مواضيع اليوم

سورة -و العصر 5

المعنى الرابع
العصر :صلاة العصر
فى الحديث الصحيح من رواية الزهرى عن سالم
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله".
من المعلوم بالضرورة مكانة الصلاة فى الإسلام
وأنها عمود الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم
وبانهيار هذا العمود تنهارخيمة الإسلام .
وذلك لأن الصلاة رباط مباشر بين العبد وربه وهو عندما يقوم إلى الصلاة ينصب وجهه تلقاء
وجه الله "فأينما تولوا فثَم وجه الله"البقرة 115
وهذا اللقاء المباشر بين العبد وربه لقاء مفتوح
يقول العبد فيه ما شاء ويطلب ما شاءوهويعلم أن
ربه قريب مجيب .
وهذا يقال فى الصلاة كلها فلماذا صلاة العصر؟
لأنها الصلاة الوسطى على قول جمهور العلماء
وقد خص الله تعالى هذه الصلاة بمزيد من الحفاوة "حافظواعلى الصلوات والصلاة الوسطى
البقرة238
فقد ذكرها مرة ضمن الصلوات ثم ذكرهاصراحة
ولأنها تأتى فى فترة تشتهى النفس فيها المتعة
والبحث عن اللذة فقد انكسرت حرارة الهاجرة
وبدأت الظلال تحبو والأنسام تهفو وهذا جو يدعو
إلى شىء من الرفاه ,فأين يكون الرفاه ؟وأين تجد النفس المؤمنة راحتها ؟
إنها الصلاة .فى هذا الوقت ,وفى كل وقت غير معتاد ,سواء أكان وقت شدة أو رخاء .
ولكن وقت الأزمات قد تكون المعانات من الأزمة
دافعا إضافيا للقيام إلى الصلاة أما فى الأوقات
الرخية فالدافع إيمانى محض مع عدم التقليل من
دعاء الله تعالى "رغبا ورهبا ".
إذن .هى رسالة إلى الناس تقول :
تعرفوا إلى الله فى الرخاء يعرفكم فى الشدائد .
إن ربكم رب الظروف كلها حلوها ومرها فكونوا
معه دوما يكن معكم دوما .
إن صلاة العصر عمل قليل الحجم ولكن ميزة هذا الدين أنه دين الكيف لادين الكم فقط :أخلص النية
وأتقن العمل تكن عبدا تقيا نقيا .
وإذا كانت صلاة العصر صلاة آخر النهارفتنبه إلى أنها أروع ختام ليومك وأنك توشك على بدء
الليل فهل ستحسن ختام ليلك كما أحسنت ختام نهارك ؟
إن صلاة العصر وسط بين صلاتين بالنهار وصلاتين بالليل وكأنها ترمز لخاصية الإسلام التى لاتوجد فى سواه (الوسطية) وهى -أى صلاة
العصر-تدريب عملى ونفسى على الوسطية يتم كل يوم لتعود المسلم على منهج الاعتدال فى كل شىء فلا إفراط ولاتفريط .
إن كلمة (العصر)قرينة كلمة (الهصر)وهى تعنى
الضغط المتوالى لاستخراج شىء فعلام تضغط ؟
وماذا تريد أن تستخرج ؟
إنك تضغط على نفسك مرة بعد مرة تريد أن تنشطها تثيرها لتخرج أجمل ما فيها ,انت تحاول
أن تفسح الطريق بهذا العصر وهذا الهصر أمام
قطرات الضوء فى نفسك كى تظهر وتشع وتصبح
شلالا من الضياء الغامر الباهر يحيل ظلامات الدنيا إلى أنوار من الطهارة وبذل الخير .
إنها صلاة العصر ..ميدان رحيب ومعراج حبيب
فهل نرتقى ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !