مواضيع اليوم

سوء الإدارة المصري

Saleem Moschtafa

2010-05-17 16:35:10

0

 

من يتابع المنهج الذي تسير عليه السياسة الخارجية المصرية في تعاملها مع عديد الملفات الشائكة كالأزمة مع دول منبع النيل حول تقاسم مياهه، و بوادر الأزمة الصامتة مع السعودية و المشاكل التي تثار من حديقتها الخلفية السودان، هذا فضلا عن التعاطي المعروف و المعهود في ما يخص موضوع المصالحة الفلسطينية، من يتابع كل ذلك يتأكد من المعالجة العشوائية و الإعتباطية و معهما التصلب في ادارة تلك الملفات و بالتالي نستطيع أن نستنتج أن السياسة الخارجية المصرية تعرف أسوء ادارة لها منذ سنوات على الاقل منذ ذهاب عمرو موسى الى الجامعة العربية كأمين عام لها.

فتصلب وعجرفة عالية في تعاملها مع الجهود التي أطلقها العاهل السعودي لإنجاز المصالحات العربية منذ قمة الكويت الإقتصادية الشئ الذي أدى الى فتور واضح بالعلاقات السعودية المصرية حتى أنه لم تتم زيارة للملك السعودية للرئيس المصري بعد رحلة العلاج في ألمانيا و هو ما كان مفترض بالنظر الى حراجة الحالة الصحية التي مر بها مبارك و بالنظرالى التحالف الذي كان قائما بين الدولتين و نستطيع أن نصفه الآن أنه تحالف سابق.

من ناحية اخرى نلاحظ الفيتو الدائم المشهر في وجه كل من (تسول له نفسه) التدخل على خط الوساطة بين فتح و حماس لأن ذلك (وقف) مصري خالص، في حين نرى الآن كيف أنه لم تترك للمصالحة القطرية بين الأفرقاء السودانيين تأخذ مداها، و الا ماذا ذهب يفعل خليل ابراهيم في القاهرة؟؟ و ما الذي دعاه فجأة الى القول أنه لا يمانع بتدخل مصري أيضا؟؟، و نتسائل أيضا ماالذي سمعه هناك حتى تسوء الاوضاع في دارفور بالشكل الذي شهدناه منذ يومين؟؟.

و في المحصلة ممنوع أي تشويش على الوساطة المصرية و لكن على الوساطة القطرية مقبول بل مطلوب.
هو لو كان السيدين أبو الغيط و سليمان تحركا منذ زمن طويل لم نكن لنرى و ساطة قطرية أو غيرها، و تصوروا فقط منذ أسبوع ذهبا الى السودان و هناك تحدثا عن وجوب (الحفاظ على وحدة السودان) متى؟؟ قبل حوالي 6 أشهر من الإستفتاء المقرر اجرائه لتحديد انفصال الجنوب من عدمه، و نحن نعلم أن كل المؤشرات تدل على التوجه الى انفصال أكيد.

أما عن أزمتها مع دول منبع النيل فربما كان المسؤولين المصريين يتصورون أيضا أن النيل (وقفا) مصريا و أن ما كان ساريا منذ عقود سيظل كذلك الى الأبد و أن الإتفاقية التي وقعتها مع المستعمر البريطاني سنة 29 من القرن الماضي  حول تقاسم مياه النيل سيقع المحافظة عليها على الدوام حتى و ان لم ترافقها متابعة مصرية دورية لكي تحترم تلك المعاهدة من بقية الدول التي لم توقع عليها، و لكن لأنها لم تفعل ذلك فقد دخلت "اسرائيل" على الخط منذ زمن يبدو بعيدا بالنظر الى قوة الموقف الذي اتخذته نلك الدول.

"فاسرائيل" قدمت الإستثمارات و الخبرات، و على الأقل منذ 3 سنوات كنا نسمع عن زيارات يقوم بها وزير الزراعة الصهيوني الى تلك المنطقة، في حين ماذا قدم لها السياسيون المصريون؟؟؟ لا شئ على الإطلاق بل حتى تم اهمالها، و اليوم يجنون ثمار ذلك الإهمال لقارة يتهافت عليها الجميع.

لذلك نرجو أن تضخ دماء جديدة على طاقم الديبلوماسية المصرية و خاصة أن يقلل الإعتماد على ما يقدمه مركز الأهرام للدراسات لأن الدراسات التي تخرج من هناك هي من بين العوامل التي ساهمت في تضليل البوصلة المصرية عن مسارها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !