في الاجتماع الأول لجامعة الدول العربية لمناقشة القضية السورية، أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بعد إعطاء مهلة خمسة عشرة يوماً للنظام الأسدي لكي يقوم بإيقاف القتل ويسحب الجيش من المدن، بأن هناك غرفة عمليات على مدار الساعة لمتابعة الأوضاع داخل سوريا، قد تنعقد في أية لحظة إذا لم يحدث أي تجاوب من النظام الأسدي، وحتى إن كان هذا الاجتماع قبل الخمسة عشرة يوماً المهلة المعطاة، وانتهت المهلة الأولى بزيارة وفد وزاري عربي لدمشق أعلن الأمير حمد بعد اجتماعهم بالأسد بأنه كان حواراً صريحاً وودياً، ثم مددت المهلة يومين آخرين بين شذ وجذب وتصريحات ونقيضها، إلى أن اجتمع المجلس من جديد يوم الأربعاء الماضي ليعلن فيه عن موافقة الممثل الأسدي على المبادرة العربية وبدون تحفظ، وكانت هذه الشروط والتي أعلنها الأمير حمد إيقاف العنف فوراً، وانسحاب الجيش من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين، وإدخال الإعلام العربي والعالمي لتقصي ما يحدث داخل سوريا، وختم الأمير حمد بيانه بمطالبة الأسد تنفيذ هذه الشروط فورا، وأعاد الإعلان على أن المجلس في حالة انعقاد دائم، وقد يجتمع من جديد – كما خدر به في الاجتماع الأول– ولكنه زاد هذه المرة بأن هذا ليس تهديداً وإنما هذا ما سيحدث إذا لم يلتزم النظام الأسدي بتنفيذ هذه الشروط وبشكل فوري.
وعشية هذه الاتفاق الأخير قتل النظام الأسدي أربع وثلاثون شهيداً، وزاد حشد قواته المحاصرة لمدينة حمص وجبل الزاوية، ليقتل يوم الخميس الماضي خمساً وعشرون شهيداً، وأما الشعب السوري فقد أعلن أنه لن يتراجع حتى يسقط هذا النظام، ليسقط من جديد عشرات القتلى في جمعة سموها باسم " الله اكبر على كل من طغى وتجبر" مؤكدين أنهم قد اخذوا بكل الأسباب بعد اعتمادهم على الله عز وجل، فلم يجدوا نخوة أو مروءة من أحد، فشكوا أمرهم إلى الله وأنه اكبر من كل طاغية ومتجبر ومشارك ومخذل ومتخاذل.
بينما جامعة التفاهة العربية ما زالت متقاعسة ورافضة أن تعيد اجتماعها من جديد وعقد غرفة عملياتها، بعد أن لم تر أي تطبيق عملي أو أية بادرة نحو وقف القتل من قبل النظام الأسدي، أو حتى إطلاق أي معتقل، وكأنها تريد أن تعطي هذا النظام القاتل أيام عيد الأضحى المبارك ليسيل مزيداً من الدماء ويحصد مزيداً من الأرواح، دون أن تكلف نفسها عقد اجتماع جديد معلنة أن الأسد مراوغ وكاذب، ولم يلتزم بأي بند من البنود التي اتفق على تنفيذها، وتسقط شرعية الأسد وتعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، وتدعم الجيش الحر بكل أنواع الأسلحة، الأمر الذي من شانه أن يوقف هذه الدماء النازفة، ويوفر غطاء للمدنيين السوريين الذي تقتلهم نيران المجرم الأسد، لتكون هذه الخطوة عيد لكل السوريين يفرحون به، لا أن يكون عيدهم هم وتسهيد.
فهل ستعقدون هذه الغرفة الدائمة الانعقاد من جديد وفي يوم غد – يوم وقفة عرفة– يا وزراء العرب، أم أنكم ستواصلون التغطية على جرائم هذا النظام، ومشاركته جرائمه!! ومن ثم تنعمون بالعيد والأمن، ومداعبة الأولاد ومعافسة النساء، والشعب السوري لا يذوق سوى الألم وطعم الدماء!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
التعليقات (0)