سوريه تختلف

سوريه تختلف ..
تحرك قطارالثورات العربيه السريعه المتلاحقه علي الأنظمه الشموليه من محطه القيام في تونس وتوقف في ثاني محطه له في مصر وعصف بأنظمتهما ومن المحطات المرشح التوقف فيها اليمن وليبيا وربما البحرين والأردن والمغرب والجزائر وسوريه , ولكن سوريه علي الأخص تختلف عن باقي الدول العربيه وتكمن خصوصيه سوريه في كونها مفصل ومحور إرتكاز وممر , وإستبدال أو تغيير النظام القائم في سوريه ربما سيترتب عليه أمور خطيره في المنطقه ويخل بتوازنات تكونت ورسخت في المنطقه ..
فالرئيس السوري الشاب بشار الأسد الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ الأسد دون إعداد سياسي مسبق بالإضافه الي تخلصه من الحرس القديم لوالده من ذوي الحنكه السياسيه أوقعه في عده مآزق سياسيه دفعته الي توجهات وتحالفات ومزالق لا يمكن الفكاك منها فالجولان السوريه مازالت محتله وبالرغم من عدم وجود معاهده سلام مكتوبه بين سوريه وإسرائيل إلا أنها تعد أهدأ الجبهات العربيه الإسرائيليه ..
والتهيدات أو الإعتداءات الإسرائيليه المتكرره علي سوريه بالإضافه الي العداء الأمريكي لسوريه وأيضا التهديد التركي لسوريا إبان مشكله "عبد الله أوجلان" زعيم حزب الأكراد الترك وهروبه داخل الأراضي السوريه وأيضا الحاله الإقتصاديه المترديه في سوريه كل تلك العوامل دفعته دفعا الي الحضن الإيراني ..
ولم تتردد إيران لحظه واحده بل أمدت إيران سوريه بالسلاح والتدريب والأهم بالقروض التي تكبل النظام السوري وتربطه مباشره بإيران ومن هنا أصبحت سوريه مؤسسا وداعما ومعبرا آمنا لحزب الله اللبناني سواء لتخزين السلاح أو مروره هو والكوادر من وإلي لبنان بالإضافه الي ربط حركه حماس وقائدها "خالد مشعل" بإيران وإن كان مشعل قد أخطأ خطأ لا يغتفر بالنسبه لإيران عندما زار السعوديه إستوجب طرده من مقره الآمن في دمشق الي الدوحه وخروجه من الرحمه الإيرانيه ..
وبالتالي زوال نظام بشار الأسد من سوريه ربما سيكون ليس فقط بدايه النهايه لحزب الله ولكن أيضا ضربه مقتل للتواجد والنفوذ الإيراني في المنطقه العربيه فهو يعد مرتكزا أساسيا لا بديل عنه ..
لهذا فالمحور الأساسي لإيران وللشيعه في قلب الوطن العربي هو بشار الأسد ونظامه وإنهيار هذا النظام يعني شيئا واحدا وهو تقلص النفوذ الإيراني داخل الوطن العربي وربما إنهيار حزب الله في لبنان وتمدد النفوذ التركي المقابل لايران والذي يتمدد بنعومه ويجد لنفسه كل يوم موطئ قدم جديد داخل الوطن العربي ..
وأخيرا يتبقي السؤال :-
هل ستسمح إيران وسيسمح حزب الله بإنهيار النظام السوري تحت وطئه ضربات الثوره الشعبيه أم سيكون هناك شيئا جديدا في قادم الأيام المتلاحقه المتسارعه الأحداث ..؟
مجدي المصري