فشل الثوار في احداث التغيير المطلوب في سوريا وعلى الرغم من الدعم الخليجى والغربي لم تتمكن المعارضة من حسم المعركة لصالحها .وبقي النظام يترنح بين انهيار كان حتميا وبين مقاومة جعلت منه قادرا على الاستمرار على الاقل ولو لفترة وجيزة قبل اى تدخل عسكري ينهى المعركة لصالح المعارضة المسلحة .
المعارضة المسلحة تعانى الان من لحظات تشرذم واضحة فالاكيد انها خسرت رهان الخارج بعد ظهور كبير لتيارات اكثر عنفا وغير قادرة على تجاوز عقدة "الثقة في الغرب".
لقد استشعر النظام السوري بقيمة المناورة الروسية ،فإلى جانب الصواريخ المضادة للطائرات أرسل الروس رسائل اطمئنان عجلت بانهاء "الرغبة الجامحة للولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل ومهاجمة سوريا .ومع ذلك يصعب التكهن بطبيعة الدور الروسي فقد علمتنا التجربة العراقية كيف ان الروس على استعداد تام للتخلي عن أصدقائهم مقابل ترتيبات مالية واقتصادية وكذلك إستراتيجية "الصمت على جرائم الروس في الشيشان"على سبيل المثال لا الحصر .
نهاية الحرب السورية أصبحت حتمية ،فالبلد انتقل من مرحلة الثورة ضد النظام الى مرحلة حروب بالوكالة مع وجود قوات لن تسمح أبدا بقيام نظام موالى للغرب او نظام معتدل .ومعنى ذلك أن سوريا دخلت مرحلة "الأفغنة"فالمعارضة المسلحة الممثلة في الجيش السوري الحر لايملك اية قدرة عسكرية فاعلة مقابل جيش من الإسلاميين كجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وجيش "داعش"وحسب التقارير الغربية من عين المكان فان الجيوش "الإسلامية "أكثر عددا وتنظيما وحولت مناطق تحت سيطرتها الى ولايات مستقلة أمنة كما فعلت حركة "طالبان"في أفغانستان .
منطق الحركات المسلحة في سوريا قد تغير تماما ،فالمعارضة في الخارج بدأت تفكر في مابعد انهيار النظام معلنة امام الإعلام تخوفها من سيطرة مؤكدة للتنظيمات الإسلامية المسلحة على مسار الثورة بل وسرقتها .فالجيش الحر بدا وكأنه قد فقد مسار الثورة وأعداد من جنده التحقوا بتنظيمات إسلامية بسبب قوة تسلحها وكذلك القدرة القتالية لعناصرها والتى تفوق عناصر الجيش السوري الحر .
الحالة السورية بدأت تستعصى على الفهم ،معارضة في الخارج تشتكى من تراجع التأييد الغربي لضربة عسكرية حاسمة ومعارضة مسلحة داخلية لا تثق في القيادات الخارجية وتصفها بمعارضة "الصالونات " وتجاذبات دولية تعكس حقيقة الصراع الدولى وكذلك الخلافات العربية ـ العربية .
اما في مصر فان القيادة العسكرية ومن وراءها طوابير من القوى "الحية" تصفق لديمقراطية مابعد ثورة25 يناير .اذ انها ديمقراطية كشفت حقيقة وقوة جماعة الاخوان المسلمين .فاختار العسكر لغة مستوحاة من التجربة الجزائرية .ليس فقط الانقلاب على التجربة الديمقراطية وانما محو كل ما يرتبط بالشرعية.ليأتى الدور على كل القوى المناضلة التي تحن لثورة 25 يناير.
المعركة في مصر لم تنتهي بعد، فالشوارع تعج بالتظاهرات الليلية ويظهر مؤيدي الشرعية حماسة كبرى وهدفهم واحد إعادة الأمور إلى نصابها.ما يحدث اذن لم يكن في حسبان احد، لكن المتوقع سيكون اكبر من توقعات العسكر .
العسكر فقد احترام الشعب وانجراره وراء طوابير القوى"الحية"لن يجلب لمصر الا الدمار .ولاسيما ان المصريين مازالوا يحملون في ذاكرتهم تفجيرات وعنف الثمانينات ،واليش بعمله وفعله الانقلابي فتح مصر على سيناريو تجدد العنف .
محمد الاغظف بوية ...كاتب من المغرب
التعليقات (2)
1 - فشل الثورات الدينية
سمر حمدي - 2013-10-03 16:34:15
لقد فشلت الثورة في سوريا، بخلاف بعض الثورات العربية والغربية السابقة، لأنها قامت على التحيز الديني والتعصب المذهبي والتكفير بدلاً من التركيز على أهداف محددة ووضع خطة استراتيجية واضحة تمهد لإزالة النظام السوري الحالي والإعداد لمرحلة ما بعد نظام الأسد وحزب البعث المجرمين. لا يمكن أن تنجح أي ثورة تقوم على التعصب الديني والفكري وإقصاء الآخر، حيث سيكون مصيرها الفشل والتراجع أمام الذين يبحثون عن ثورة حقيقية تركز على العدل والتنمية والتطوير وليس على الدمار والتكفير والتهجير وقتل الأبرياء والتمثيل بجثثهم وتشويه أعضاءهم وأجسداهم. ومن المرجح أن يكون مصير سوريا شبيهاً بالحالة الليبية لتنتهي بتقسيم سوريا إلى دويلات ومقاطعات، وانتشار الجريمة والعنف والقتل العشوائي للمواطنين العزل والأبرياء، وتدمير ما تبقى من موارد وبنية تحتية في البلد، وسرقة خيرات البلاد والعباد لسنوات عديدة قادمة
2 - ” أخوان” شادر السمك
أحمد حمروش - 2013-10-03 18:51:13
لم تترك الجماعة لنفسها حليفا إلا غدرت به بنزعتها الاحتكارية الإقصائية، وتركيزها فى مشروعها الخاص وأجندتها الذاتية بعيدا عن أجندة الوطن، ولم تترك داعما حقيقيا لها إلا خذلته بأدائها، وأحرجته برعونتها، وحاصرته بمواقفها السلبية. خاصمت الجماعة المجتمع بكل أطرافه وقواه الفاعلة، وخاصمت الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها، ظنا منها أنها قادرة وحدها على مواجهة الجميع متسلحة بجهودها الذاتية وتحالفاتها التنظيمية مع ذراعها الفلسطينية فى قطاع غزة والتفاهمات الدولية مع واشنطن وتل أبيب. حذرت وحذر غيرى الجماعة من هذه النزعة، ذكرتهم فى هذه المساحة بفيلم “شادر السمك” فى أبريل 2012، وقبل أن يصل محمد مرسى للرئاسة،…بــــاقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us و لا يفوتك مشاهدة فيديو مدته 3 دقائق بنهاية المقال تحت عنوان ” عصام العريان يدعو اليهود المصريين للعودة إلى مصر “ محمد بديع (المرشد الذى قاد جماعة الأخوان للهاوية) قــال : و لماذا لا نسمح للفلسطينين من غزة فى أقامة مخيمات للاجئين فى سيناء و هذا ما فعلته دول مثل سوريا و الأردن و لبنان؟ - و ده بالضبط هو مخطط التوطين الذى تريــــده إسرائيل للحل النهائى للقضية الفلسطينية على حساب مصر. .....و أهل مصر أدرى بشعابها ـ