو كانت غرفة واحدة لأبأس سيكون سعرها اقل ولامانع أن ننام جميعنا في غرفة واحدة .
فقالت الزوجة والغضب في عينيها : ياحماتي ،نحن لم يمض على زواجنا سنة وتريدين ألنوم بيني وبين زوجي ، والله ....عيب .
غضب الزوج .....وكيف تقولين لوالدتي عيب ، هل هي برأيك قليلة حياء ؟
خلاص قررت العودة إلى الرياض .
ارادت الزوجة أن تردم الفجوة ألتي حصلت بينها وبين زوجها ولكن اتسعت .
وأصبحت والدته تضايق زوجته وتنغص عليها حياتها بالكلام عليها أمام الأقارب والجيران .
يذهب الزوج إلى عمله ، ويعود متعبا فتستقبله والدته .....
زوجتك نائمة صباحا ،ولم تعد لي قهوتي وفطوري ....
زوجتك لاتحترمني ، وتوجه لي الألفاظ النابية .
زوجتك .......زوجتك ......زوجتك ..........زوجتك .......
أستمرت الحياة ولكن في توتر مستمر وكادت أن تصل بين الزوجين إلى أبغض الحلال عند الله – سبحانه وتعالى -
صبرت الزوجة من أجل الحب الذي يربطها مع زوجها والمولود المنتظر .
مرضت والدته فجأة ، ونقلت إلى المستشفى في غيبوبة ، وبعد شهر انتقلت إلى –رحمة الله- .
وبعد اسبوع من وفاتها ، رزق الله الزوجين بمولودة جميلة واطلقت الأم عليها اسم صابرة .
انتهت
التعليقات (0)