بيت في مقالي " كريموف .. ديكتاتور تحت جناح الديمقراطية الأمريكية" كيف يسكت الغرب وأمريكا عن المجازر التي ارتكبها حكام الدول الإسلامية بحق الشعوب، بل وكيف يساند الغرب هذه الحكومات ويمدونها بالدعم لكي تمضي قدماً في محاربة الشباب المسلم، وتعذيبه والتنكيل به، وكمثال عن هذا كان مقالي السابق عن الدكتاتور "إسلام كريموف".
وجاءت زيارة الصليب الأحمر إلى سوريا اليوم بعد انتهاك لآدمية الإنسان طيلة عمر الثورة السورية، وسماح المجرم بشار لهم بزيارة السجون، زاعمة أنها تتقصى عن أنهتاك حقوق الإنسان، ومئات الأدلة والإثباتات من تصاوير مسجلة تؤكد ما يقوم بها المجرم بشار وأعوانه من قتل وتمثيل واعتقال وقتل داخل المعتقل، ومعاملة المعتقلين أسوء من معاملة الحيوانات وهم يركلونهم بأقدامهم، ويبطحونهم على الأرض على بطونهم وقد قيدت أيديهم إلى الخلف وهم يرقصون فوق أجسادهم، ويضعون أرجلهم على رؤوسهم؛ لتؤكد حقيقة هذا المجتمع الفاسد الذي يدعي الحرية والعدل، فبعد سكوت أشهر عديدة عما جرى في سوريا، ها هم اليوم يأتون ليدافعوا عن نظام مجرم ويقرونه بأنه لم يرتكب شيئاً!!
وزيارة السجون مسالة سخيفة يراد لها أن تغطي على الجرائم التي ترتكب بحق المعتقلين، كما أكد عليه "يافنجي دياكونوف" السجين السياسي السابق والصحفي والناشط في حقوق الإنسان القائم على موقع "زونا اوز" المعني بجمع المعلومات عن المساجين والسجون في معتقلات أوزبكستان، حيث استطرد في سرد البشائع التي يتعرض لها المعتقل داخل السجون، وأضاف: " بالطبع إن الحكومة ترفض ذلك بتاتا، وإذا أصغي إليها فإن سجون بلادنا كأنها جنة الأرض، وليس هناك مشكلة وإن كل شيء على ما يرام، كأن الحياة هناك أحسن من الحرية، أما في الواقع فشيء آخر تماماً، وإذا أرادت لجنة دولية أن تقدم إلى سجن لدراسة الوضع فيه، فإن إدارة السجن تلم بذلك مسبقاً وتسعى لترتيب السجن، فتنقل المرضى ومن هم في حالة صحية خطيرة إلى مكان آخر تفريغاً للزنازين، أما نقلهم من سجن إلى سجن فذلك موضوع آخر. ويودع في مقصورة واحدة بقطار الركاب ما بين عشرة وخمسة عشرة سجيناً وحتى إلى عشرين محبوساً، ولا يعطى لهم طعام ولا شراب ويُرد مطلبهم في الخروج إلى دورات المياه، بالضرب على رؤوسهم مما يضطر السجناء إلى قضاء حاجاتهم في الحزم وما شابه ذلك، ومن الصعب أن أصف ذلك في كله بالقول" وهذا ما أكد عليه الصحفيون الذين اعتقلوا داخل السجون السورية، قبل أن يطلق سراحهم منها، وما أكده كذلك الضباط المنشقون ومحامي مدينة حماة "عدنان بكور" للجرائم التي يرتكبها المجرم الأسد، وما دامت كل هذه الشواهد الواضحة والبينة والتي أكدت عليها محكمة العدل الدولية، فما هي الحاجة الملحة التي تستدعي زيارة هذه السجون’ وهم يعلمون علم اليقين بأنه سيتم ترتيب السجون قبل وصولهم إليها!!
فما كان ينبغي لمنظمة مثل "الصليب الأحمر" وهي ترفع شعارات إنسانية أن تذهب اليوم لتزور السجون السورية للتحقيق في انتهاك حقوق الإنسان فيها، والتصاوير والشهادات واضحة بينة، وما يجري في سوريا اليوم وموقف الغرب وسكوته عن جرائمها، هو ما عبر عنه المجرم كريموف من قبل أمام برلمان بلاده – بعد زيارته لأمريكا عام 2002م– : " عندما تصدرون حكماً على جناية أو تهمة لا تخرجوا عن دائرة تحقيقات رئاسة الشؤون الداخلية وخدمة الأمن الوطني، واعلموا أن ورائي أمريكا وبوش، فهم الذين يطالبون بهذه المذابح!! ولا تلتفتوا إلى انتقادات هذا الفرنسي النتن" ويتابع مطمئناً لهم وداعيهم إلى الاستمرار في مجازرهم: " ربما تجدون أن الأمريكيون يصنفونا ضمن قوائم المنتهكين لحقوق الإنسان والمتهمين بممارسة التعذيب ونحو ذلك، وهدف أمريكا من مثل هذا هو مجرد إظهار مراعاتها لقوانين الديمقراطية، ولكنهم في الحقيقة يعطوننا الأموال، أفهمتم!؟ فأنتم استنتجوا بأنفسكم من هذه المعلومات وتحركوا وفقها".
ولم يكن مفهوماً للكثير من المخدوعين بمزاعم الدول الغربية والمبهورين بأكاذيبها في الحرية ما يجري بين الدول الغربية والحكام من تآمر وحرب ضد الإسلام، إلى أن جاءت ثورات الشعوب العربية لتعمل على فضح حقيقة الحكام العرب، وأنهم يقيمون صلات متينة بينهم وبين الغرب، ويقدمون أنفسهم مجاناً لإعطاء كل المعلومات الاستخباراتية عن أبناء شعبهم وغيرهم من الحركات الإسلامية، وتكشف كذب هذه الدول التي تدعي الحرية والعدل، وأنها مجرمة أكثر من بقية الدول الدكتاتورية، كما فعلت في ليبيا، وضحت بعميلها القذافي بعد أن رأت أن مصلحتها تتطلب منها أن تقف إلى جانب الشعب بعد أن مالت كفة عميلهم، دون أي اهتمام لحقوق الإنسان التي انتهكها هذا المجرم، إذ كان بإمكانها في قذائف عديدة أن تنهي هذا الإجرام، وتقضي على القذافي، وإنما أبقته ورقة ضغط لتمتص ما تستطيع من خيرات، كان يعطيها المجرم القذافي من قبل.
وهذا ما أفهمته الشعوب الإسلامية للعالم كله: "بأن الحديث عن الديمقراطية ونشر الحريات كذبة كبرى، وإن الحقيقة أن الديمقراطية صنو للدكتاتورية وحامية لها ومدافعة عنها، إن لم تكن أشد خطراً" وتقول للذين لا هم لهم إلا الحديث عن الحريات المزعومة:" أما آن لكم أن تروا هذه الحريات المزعومة على حقيقتها!! أم أن الأموال التي تقبضونها قد أنستكم دماء إخوتكم التي تذهب هدراً في كل مكان، بينما يتباكى العالم أجمعه – وعلى رأسهم هؤلاء المتباكين على هذه الديمقراطية اللعينة– على حذاء يفقد من قدم يهودي أو أمريكي أو أوروبي، وأما نحن فلا بواكي لنا!!" وهذا حال الغرب والمتآمرين فهم مصرون كل الإصرار على أن يسلموا الأمر لأسيادهم، وعدم تسليمه للشعوب المسلمة، أما الشعوب فقد فهمت وأفهمت، وهي مصرة على عدم التراجع حتى تتخلص من الحكام الخونة، وتسقط يد الوصاية الغربية المفروضة فرضاً على دولنا منذ سنوات طويلة، وأنها لن تتراجع حتى تحقق حريتها وتنتزع كرامتها انتزاعا بإذن الله، فدفعٌ دفعَ الله الناس بعضهم ببعض لن يتوقف حتى يصلح الله به الأرض، ويؤرثها عباده الذين استضعفوا في الأرض، والعاقبة للمتقين.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
التعليقات (0)