بالنظر إلى سوشيولوجيا الثورة نجد أنه كان من أهم مظاهرها أنها أخذت شكل الشعبية والعفوية في أول أيامها منذ 25 يناير وحتى 6 فبراير ثم تحولت تدريجيا وخاصة بعد 6 فبراير إلى شكلها القسري والحاسم حتى 11 فبراير ثم انقلبت إلى حراك متوافق في الظاهر ومتضاد في الخلفية من الصورة بينها وبين المجلس العسكري بعد أن تسلم مقاليد الحكم إثر خلع مبارك...وأما بالنسبة إلى الحراك الشعبي فلم تكن الثورة في الأصل إلا حركة مطالبة بسيطة بتحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية صارت بحكم امتدادها وشمولها ثورة بمعني الكلمة...صحيح أنها لم تكن مخططة ومدروسة إلى مراحلها النهائية ولكنها تطورت بشكل متزامن مع دخول فئات أكبر من الشعب المنتظر للتغيير منذ عام 1990 وتم اشتراك الغالبية من الشعب في أول الأمر بطريقة المصريين الساخرة من كل شيء.... حتى الثورة نفسها لم تسلم من السخرية اللاذعة في وسائل الإعلام وفي ميدان التحرير كنوع من جلد الذات لصعوبة جلد من قامت الثورة ضدهم (حتى الآن)...وكان من أهم معوقات تقدم الثورة بالسرعة المطلوبة وجود رجال النظام السابق في دهاليز الحكومة والمؤسسات والهيئات وما زالت الثورة تتعثر في خطواتها نتيجة لغياب القيادة التي يمكنها تحديد المطالب بدقة وتملك الدعم الكافي من قيادات فاعلة تتغلب على أقطاب المال والمناصب التي أنتجها نظام مبارك طيلة ثلاثين عاما والمعادلة الآن تتراوح بين الضغط الشعبي ومقاومة فلول النظام وأصحاب الرواتب فوق مئات الآلاف من الجنيهات كل شهر وأصبحت لعبة شد الحبل هي الحاكمة للمشهد السياسي فمن يحكم إمساك الحبل يفوز في النهاية.
التعليقات (0)