مواضيع اليوم

سوريا دماء تجري

Riyad .

2014-11-07 02:24:57

0

سوريا دماء تجري

  للعام الرابع على التوالي ومسلسل التهجير والقصف والدماء مستمراً بأرض سوريا منارة الشرق وأرض الحضارات وموطن التعددية والتعايش , بدايات ذلك المسلسل كانت بخروج فئة من المجتمع إلى الشارع بمظاهرات إصلاحية ما لبث حتى تحولت إلى دموية بشعة أفجعت العالم فالنظام حاول إحتواء الموقف ووأد الحراك بشتى الطرق الأمنية والسياسية وبعد أستفحال الأمر أتجهت بوصلة الثوار وتحديداً من أنشق عن الجيش نحو عسكرة الثورة لمواجهة الأساليب الأمنية التي أنتهجها النظام السوري لقمع إحتجاجات الشعب بعد أن رفع شعار إسقاط النظام بدلاً من إصلاحه , أساليب أمنية أنخرط فيها الجيش بالتزامن مع حوارات شكلية مع أحزاب المعارضة الموالية والشبه موالية للنظام بالداخل السوري متجاهلةً تلك الحوارات معارضة الخارج وأقطاب إعلان دمشق " 2005م " ومتجاهلة الحراك الثوري فكانت النتائج خروج مناطق عن سيطرة النظام وتزايد حدة المظاهرات وحدة القمع الدموية البشعة من قبل النظام , على خط الأزمة دخلت أطراف عدة بعضها مؤمن بمشروعة القضية وبعضها بحثاً عن مصالح ومؤطأ قدم له بأرض سوريا التي كانت عصية عن وطأة الأقدام فيما مضى فبدأت كل الأطراف تعمل على إستقطاب الحراك الثوري وجره لنقاط معينة فكانت نقطة المصالح هي الأكثر نجاحاً وحضوراً وطغياناً على الساحة , فأنتشرت دعوات تحريض ونفرة ونفير ودعوات تمهد للصراع الطائفي والإقتتال المذهبي بعد أن تم تصوير الأمر على أنه صراع ديني قائم على أساس الوجود تصوير أضر بالقضية وحولها من صراع سياسي بين الشعب من جهة والنظام وداعمية ومناصرية من جهة أخرى إلى صراع بين طوائف ومكونات الشعب السوري فكانت النتيجة دخول مجاميع مسلحة لأرض سوريا تقاتل من أجل أدلوجيا معينة شعارها الوحيد ودافعها الوحيد إنهاء ذلك الصراع الأدلوجي بين الطوائف في عملية مضحكة مبكية وكأن كل طرف يظن أنه سينتصر ويسيطر على البلاد والعباد ؟ أصل الصراع بسوريا سياسي بحت حوله البعض بعد إستفحالة إلى صراعات طائفية ومذهبية بين أفراد المجتمع السوري فأنتشرت حدة تلك الصراعات ووصلت لمرحلة خطيرة ضربت كل البلدان الإقليمية فالإحتقان أرتفعت حدته ووصلت لنقطة الأعودة على المدى القريب والبعيد أيضاً , الهدف من تحويل الصراعات السياسية إلى صراعات طائفية ومذهبية هو وأد حراك الشعوب وتدمير الأوطان وضرب وحدة المجتمعات وقتل التعددية والتعايش ؟ في الحالة السورية المعقدة وشبيهاتها من الحالات بالوطن العربي الذي لم تتفتح زهور ربيعه يظهر تورط النظام السياسي من جهة والممتطون حراك الشعوب من جهة أخرى فلكل طرف غايته ومبرراته والضحية في النهاية السلم الإجتماعي والقضية الشعبية الثورية التي تلفظ أنفاسها جراء تلك الصراعات الطائفية والمذهبية التي لا تستثني أي مكون إجتماعي أو سياسي أو فكري فإستمرار الصراع الطائفي والمذهبي يعني إستمرار القتل على الهوية ونسيان القضية الأساسية التي خرجت من أجلها الجماهير ويعني عدم التخلص من أثار تلك الصراعات على المدى الطويل ؟؟ دول كثيرة أستفادت من إستفحال الصراع بسوريا فبدأت تسارع الخٌطأ لتسخير الصراع لمصالحها الضيقة على حساب الشعب السوري وأرضه وتاريخية وقضيته الإنسانية المشروعة فأنخرطت دول وتنظيمات وجماعات وشخصيات بصف النظام يقابلها شخصيات وتنظيمات بصف الثورة ولكل طرف مبرراته الغير مقنعة في كثير من الأحيان, فالجميع يعلم أن الدول لا تدعم ثورة أو نظام متهالك وأيل للسقوط الإ إذا كانت هناك مصلحة ستتحقق جراء ذلك الدعم والمصلحة هنا إما سياسية أو إستراتيجية أو مالية أو جماهيرية أو إدلوجية الخ ! الثورة السورية تعيش هذه الأيام بين فكي الجماعات والمليشيات المتطرفة التي تتغذى على الصراع المذهبي والطائفي وبين النظام السوري بألته العسكرية والإعلامية وعلاقاته الدولية والإقليمية , فالجماعات والمليشيات المسلحة المتطرفة ناتج النفرة والنفير قفزت على الحراك الشعبي وحولته لصراع بين طوائف في عملية همجية معقدة أشبه ماتكون بالحروب الدينية في عصور الظلام الأوروبية تلك الجماعات والمليشيات تعيش خارج النسق الإجتماعي وخارج النسق الثقافي والفكري مصابة بأزمة في الفكر والأخلاق والإ كيف نفسر جرائم تلك العصابات ضد الشعب السوري الثائر ففوهة البندقية موجهة نحو الشعب السوري بكل فئاته مقدمة للنظام خدمة القتال بالإنابة , تلك الجماعات والمليشيات لا تقل دموية عن النظام والمليشيات المؤدلجة الداعمة له فهي تقتل السوريين نهاراً تحت بند الجهاد وتطبيق الشريعة وحماية مكتسبات الأمة والثورة وتتقاتل فيما بينها ليلاً على مناطق النفوذ والأحياء المحررة وتلك الجرائم تذكرنا بالحقبة الأفغانية المريرة التي لم يحاول إستذكارها كل من رفع شعار النصرة والنفرة والنفير وتذكرنا بجرائم العصور الماضية ؟ كل مكونات الشعب السوري باتت خارج سياق السلم الإجتماعي إما بسبب تأييدة الثورة أو تأييدة للنظام أو خروجة عن بيعة تلك الجماعات والمليشيات الممسوخة فكراً ومنهجاً . الثورة السورية بجماهيرها وإئتلافها السياسي وجيشها الحٌر وقعت ضحية للأدلجة والتزوير بعد إختطافها فأصبحت سوريا مرتعاً للمرتزقة والشواذ فكراً وسلوكاً . أصبحت سوريا بلد مشتت الأوصال مدمر يئن تحت وطأة العذاب , تنظيمات متعددة وأسلحة متنوعة وجماعات متطرفة ونظام فاشي دموي , فمقررات جنيف 1 و2 لم تسفر عن أي حل سياسي ولم تفلح وساطة جامعة الدول العربية في إيقاف مسلسل الدماء ؟ الأزمات السياسية حلولها سياسية بإمتياز لكن ذلك لا يعني إستئصال كل تنظيم وقوة مسلحة تعرقل الإنتقال السلمي والحل السياسي والتنظيمات المسلحة بسوريا متعددة الطوائف والأعراق والمصالح وإستئصالها مع إستئصال النظام الدموي خطوة في طريق الحل السياسي للأزمة , الثورة السورية تلفظ أنفاسها مع جماهيرها التي خرجت طلباً للحرية والعدالة والحقوق فمن سيوقف ذلك المسلسل الدموي الهمجي ويجنب العالم العربي تداعيات الأزمة المستفحلة ويعيد للسوريين شيئاً من آملهم بسوريا المشرقة ويبث روح الطمأنينة بالجسد السوري من جديد ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات