سوريا رمضان يتجدد
يعود رمضان من جديد , بحلة جديدة على الاكثرية المتعطشة لشهر الخير والبركات , ضحكات وتهاني وآمال وذكريات , الجميع يستقبله بالأفراح ضيف يعود من جديد إلى الديار يعيد للمجتمعات الآمل ويزرع الإبتسامة على شفاة الصغير والكبير . سوريا على موعد مع رمضان عشرة ملايين وثمان مئة الف لاجيء بالداخل السوري وبدول الجوار , أزمة تتفاقم إنسانياً وشعبياً , وباتت خارج نطاق سيطرة الإئتلاف الوطني وقوى الثورة , فقد أختطفها وأختطف أحلام الشعب السوري المليشيات المتاجرة بالدم السوري والتي باتت تقترب من خطوط البشاعة والإجرام التي يرتكبها النظام الدموي بحق الشعب السوري الثائر للكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية والتعددية والتعايش , رمضان هذا العام لا يختلف عن الأشهر الرمضانية الثلاث السابقة فجميعها غشتها الدموية الإجرامية وجميعها أرتوت من الدم السوري حتى الثمالة , وجميعها دخلت على السوريين بالحزن والكأبة فالأسر باتت مهجرة والجثث تملأ الأزقة والبراميل المتفجرة تدك البلدات والمدن , والصراعات المسلحة بين المليشيات المتسترة بستار الإسلام والثورة والنفرة تزداد حدة وبات الشعب السوري إما مهجر أو واقع بين مطرقة النظام وداعمية وسندان المليشيات المسلحة التي لا تقل همجية ودموية عن النظام السوري المستبد ! الداخل السوري بعد أن فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار ومبادرات فتح المدن وفك الحصار بحاجة لإنقاذ وتدخل عاجل , فالمدن المحاصرة يتضور أهلها جوعاً ,والبراميل المتفجرة تختطف الأرواح وتدك المباني ,والتهجير قائم بقوة الرصاص فالملايين تعيش على خط الموت لا منقذ ولا منفذ فالحصار ضارب أطنابه من جميع الجهات , ملايين بينهم أطفال ونساء وشيوخ يعيشون على الأمل فالساعات أيام والأيام أسابيع والأسابيع شهور والشهور سنين , لاجيئو الخارج يلقون الدعم الذي يسد الحاجة رغم ضعف الإمكانات , أما منهم في الداخل فلا يلاقون شيء سوى الموت برصاص النظام أو برصاص المليشيات المتخبطة المتطرفة أو الموت جوعاً ومرضاً , لاجيئو الداخل بحاجة ماسة للمساعدة والدعم وفتح مجال التبرعات فالناس ترى مناظر تدمي القلب على الشاشات وكل التبرعات تصل لمن هو بالمخيمات المنصوبة بدول الجوار أما منهم بالداخل فلا يصلهم أي شيء وهم الأحق بالمساعدة والدعم أولاً .. على المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي و لجان التبرعات الرسمية بالدول العربية البحث عن طرق تستطيع من خلالها إيصال التبرعات وتقديم الدعم لمن هم بالداخل السوري المحترق , فالمدن المحاصرة تحتضن نساء وأطفال وشيوخ يعيشون على الآمل ويتجرعون الموت يوماً بعد يوم , وتركهم بلا مساعدة وبلا تسليط ضوء عليهم يعد محاصرة من نوع أخر فالأزمة السورية التي تفاقمت جراء عوامل سياسية وإستراتيجية خرجت عن نطاق الإنسانية فكل شيء بات قاتماً وضبابياً فالجميع يطلقون النار في كل إتجاه والضحايا لا عزاء ولا منقذ لهم ورمضان هذا العام ليست بمختلف عن سابقة فالسوريون يستقبلونه بالدم والموت والرصاص والحصار والتخويف والإستبداد منتظرين بفارغ الصبر وحدة ثورية بين القوى الثورية السياسية والمسلحة الغير متطرفة والغير مؤدلجة وحدة تقلب الطاولة وتعيد الثورة لمسارها الصحيح الذي إن تحقق "المسار الصحيح" فإن سوريا ستتنفس الحرية وتستنشق هواء الكرامة والحياة من جديد , وحتى تحقق تلك الأمنية فلاجئو الداخل ينتظرون العون بصبر بداء ينفذ ! ..سوريا صبر جميل ونصر وفوز قريب ...
التعليقات (0)