تتزايد المساعدات الإيرانية لنظام بشار الأسد في الوقت الذي ترتفع معها الخسارة البشرية والإقتصادية للنظام السوري المدعوم إيرانياً بالتزامن مع خسارته على أرض المعركة.في هذه الأثناء يدفع النظام الإيراني فاتورة باهضة الثمن جرّاء دعمه اللامحدود لسوريا في الوقت الذي يعاني المواطنون الإيرانيون من سياسات التقشف المفروضة من قبل حكومتهم بسبب العقوبات الإقتصادية المؤلمة التي يعاني منها الإقتصاد الإيراني وذلك جرّاء مواصلته البرنامج النووي الباهض التكلفة. لكن رغم ذلك ظلّ حكام طهران يجازفون بعمليات الإستثمار الفاشلة على بقاء النظام السوري الذي فقد شرعيته داخلياً وإقليمية و واصلت حكومة ولي الفقيه بارسال المليارات الى سوريا مما تحول هذا البلد الى مقبرة للمليارات الإيرانية.
في هذه الأثناء ذكر المندوب السامي للأمم المتحدة في سوريا أنّ إيران تنفق مايقارب الخمسة عشر مليار دولا سنوياً في سوريا دعماً لحكومة الرئيس بشار الأسد. فقد قدمت طهران مبلغ 3.6 مليار دولار لسوريا فقط خلال أشهر من عام 2013 . في هذا الصدد نقلت وكالة الأنبار السورية "سانا" أنّ الرئيس السوري بشار الأسد وافق على مرسوم المساعدات الإعتبارية الإيرانية الى سوريا بعد موافقة البرلمان السوري على المقترح الخاص بفتح خط الإمدادات الإيرانية لسوريا وقد تحول هذا المشروع الى قانون بعد توقيع الرئيس عليه.
لا يخفي المسؤولون السوريون دعم طهران لحكومتهم أبداً فقد أكد رئيس المصرف المركزي السوري أديب ميالة في حديث له مع وكالة بلومبرغ أنّ المرحلة الثانية من خط المساعدات المالية الإيرانية والتي تودع بشكل إيداعات مالية في المصارف السورية - بدأت قبل أكثر من ثلاثة أعوام و وصلت بالفعل الى المصرف المركزي السوري مليارات من الدولارات. ويضيف ميالة في حوار صحفي مع وكالة رويترز للأنباء بأنّ طهران قد أنهت مرحلتين إعتباريتين يصل كل مرحلة منهما الى أربع مليارات دولار و هي بصدد أن تبدأ المرحلة الثالثة من الإيداعات المصرفية الإعتبارية للمصرف المركزي السوري.
الدعم المالي واللوجستي الإيراني الى سوريا يتواصل تزامناً مع مواصلة الحوار النووي بين إيران والدول الست الكبرى أملاً في التوقيع على اتفاق نووي نهائي بين الجانبين خلال الأيام القادمة وذلك يعني؛ إما أن تنتصر إيران لبشار الأسد مالياً وبصورة أوسع في حال قد تمّ رفع العقوبات الإقتصادية عنها أو أن يتضمّن التوافق النووي توافقات إقليمية أخرى بين إيران والغرب وذلك يعني أن سوريا ستكون حتماً ضمن هذه التوافقات. من هذا المنطلق يعوّل نظام بشار الأسد على نظام طهران أكثر من تعويله على أي دولة إقليمية أو عربية أخرى وإيران تواصل سياسة عدم التخلي عن حلفاءها وذلك رغم أنّ سوريا قد تحوّلت بالفعل الى محرقة للميارات الإيرانية التي تحتاج الشعوب الإيرانية اليها أكثر من غيرهم.
التعليقات (0)