مواضيع اليوم

سوريات يتسوّلن في شوارع تيارت ......

ليلى عامر

2012-07-28 23:53:58

0

 

 

خرجت أنا و بلقيس / ابنتي/  للتّسوّق في يوم شديد الحرارة

تقارب 42 اشترينا بعض الحاجيات ثم دخلنا سوق الملابس

وقفنا عند محلّ كبير لبيع ملابس الأطفال ....

و فجأة دخلت المحلّ نساء سوريا ت

يحملن أطفالا و أمتعة و تظهر عليهنّ آثار السّفر ...

 

 

سوريات في تيارت 

 

 إذن كما قال هرقل أمبراطور الرّوم لدى هزيمته أمام المسلمين الفاتحين

 

(سلام عليك يا سورية، سلام موَدّع لا يرجو أن يرجع إليك أبدا)

هكذا ظهرت عليهنّ علامات الرّضى بم وصلت إليه حالهنّ

الهروب من حرب أهليّة ...

الهروب من رحى الموت الّتي لا ترحم

 

كانت إحداهنّ تبكي بمرارة و هي تقصّ على الجميع حكايتها ...

 

و الأخرى تحمل رضيعا يحتاج كغيره من الأطفال إلى حليب و دواء و ملابس ...

 

و أطفال صغار يسرعون لجذب بعض الأموال من أجل أجرة الفندق

هذا ما سمعناه منهم

 

لم أتمالك نفسي قلت لبلقيس هل تعرفين من هنّ ؟

قالت / ماما مثل بطلات مسلسل باب الحارة

أجبتها نعم يا حبيبتي /

هنّ الآن بطلات مسلسل التّسوّل و التّشرّد و ذلّ السّؤال ...

اقتربت منّي طفلة في العاشرة من العمرتقريبا  لم أتردّد في أسئلتي لها/

                                                من أين أتيتم ؟

/ أردت التّأكّد لأنّ البعض قالوا أنّهنّ جزائريات يقلّدن السّوريات/

 

من سورية / ماعندنا مصاري  ساعدينا من فضلك ...

 أخبرتني أنّها تريد بعض الألبسة و بعض الأموال.

 

و أنا لم أصدّق أنّ السّوريين وصلوا هنا

وصلوا مدينة داخلية في الجزائر و تشرّدوا في شوارعها

لم أصدّق و كلّ ما كنّا نلبسه من تجهيزات العرائس و ملابس نسائية و رجالية و أغطية.

كلّ ما كنّا نفضّله من لوز و فستق حلبي و زيت زيتون

وحلويات شامية و نحن نفضّل هذه السّلع لجودتها و إتقانها...

 

 

سوريات في تيارت 

 

هل من المعقول صاحب المصنع  الّذي ينتج  يأتينا اليوم ليطلب صدقة ؟؟

و هل سيعطيها صاحب المحلّ ملابس سوريّة أم ملابس صينية رديئة ؟؟

سوريا الثّانية عالميا في صناعة ملابس الأطفال يتعرّى أطفالها ؟

سوريا موطن الحضارة كما قيل:

"لكلّ ّإنسان موطنان موطنه الّذي يعيش فيه وسوريّة".

وقال عنها أيضا رئيس البعثة الأثريّة الأمريكية الّتي

عملت في الكشف عن مملكة كانا في منطقة قرب التقاء نهر الفرات و نهر الخابور في منطقة الجزيرة الفراتية

 

"((عندما نكون في سورية نجد أنفسنا نمتزج مع التّاريخ ذاته

فهي بوابة التّاريخ كما يطلق عليها بعض المؤرّخين والباحثين، فكلّ ذرّة من ترابها هي حرف مضيء في سفر الإنسانيّة الخالد))

 

 

 

 

فكيف يفكّر هؤلاء ؟

يتركون بوابة التّاريخ إلى شمال إفريقيا و بالتّحديد

إلى الجزائر لاعتبار أنّ الحدود بين البلدين مفتوحة

و هم الآن في بلدهم الثّاني و لكن

حالتهم صعبة و ما ينقص هو تدخّل جهات رسمية

خاصّة و أنّ عددهم كثير جدّا / بالآلاف في كلّ شمال الجزائر / و جلّهم نساء و أطفال ...

لم يتقبّل عقلي ما رأيت و إن قدّمت بعض المساعدات كغيري من النّاس

تساؤلات كبيرة تطرح نفسها

- أين سيعيش هؤلاء النّسوة ؟

- و هل في الجزائر جمعيات للمساعدة ؟

- هل ستتحرّك الدّولة الجزائرية لمساعدتهم و الأخذ بأيديهم

من أجل تخطّي هذه المرحلة ؟

هل التّسوّل يليق بمن آزرونا و ساعدونا و وقفوا معنا وقت

الشّدّة ؟

 صدّقوني كلّما رأيتهنّ في الشّارع  تمزّق قلبي و شعرت بالخجل

فأعتذر إليكم أحبّتنا

لم أجد طريقة للمساعدة

غير أسفي و ألمي  و حزني  إلى أن تتحرّك الجهات الرّسميّة

أقول لكم جميعا أهلا و سهلا بكم في الجزائر و بالتّحديد في تيارت مدينتي ..

 

 ليلى عامر / 28/07/2012

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات