سهولة تحرير فارس وصعوبة تحرير المقدس بين نصيحة علي عليه السلام وخذلان صلاح الدين
حديث عظيم رواه مسلم في الصحيح من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
روى الطبري:3/209: (وكتب إليه أيضاً عبد الله وغيره بأنه قد تجمع منهم خمسون ومائة ألف مقاتل ، فإن جاؤونا قبل أن نبادرهم الشدة ، ازدادوا جرأة وقوة... ثم نقل الطبري مشورة عمر للصحابة وقوله: (أفمن الرأي أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه ، حتى أنزل منزلا واسطاً بين هذين المصرين فأستنفرهم ، ثم أكون لهم رداء حتى يفتح الله عليهم ويقضى ما أحب ، فإن فتح الله عليهم أن أضربهم عليهم في بلادهم وليتنازعوا ملكهم...؟
فقام طلحة ابن عبيد الله وكان من خطباء أصحاب رسول الله(ص)فتشهد ثم قال: أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب ، وأنت وشأنك وأنت ورأيك ، لا ننبو في يديك ولا نكل عليك . إليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب ، واحملنا نركب ، وأوفدنا نفد ، وقدنا ننقد ، فإنك ولي هذا الأمر ، وقد بلوت وجربت واختبرت ، فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار . ثم جلس .
فعاد عمر فقال: إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام عثمان بن عفان فتشهد وقال: أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشأم فيسيروا من شأمهم ، وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، ثم تسير أنت بأهل هذين الحرمين إلى المصرين الكوفة والبصرة ، فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين ، فإنك إذا سرت بمن معك وعندك ، قل في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم ، وكنت أعز عزاً وأكثر... ثم جلس .
فعاد عمر فقال: إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا . فقام علي بن أبي طالب فقال: أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك إن أشخصت أهل الشأم من شأمهم سارت الروم إلى ذراريهم ، وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم ، وإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها ، حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات ! أقْرِرْ هؤلاء في أمصارهم ، واكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلاث فرق: فلتقم فرقة لهم في حرمهم وذراريهم ، ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا عليهم ، ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مدداً لهم . إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً قالوا هذا أمير العرب وأصل العرب ، فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على نفسك . وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره . وأما ما ذكرت من عددهم ، فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكنا كنا نقاتل بالنصر . فقال عمر: أجل والله لئن شخصت من البلدة لتنتقضن عليَّ الأرض من أطرافها وأكنافها ، ولئن نظرت إلى الأعاجم لا يفارقن العرصة ، وليمدنهم من لم يمدهم وليقولن هذا أصل العرب ، فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب ). انتهى .
هذه نصيحة علي بن ابي طالب عليه السلام لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رض ومن يعتقد الامام علي عليه السلام انه احق بالخلافة من عمر فنراه يعطي سديد الراي والمشورة والنصيحة والحكمة والتي كان لها الاثر في قلب الموازين في معركة نهاوند وتحرير بلاد فارس , ولم يجعل الحرص على نيل الخلافة له اي وزن عندما يكون مشروع الخليفة وتوجهه نحو تحرير البلدان الاسلامية وتخليصها من نير العبودية والقهر , واما ماجاء في معارك تحرير بيت المقدس فنرى المماطلة وإستنزاف الجيوش الاسلامية التي تحت قيادة نور الدين الزنكي وهذا الاستنزاف جاء اثر الحيل والمماطلة والخذلان من صلاح الدين تاركا نور الدين يقارع الفرنج لوحده مما كلف ارواح سبعين الفا من اهل بيت المقدس ابيدوا بالكامل , فقد جاء في المحاضرة الثالثة والعشرون من وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري
قال المرجع الصرخي :المورد5: السنة الثانية على التوالي يقوم صلاح الدين بخذلان زنكي وجيشه وإجهادهم واستنزاف قواهم وكسر معنوياتهم؛ من خلال الاتفاق معهم على الغزْوِ فلمّا يتمّ التجهيز والتوجّه للغزو وعند اقتراب الموعد يتركهم صلاح الدين فجأة، ويتركهم عاجزين عن القيام بأيّ عمل عسكري ضدّ الفرِنج وتحرير الأراضي والمقدّسات منهم،
قال ابن الأثير: الكامل9/385: {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(568هـ)]:
[ذِكْرُ رَحِيلِ صَلَاحِ الدِّينِ مِنْ مِصْرَ إِلَى الْكَرَكِ وَعَوْدِهِ عَنْهَا]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَوَّالٍ، رَحَلَ صَلَاحُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ مِنْ مِصْرَ بِعَسَاكِرِهَا جَمِيعِهَا إِلَى بِلَادِ الْفِرِنْجِ يُرِيدُ حَصْرَ الْكَرَكِ، وَالِاجْتِمَاعَ مَعَ نُورِ الدِّينِ عَلَيْهِ، وَالِاتِّفَاقَ عَلَى قَصْدِ بِلَادِ الْفِرِنْجِ مِنْ جِهَتَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي جِهَةٍ بِعَسْكَرِهِ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ نُورَ الدِّينِ لَمَّا أَنْكَرَ عَلَى صَلَاحِ الدِّينِ عَوْدَهُ مِنْ بِلَادِ الْفِرِنْجِ فِي الْعَامِ الْمَاضِي، وَأَرَادَ نُورُ الدِّينِ قَصْدَ مِصْرَ وَأَخْذَهَا مِنْهُ، أَرْسَلَ يَعْتَذِرُ، وَيَعِدُ مِنْ نَفْسِهِ بِالْحَرَكَةِ عَلَى مَا يُقَرِّرُهُ نُورُ الدِّينِ، فَاسْتَقَرَّتِ الْقَاعِدَةُ بَيْنَهُمَا أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ يَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ وَيَسِيرُ نُورُ الدِّينِ مِنْ دِمَشْقَ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ صَاحِبَهُ يُقِيمُ إِلَى أَنْ يَصِلَ الْآخَرُ إِلَيْهِ، وَتَوَاعَدَا عَلَى يَوْمٍ مَعْلُومٍ يَكُونُ وُصُولُهُمَا فِيهِ، فَسَارَ صَلَاحُ الدِّينِ عَنْ مِصْرَ لِأَنَّ طَرِيقَهُ أَصْعَبُ وَأَبْعَدُ وَأَشَقُّ، وَوَصَلَ إِلَى الْكَرَكِ وَحَصَرَهُ.
وَأَمَّا نُورُ الدِّينِ فَإِنَّهُ لَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ كِتَابُ صَلَاحِ الدِّينِ بِرَحِيلِهِ مِنْ مِصْرَ فَرَّقَ الْأَمْوَالَ، وَحَصَّلَ الْأَزْوَادَ وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَسَارَ إِلَى الْكَرَكِ فَوَصَلَ إِلَى الرَّقِيمِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَرَكِ مَرْحَلَتَانِ. فَلَمَّا سَمِعَ صَلَاحُ الدِّينِ بِقُرْبِهِ خَافَهُ ((إنّا لله وإنّا إليه راجعون، يوجد اتفاق بينهما ومع هذا خان الاتفاق، هل يوجد من حكام العرب الآن مثل هؤلاء الحكام والسلاطين والملوك؟ فهل يوجد إنسان عادي يفعل هذا؟ الآن مَن منكم ممن يحب صلاح الدين ويقتدي به ويعبده أو ممن عنده موقف سلبي من صلاح الدين هل يقف مثل هذا الموقف؟!!)) هُوَ وَجَمِيعُ أَهْلِهِ، وَاتَّفَقَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْعَوْدِ إِلَى مِصْرَ، وَتَرْكِ الْاجْتِمَاعِ بِنُورِ الدِّينِ، لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ إِنِ اجْتَمَعَا كَانَ عَزْلُهُ عَلَى نُورِ الدِّينِ سَهْلًا.
فَلَمَّا عَادَ أَرْسَلَ الْفَقِيهَ عِيسَى إِلَى نُورِ الدِّينِ يَعْتَذِرُ عَنْ رَحِيلِهِ بِأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَ أَبَاهُ نَجْمَ الدِّينِ أَيُّوبَ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ، وَأَنَّهُ مَرِيضٌ شَدِيدُ الْمَرَضِ، وَيَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ عَلَيْهِ حَادِثُ الْمَوْتِ فَتَخْرُجَ الْبِلَادُ عَنْ أَيْدِيهِمْ، وَأَرْسَلَ مَعَهُ [مِنَ] التُّحَفِ وَالْهَدَايَا مَا يَجِلُّ عَنِ الْوَصْفِ، (( لاحظ: مريض ومع فرض المرض يحتمل الموت وعلى فرض الموت يحتمل خروج البلاد من أيديهم!! فكم هو عذر ضعيف وواهن، وإذا خرجت البلاد من ايديكم، بعد تحرير البلاد والمقدسات الاسلامية من الفرنج هل يوجد من سيقف بأوجهكم؟!! هل يوجد من سيف بوجه هذا الجيش المنتصر على الفرنج الزاحف على مصر؟ قال ابن الاثير: فَلَمَّا عَادَ أَرْسَلَ الْفَقِيهَ عِيسَى إِلَى نُورِ الدِّينِ يَعْتَذِرُ عَنْ رَحِيلِهِ بِأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَ أَبَاهُ نَجْمَ الدِّينِ أَيُّوبَ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ، وَأَنَّهُ مَرِيضٌ شَدِيدُ الْمَرَضِ. لاحظ: هكذا يفعل بالعلماء والفقهاء برجال الدين؛ يوظفون هؤلاء لما يختارون ويريدون ويسعون لتحقيقه من مكاسب والحفاظ على الحكم والسلطة )) فَجَاءَ الرَّسُولُ إِلَى نُورِ الدِّينِ وَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ فَعَظُمَ عَلَيْهِ وَعَلِمَ الْمُرَادَ مِنَ الْعَوْدِ، (( علم نور الدين ما هو السبب، السبب هو أنّ صلاح الدين يخاف الالتقاء ويخاف من العزل)) إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ لِلرَّسُولِ تَأَثُّرًا بَلْ قَالَ لَهُ: حِفْظُ مِصْرَ أَهَمُّ عِنْدَنَا مِنْ غَيْرِهَا.
وَسَارَ صَلَاحُ الدِّينِ إِلَى مِصْرَ فَوَجَدَ أَبَاهُ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ وَلَحِقَ بِرَبِّهِ، وَرُبَّ كَلِمَةٍ تَقُولُ لِقَائِلِهَا دَعْنِي. وَكَانَ سَبَبُ مَوْتِ نَجْمِ الدِّينِ أَنَّهُ رَكِبَ يَوْمًا فَرَسًا بِمِصْرَ، فَنَفَرَ بِهِ}} (( التفت جيدًا: ادعاء المرض لم يكن حقيقيًّا، وأنا ذكرت لكم ما هو مقدار الضعف والوهن بهذا العذر، فعلى احتمال المرض يُحتمل الموت وعلى فرض احتمال الموت يُحتمل خروج المواطنين المصريين المساكين ضد الدولة الأيوبيّة أو الزنكيّة، فتبيّن أنّ هذا الدعاء لا حقيقة له ))
انتهى كلام المرجع الصرخي وقد انكشفت الحقيقة المؤلمة في خذلان صلاح الدين للجيوش الاسلامية وترك اهل بيت المقدس تحت رحمة الفرنج من الاغتصاب والهتك والقتل وليبقى التيمية يلمعون صدأ الخذلان ,ويبقى ائمتهم ملطخين بعار بقاء الفرنج اكثر من سنتين على قلوب ومقدسات المسلمين مادامت مناصبهم وكراسيهم باقية ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
http://up.1sw1r.com/upfiles2/wfp61363.jpg
https://www.youtube.com/watch?v=q_vsT43tVyI
https://www.youtube.com/watch?v=jda2uHVRQdU
https://www.youtube.com/watch?v=VDWMQkDqZF8
التعليقات (0)