سوط الاحتقار
يعمل الاحتقار في الناس اكثر مما يعمله الخوف .ومعنى هذا بكلام اخر ان الناس يحسبون للرأي العام ويستحيون من الناس اكثر مما يخافون من القوانين .بل نحن نخاف القوانين لا لاننا نتألم من السجن بل لأننا نخشى احتقار الناس لنا اذا عرفوا اننا قد سجنا.
فأصلاح الامه يرجع في الاكثر الى قوة الرأي العام اكثر مما يرجع الى القوانين .لان الرأي العام سوطا شديد الوقع غائر الاثر هو سوط الاحتقار به نستطيع ان نؤدب الناس ونعلمهم ونوجه نشاطهم الى وجهات نافعه..لكن اذا اختل الرأي العام وساءت احكامه صارت القوانين كلها في حكم العدم اوما يقارب ذلك .لان ما هو موجود الان في مجتمعاتنا العكس تماما فقد اصبحت الفضيله والخلق العالي والاحترام وعدم التدخل بامور الاخرين كلها صارت من العيوب في نضر هذا المجتمع الذي يمشي الى الخلف فكل خطأ صار مرغوب فيه وكل محترف سجون صار سيد الاشراف وكل سارق صار ابيض اليدين وكل دكتاتور صار محبوب الملايين وكل سافرة اصبحت من بنات الليل وكل وكل وكل ...
وعكس هذا تماما من الجهه الاخرى ..فلو ان ضابط شرطه يعتدي على الناخبين يرى الناس عين الاحتقار والاشمئزازمن هذه السفاله لما استطاع مهما كانت مكافأته الماليه التي ينتظرها ان يرتكب هكذا جرم ...واخيرا وليس اخرا اقول ان ااناس سوطا قويا هم سوط الاحتقار الذي يستطيع ان يسلطه على الخامل والسكير والمجرم والزاني والمرتشي والمتزلف فيصلح بذلك اخلاق المجتمع بما لا تستطيع الشرائع المكتوبه ان تصلحها لان حياة الناس اكبر من خوفهم فهم اذا رأوا عين الاحتقار انزووا او تصاغروا وساوروا على النهج القديم ...ودمتم
التعليقات (0)