"أرءيت الذى يكذب بالدين/فذلك الذى يدع اليتيم /ولا يحض على طعام المسكين/فويل للمصلين/الذين هم عن صلاتهم ساهون
الذين هم يراءون /ويمنعون الماعون "
هذه السورة المكية تقول للرسول صلى الله عليه وسلم :اعلم يا رسول الله أن الذى يكذب بالآخرة والحساب هو قاسى القلب الذى
أغلق نوافذ قلبه تجاه الله والناس .ومن نماذج هؤلاء القساة الذى يقهر اليتيم ولم يرق أمام صغره ويتمه ومن النماذج من لا يؤثر فيه
جوع الجائعين مع أن الجائع إذا أعياه نباح الجوع وثب عليه وأكله فهو عندما يطعم الجائع إنما ينقذ نفسه من سطوته فهو يشترى
بهذه اللقيمات حياته وأمنه وماله أما إذا قسا قلبه فلا يلومن إلا نفسه ومن هذه النماذج البائسة المصلى المرائى الذى يصلى للناس
لا لله ومثل هذا لايمكن أن يشعر قلبه بالرحمة لأنه إذا لم يرحم نفسه من جحيم الرياء فلا يتصور منه أن يرحم غيره .
ومن هؤلاء القساة الذين يبخلون بمساعدة الآخرين بما فى إمكانهم لأنهم أشد حرصا وجشعا على ما فى أيديهم ولا يرغبون أن
يصل الخير عن طريقهم .
هذه النماذج ضحية لقسوة القلب التى تعمى وتصم وتحيل صاحبها إلى وحش كاسر بل إلى جماد صلد بل قد يكون الجماد أكثر
لينا من قلوبهم "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما
يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله "البقرة 74
ولكن كيف يمكن للإنسان أن يخرج من جحيم قسوة القلب ؟سورة الماعون تقدم طوق النجاة وهو فى تذكر يوم الدين دوما وما
فيه من قضاء عادل عاجل لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .وتذكر يوم الدين يردع قاسى القلب الذى يتضح له أن الدنيا
التى يريدها سريعة الزوال وأنه سيتركها حتما ولن يصحب إلا ما قدمه من بر وأنه خير له أن يصحو من غفوته قبل فوات الأوان
"ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون"الحديد 16
التعليقات (0)