عصابات إجرامية مسلحة، تلقى دعما من الخارج، جعلت النظام السوري فجأة يتحدث عن إصلاحات مهمة ستلبي طموحات الشعب السوري، رفع لحالة الطوارئ، قانون تعدد الأحزاب، زيادة في الرواتب، إطلاق لسراح معتقلين سياسيين و قرارات أخرى أسهبت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد في طرحها.
بين هذين المنطقين، من المعني بإصلاحات النظام ؟ العصابات الإجرامية، أم الشعب؟ الأخير مغلوب على أمره منذ دهور لم يحدث قط عن نسبة واحد في المائة من هاته القرارات، فلماذا الآن، لربتما العصابات؟ كيف يستسلم النظام لعصابات إجرامية هدفها الترويع و القتل و نسف دولة المقاومة كما ردد التلفزيون الرسمي، وهل العصابات المجرمة لها من الأجندة النبيلة ما سارع النظام ليبشر الناس به.
التلفزيون السوري كان يتابع الثورة في مصر، فرح بسقوط النظام المصري، فهو نظام كامب ديفيد لا يؤسف على ذهابه، هكذا اختزل التلفزيون السوري أسباب ثورة 25 يناير، وجهة نظر للاستهلاك الداخلي و لطمأنة النظام المنافح للعدو الصهيوني، تتابعت الأحداث في ليبيا و اليمن و البحرين، لم يكن الخطاب السوري كما كان في حال مصر، فالخطر بات أقرب و هذه الدول لا تقيم علاقات سلام مع إسرائيل كما القاهرة، تغير الخطاب ، النظام السوري رفض الحظر الدولي، معارضون ليبيون اتهموا دمشق بمساعدة القذافي، وجود طيارين سوريين في طرابلس الغرب و حديث سفينة السلاح طرح عدة أسئلة حول الدور السوري في دعم القذافي، سوريا أيضا باركت التدخل الخليجي في البحرين على خلاف إيران، رغم صلات القربى بين النظام و شيعة البحرين.
تحركت الاحتجاجات نحو سوريا، أخبار يسيرة من درعا عن احتجاجات، الإعلام السوري أطبق على الخبر، ربما يحل الأمر سريعا، تحدثت قناة سوريا الإخبارية عن إدعاءات مغرضة بثتها بعض القنوات، ضد النظام السوري الممانع القومي، مخطط صهيوني،وعن رفض الشعب لدعاوي الفايسبوك، الشعب يحب الرئيس غير أن الخبر عظم ، و رغم المنع الإعلامي الفاشل، وصلت الصورة لقنوات طالما تبحث عن مسبة للنظام السوري، انطلقت العربية و الحرة في الحديث عن مواجهات درعا، حتى القنوات السلفية البعيدة عن السياسية دلا بعضها دلوه في الموضوع، الصفا مثلا، دخلت الجزيرة حلبة السباق، سبقهم الصحفي عبارة عن صور و مقاطع من الانترنت.......
و كما في مصر و تونس و ليبيا، و كأن الحكاية تتكرر، هؤلاء لا يعون الدرس جيدا، تحدثت سوريا عن عصابة مسلحة، أظهرت صورا لسلاح و أموال قالت أنها وجدت في مسجد العمري، كذب خبر الليل إدعاءات النظام، تدخل بالقوة و بالرصاص، غير أن ذلك لن يجدي نفعا، سبقه إليها بنعلي و مبارك و صالح و معمر......الشعب ثار، قد لا تنفع الخطب و لا تباشير الإصلاحات، و كما قال القذافي دقت ساعة الحقيقة، فهل هو الرحيل؟ أم سيرضى السوريين بما جاد به بشار؟
التعليقات (0)