مواضيع اليوم

سوريا: الاعتقالات لمصلحة من؟!

احمد النعيمي

2010-06-16 13:34:53

0

منذ أن بدأت الخليقة على الأرض والصراع بين الحق والباطل قائم على قدم وساق، بدءاً من قتل قابيل لأخيه هابيل، ومروراً بقصة أصحاب الأخدود، ومحاربة المشركين لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وال بيته وصحابته – رضي الله عنهم جميعاً– وتضيق الخناق عليهم، وقتلهم وتعذيبهم، وطردهم وتشريدهم، إلى أن من الله عليهم بالتمكين وتمكنوا من إنشاء دولة راسخة الجذور، أوصلت العدل والأخلاق إلى العالم اجمع، وكان أهل السيادة على الأرض ما داموا مطبقين لشرع الله بينهم. فإن هم ابتعدوا عن هذا سلط الله عليهم ذلا وسلط عليهم أعدائهم يتكالبون عليهم من كل فج عميق، ولا يرفع عنهم حتى يعودوا.
ولا زالت هذه القصة مستمرة، وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا زالت محاولات أعداء الله التنكيل بالمستضعفين والبطش بهم ماضية، ولا يكون هذا إلا بحق عباد الله المؤمنين، المحاربين من قبل أهل الباطل في كل مكان، وإلصاق التهم الباطلة بهم جزافاً، ونعتهم بالتطرف والإرهاب،بالرغم من كل هذا العدوان والاعتداء عليهم!! في الوقت الذي يسمح فيه لكل ملة أن تقيم لها دولة، ولو كان الشيطان نفسه، فالهندوس لهم دولتهم، وعبده الشمس لهم دولتهم، والنصارى لهم دولهم، واليهود لهم دولتهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بمسلم أو جماعة مسلمة تسعى إلى إقامة دولة تحكم بشرع الله، تقوم الدنيا ولا تقعد، كما حدث مع دولة طالبان، والمحاكم الإسلامية في الصومال، والمجازر التي ارتكبت بحق الجماعات الإسلامية في نيجيريا.
كل هذه التصرفات ليست بغريبة على أعداء الإسلام، في محاربة كل من ينادي لتطبيق شرع الله في نفسه، أو في دولة مسلمة، وملاحقتهم ومحاربتهم وتضيق الخناق عليهم وزجهم بالسجون، ولكن الغريب أن دولة مثل سوريا، والتي تدعي المقاومة والممانعة، أن تقوم بملاحقة الناس لأنهم أطالوا لحاهم، أو قصروا ثيابهم، أو اقتنوا كتاباً ما!! والتضييق عليهم، وتسجيل حركاتهم وسكناتهم خطوة خطوة، والقيام باعتقال العشرات منهم والذين لا زالوا يقبعون في أعماق السجون، بدون أن يقدموا لأية محكمة، كما حصل في اعتقالات صيف 2007م!! ولا زالت الاعتقالات تتوالى ، وكل ما تنتهي من وجبة تبدأ بأخرى، حتى وصل إلى الأمر إلى النساء، فما زالت الطالبة الجامعية "" تعاني الاعتقال منذ عدة أشهر، والسبب أنها معجبة بالفكر السفلي، وانتهاء بالاعتقالات التي طالت العشرات بالأمس في مدينة حمص السورية، والأغرب من كل هذا أن تقوم دولة المقاومة باعتقال الكاتب السوري "فراس سعد" لأنه كتب مقالاً يسأل فيه حكومته لماذا لم تتدخل في حرب لبنان، ليحكم عليه بعدها بالسجن أربع سنوات، كل هذا في الوقت الذي تسعى به الحكومة السورية جاهدة لإغراق المجتمع السوري بالمسلسلات المحلية والتركية المدبلجة والتي تمثل قمة الانحطاط والتدني الأخلاقي، وتستعد لاستقبال فرقة "البلاي بوي" والتي أنهت عرضاً ساخناً لمجموعة من الملابس الداخلية في لبنان يحمل توقيع "بلاي مايتس"، وذلك في خطوة عدها ممثل وكالة "نتالي فضل الله" لعرض الأزياء بلبنان، بأنها: تهدف إلى تحريك عجلة السياحة. وأضاف ممثل الوكالة في برنامج للنشر والذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة على تلفزيون الجديد من أيام: " إن العرض أثار الكثير من الجدل لجرأته في لبنان، وسننتقل إلى دمشق قريباً" مؤكدا أن العرض القادم في سوريا سيكون مفاجأة، وذلك كما نقل موقع الوطن من أيام.
انه لشيء محير فعلاً أن تعمل دولة الممانعة والمقاومة على نشر كل شاذ في الدولة، وتساعد على انتشار الدعارة والمراقص في كل ناحية منها، وتستدعي عارضات الأزياء الداخلية، لتمتع شعبها، وتتسامح مع شذاذ الأفاق جميعاً وتسهل لهم ممارسة طقوسهم بكل سهولة، بينما تطبق بيد من حديد على عباد الله المخلصين وتشدد عليهم الخناق، وتزج بهم في غياهب السجون، فأي فرق بين ما تفعله الدول الغربية بحق أهل الحق؟! وبين ما تفعله دولة المقاومة والممانعة بحق أبنائها؟!

 

احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/

 

 






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !