سوريا لا يسمعها أحد
سبعةُ أعوام والدم السوري مُستباح من قبل قوى منزوعة الرحمة ، لم يكن يتوقع الشعب السوري الثائر الجفاء من أشقائه العرب الذين تركوه فريسةِ لنظامِ أيديولوجي فضلاً على أنه لم يكن يتوقع قتله بدمِ بارد بيد نظامِ طالما تغنى بشعاراتِ قوميةِ منزوعة الدسم ،
الشعوب لا تخرج ترفاً بل تخرج تحقيقاً لمبادئ العدالة التي حفظتها السُنن الكونية التي لا تُحابي أحداً فسوريا المُستباحة تحاول الصمود بوجه مجاهدي الحور العين الذين مزقوا ثورتها وتحاول أن تضع حداً لصراع الدول الإقليمية على مستقبلها والذي سيحولها لممر تمرير مشاريع جيوسياسية بالغة التعقيد فالجيش التركي يعبث بالشمال السوري تحت بند مكافحة الإرهاب ورسالته المبطنة إعادة أحياء الخلافة العثمانية التوسعية القمعية ، براميل النظام وحلفاءه من الروس والإيرانيين والمليشيات الطائفية لا تُفرق بين ثائر خرج من أجل مستقبل مُشرق وبين مُرتزق وجد في الثورة فرصة لتمرير اجنداته الإيديولوجية ولا تُفرق بين طفلِ وامرأة وشيخُ كبير الجميع تحت رحمتها والنار لا ترحم أحداً ، من المُضحكات المُبكيات الحديث عن إنهاء الأزمة السورية بوجود ديكتاتور الشام بشار الأسد ، ذلك الحديث ينم عن شعور بالهزيمة واستسلام يحاول البعض تمريره بالداخل السوري وهو بمثابة إعلان تصفيه للثورة ولمن خرج من أجل حقوقه وكرامته المسلوبه ، العاقل المؤمن بالحقوق لا يقبل ذلك الطرح وإن غُلفَ بغلاف المرحلة الانتقالية ، نهاية الأزمة في سوريا تبدأ من الدقيقة الأولى لسقوط النظام وتفتيت مناصرية وداعيمة وانسحاب المرتزقة الذين جلبهم النظام لقتل الشعب السوري وتغيير طبيعته الديموغرافيه ، العالم يقف على استحياء بجانب النظام فهو وإن كان مع مقررات جنيف 1 إلا انه يُصدق رواية النظام بشأن مكافحة الإرهاب وقتل الإرهابيين ،لولا النظام ما تحولت سوريا لبؤرة تحتضن الإرهاب وتُصدره ولولاه لما أصبحت سوريا ملعباً لقوى إقليمية ودولية وساحة تصفية حساباتِ سياسية ذات أبعادِ إستراتيجية ، النظام السوري وظف كل شيء ليبقى في السُلطة واستخدم كل شيء لقمع الثورة وتفتيتها وارهاب من قد يُفكر في الخروج مرةُ أخرى ،كل ذلك لم يشفع له فالشعب خرج ولن يعود والغاية إسقاطه بأي ثمنِ كان .
جرائم النظام السوري لا يراها العالم المُتحضر وإن رأها فإنه يضعها بملف مكافحة الإرهاب وإلا كيف نُفسر استمرار النظام السوري في ممارساته الإجرامية على مدى سبع سنواتِ دون كللِ أو ملل ، الشعب السوري خرج ولن يعود وإن أحتشد من أجل ذلك من في الأرض فدماء شهداء الثورة لن يخونها إلا من استبدل مقاومة الخنادق بالفنادق وتصدر المشهد كمُناضل لا يشق له غُبار ..
التعليقات (0)