هي: لماذا قتلتني؟!
هو: أنا القتيل ولست أنت ..
هي: كيف طاوعك قلبك أن تذبحني ؟!
هو: أنت قد ذبحت ِمرة واحدة بينما أنا المذبوح منك ألف مرة في اليوم الواحد..
هي: وهل هان عليك أن تسفك دمي؟
هو: أما أنت فدمعي المسفوح على ظلالك.. ودمي المسفوك على أعتابك .. وقلبي المسحوق تحت أقدامك .. قد هان كل ذلك عندك ؟
هي: ماذا فعلت لكي يكون الموت جزائي ؟
هو:الحب يا سوزان .. الحب الذي جعلني عبداً لك وأنا السيد بين الناس ..
الحب الذي أضعفني فيك من بعد قوة .. الحب الذي صيرني طفلاً بين يديك وأنا الذي تتطلع إليه الرقاب تزلفاً وتقرباً .. الحب الذي أخضعني إليك وأنا المتمرد على الدنيا كلها ... الحب الذي أسال دمي قبل أن يسيل دمك السكين..
هي: بل أنت أناني .. لا تحب إلا نفسك .. تريد كل شيء .. تريد أن تملكني .. كسلعة .. كجارية .. كعشيقة .. كمحظية .. تريد أن تشتريني بمالك لا أن تسكنني بقلبك ..
هو: أنا الذي أسكنتك علياء قلبي .. وأطعمتك من حناني ..
وأغدقت عليك أنهار حبي ومالي .. وأسلمتك مقاليد فؤادي ..
ما كنت أريد منك سوى الإخلاص والوفاء ..
ما كنت أريد منك سوى أن أري نفسي رجلك الأوحد ..
ما كنت أريد منك سوى نظرة التقدير لما أبذله من أجلك ..
هي: لا .. أنت تحب نفسك .. وتعبد ذاتك .. وتريد أن تجعلني رصيداً ضمن خزائن نسائك .. بجوار خزائن مالك .. تستخدمه وقتما تشاء وتدعه وقتما تريد ..
أنت ما عرفت الحب يوماً .أنت فقط تعبد النجاح .والنجاح عندك يعني الاستحواذ
النجاح عندك ألا يكون شيء عصياً عليك إذا وقعت عينك عليه ورغبت في اقتنائه وهكذا فعلت معي .. وقد كنت بين يديك ..
لا أحلم بأكثر من الأمان معك .. والاستقرار بين أضلعك ..
ولكنك خنقتني .. طاردتني .. سجنتني بين قضبان نفوذك وطغيانك ..
غرست في نفسي الخوف والرعب منك ونزعت عني سرابيل الأمان ..
وألقيتني في شوارع الضياع أتلفت حولي فلا أرى سوى شبحك يطاردني ..
يطاردني حتى كان السكين يحز رقبتي ..
فأدركت يدك الطولى .. وأدركت أن لا أمان لرجل في هذه الحياة ..
هو: نعم .. هذا ما توقعته منك .. ألا تذكرين اللحظة الأولى التي جمعتنا ..
كنتِ وحيدة تبحثين وسط العيون الجائعة عن الأمان .. كنتِ شريدة العين .. غريبة وسط الزحام .. دق قلبي لك وكأنه لم يدق من قبل .. شعرت حينما رأيتك أنك التي كنت أبحث عنها طوال عمري .. نعم .. وقف الجميع ضدي .. الجميع رفض هذا الحب .. كنت أسبح معك ضد التيار ..
نعم كنت أدرك أنه من الصعب أن أحتفظ بهم وبك في آن واحد ..
لذا جعلتك في الظل ..ولكن ما حرمتك من شيء ..
أغدقت عليك كل ما في قلبي من حب وما في خزائني من مال .. جعلتك الملكة المتوجة على عرش حياتي كلها .. ساندتك حتى وقفت على قدميك وأولجتك عالم الشهرة وصارت صورتك لا ينقطع نشرها في الصحف والمجلات ..
وجعلت أموالي نهراً يجري تحت قدميك ..
ما كنت أحتاج منك مقابل كل ذلك سوى الوفاء والإخلاص والحب ..
ولكن .. ولكن .. منذ متى كان المرأة اللعوب تعرف الوفاء ؟..
منذ متى كانت المرأة الخائنة تعرف معنى الإخلاص؟ ..
منذ متى كانت المرأة المادية تعرف معنى الحب ؟..
بعد أن شعرت بالشبع.. بعد أن شعرت بالدفء .. انقلبتِ كمثل الحية الرقطاء تلدغ اليد التي امتدت لها .. صرتُ عندك كمثل الكابوس الجاثم على صدرك .. صار اسمي أثقل على أذنك من الجبل .. هربتِ بمالي بعد أن حطمتِ قلبي تحت حذائك .. أدخلتِ رجلاً غيري غرفتك.. تأبطت ذراعاً أخرى غير ذراعي ..
منحت نفسك لغيري في عش جهزته بمالي ..
آه .. آه .. لو تعرفين ماذا يعني هذا لرجل مثلي؟
كنتُ أموت في اللحظة الواحدة ألف مرة ..
آه لو تدركين مدى العذاب الذي عشته وأنا أرقب خيانتك ..
آه لو تدركين طعم الموت المسموم الذي كنت أتجرعه مع كل خبر يأتيني عن عاشقك الجديد .. ورجلك الجديد ..
آه لو تدركين النار التي اندلعت بين ضلوعي تأكل حنايا قلبي ليل نهار لا يطفئها شيء بل تزداد لهيبا واشتعالاً في الليالي التي تجمعك مع غيري بينما الغيرة تقتلني وتنهش لحمي وتحطم عظامي ..
ما كان من حل سوى أن تذوقي من ذات الكأس التي تجرعتها على يديك ..
ما كان من حل سوى أن تكون نهايتك مسطورة على أحرف سكين الغدر الذي غرسته في قلبي دون أن ترحميه أو تنزعيه ..
هي: وهل استراح قلبك بعد مقتلي ?!..
هو: لا يا سوزان ..
العذاب الذي عشته بعد موتك أضعاف أضعاف الذي عشته في حياتك ..
قلبي يئن تحت وطأة الحرمان .. قلبي يعتصرني كل لحظة ..
طيفك لا يفارقني أبداً ..
لا زلت .. رغم كل شيء ..
رغم كل شيء ..
أحبك !!
التعليقات (0)