سودان الشهداء .. ما بعد الانفصال !! ذكرى صديقي الشهيد سليمان (ود الشيخ)

2012-02-27 06:10:26

تزرف عيناي دمعاً ساخناً وحارقاً ليته يفيد !!!

يكاد القلب ينفطر والخاطر يموجُ وينكسر حينما تمر ذكرى إخوة لي كنت أتقاسم معهم القفشات والابتسامات على أريكة الحياة في لحظة من لحيظات الزمن العجيب .. الذي مر دونما نحسه ..

إني أبكيكم اخوتي ورفقاء دربي .. ليت البكاء ينفع !!

لك الرحمة يا صديقي العزيز الشهيد (سليمان الشيخ دفع الله) سليل الشيخ سعيد بن الشيخ جودات سليل الدوحة النبوية الشريفة .. وظني أنك في معية النبي صلى الله عليه وسلم تقاسمه تلك الابتسامة التي لم ارها الا على محياك !!

فوالله أبكيك وأبكيك وسأظل أبكيك إلى أن ألاقي الله ميتاً مسلما .

- صديقي الشهيد : سليمان الشيخ دفع الله (ود الشيخ) فتىً أخلاقه مثلٌ وملء ثيابه رجل ..

مالي لا أسمعك تقول في حب وولاء وصدق :

الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح وسفينةُ الإنقاذ سارت لا تباليها الرياح

وحياتنا أنشودة صيغت على لحن الكفاح وطريقنا محفوفةٌ بالشوكِ في درب الرماح

يا دربنا يا معبر الأبطال يا درب الفلاح

مالي لا اسمع ذاك الحديث ؟؟؟

أتراك توزع تلك الابتسامة على من يلتف حولك في جنات الخلد من الصادقين أمثالك الذين أبرهم الله وأكرمهم بالشهادة في سبيله إعلاءاً لقيم الحق والفضيلة تأسياً بقائد البشرية رسول الأمة عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ..

فيا سليمان يا رمز شبابنا .. لك التحية بكل حبٍ ووئام ..

تمر ذكراك اليوم وأنا أتحسس دربك .. وتضحياتك تظلل هامة الوطن .. وبركات الشهداء الصادقين تحرس سلامة الرؤية والبرنامج .. فلك التحية إجلالا وتقديراً حينما حملت الوطن هماً وقدمت نفسك في سبيله رخيصة حتى تعانقت قيم السماء بالأرض عزاً وفخرا .

فما عساي أن أقول .. صديقي ؟؟ فإن الحديث بعدك صعبا .. والكلمات لا تعرف لي دربا !!

تبدلت دنيا الصدق بعدكم وبات البهتان يستشرى بين الإخوة في كل الأرجاء !!

مثل صديقي (ود الشيخ) يفارق الدنيا وغرورها .. يسير في درب الشهداء .. وغيره يقبض بيدٍ من حديد على كرسي النفاق والبهتان !!

فيا سبحان الله .. في حياتنا من كان يحمل هم الناس ويفديهم بالقبض على الزناد ليل نهار .. وأصبح اليوم من يسعي خلف الكرسي والقبض على الدينار !!

هداكم الله .. (تذكروا الشهداء من أبناء جلدتكم) الذين كانوا يخططون ويديرون وكانوا نعم الإخوة ونعم الولاء لله والوطن .. فقد رحلوا بعيداً تاركين لكم أمانة في أعناقكم وهي (الأمة المسلمة) .

فرغم كل التضحيات التي قدمها شهداءنا الكرام .. انشطر الوطن إلى نصفين والباقي يلتهب !!

وما زال الباهتون الفاشلون يشوهون صورة دولة الإسلام في صنع لا يشبه الإسلام ..

ولكنه وعدٌ قطعناه على أنفسنا أن لا رجعة وخذلان عن ما قدمتموه (شهداءنا الكرام)

ونقول رغم كل المرارات بعد انفصال الجنوب لوطننا الجديد :

مرحى بمبعثك الجديد أهلاً بمقداك السعيد

وطني حملتك في فؤادي عازفـاً أحلى نشيـد

إني وربك لعنيد أصل القريب مــــــــــــع البعيد

طريق أجدادي الاولين بأمجادٍ من الماضي التليد

وطني تفديك النفوس من المهالك والمحن

أبداً تدثرك القلوب فلم تذل ولـــــــم تهن

إني وربك لعنيد أبداً أردد للـــــــزمـــــــــن

المجد لي والمجد لك المجد يا أغلى وطن