سوريا من يسمعك
في الحروب من يموت ليس تعيسا بل من يعيش ورائهم من الأمهات والزوجات والأطفال والاصدقاء وهذا هو الألم المزعج!
أطفال صرعى برصاص الغدر والخيانة وشيوخ تركوا الأرض هربا من الجحيم، في ليلة وضحاها تحولت سوريا لمحرقة وسط صمت دولي وتخاذل عربي، في ليلة وضحاها باتت سوريا على مقربة من الزوال فالطائفية ملاذ الخائفين وحمى المغفلين ووقود الخائنين، كل فرد بات يبحث عن طائفته لتحميه من غدر الايام وتجار الحروب والسياسة وهذه هي المهزلة التي لا مفر منها!
نظام فاشي وميليشيات ترفع شعار الدفاع عن أتباع الطائفة والدين وأخرى تحاول وقف سفك الدماء المعصومة بأي طريقة كانت فتقع في المحظور وترفع شعار البراءة من الشيطان وحزبه، حلب تحترق والرقه تحتضر واطراف دمشق على صفيح ساخن وبقية المدن بين كر وفر ففي كل شارع وزقاق المئات من المقاتلين ولكل مقاتل غايته ووجهته التي ينتظرها، العالم يتفرج على المسرحية بدم بارد ويردد الحل سياسي دون أن يكون على الأرض عملا يجبر النظام ومن يقف خلفه على ذلك الحل المرتقب، العالم لم يرى سوى داعش المتطرفة غافلا عن الحشد الشعبي وامثاله من التنظيمات ذات التوجه الطائفي الذي لا يقل إجراما عن داعش النبته الخبيثة ذات الجذور العميقة؟
في سوريا الأرض مستباحة والأعراض كذلك فقد تحولت لملعب دولي كل طرف يصفي حساباته السياسية والاستراتيجية والتاريخية على تلك البقعة من العالم، لقد تبلد الاحساس ولم تعد صور الأطفال القتلى تحرك المشاعر ولم يعد منظر الدم باعثا للحزن فكيف وصلت النفس لتلك المنزلة المنحطة!
نصرة الشعب السوري لا تكون بالخطب والشعارات بل بعمل يوقف صلف النظام وطغيان من يقف معه عمل لا يستثني أطراف ويعاقب أخرى فالأفعى لا تموت ورأسها يتنفس، سوريا الصمود من يسمع انينك لا أحد من البشر ولو كنتي غير عربية لسمعك العالم ولتسابق العربان لنجدة اطفالك ونساءك ولوقف العالم بوجه آلة القتل مرددا أين الانسانية؟ فأحسن الله عزائك في أمة تتغنى كثيرا بأمجاد جلها يعتريه الكذب والخرافة ؟
التعليقات (0)