علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــــــ
اياك ان تتورط مثلي وتحاول ان تتابع روايتك المفضلة مجسدة على شاشة السينما او التلفزيون لانك ستصطدم عدة صدامات اهمها الفرق النوعي الكمي بين عالم الرواية وعالم الدراما .
واذا افلحت الاسماء المشتركة في عمل على سحبك الى منطقة الفرجة فلا تقارن ما قرأته مع ما تشاهده واذا تجاوزت كل ذلك فسيحصل معك ما حصل معي ! فقبل ايام وقع امام عيني اسم (الكرنك) كفلم يعرض على قناة مصرية تدعى (كايرو سينما) فقلت في نفسي هذه فرصة جيدة لرؤية احدى روائع نجيب محفوظ تلك الرواية التي حمل الفلم اسمها والتي رصدت مدة قاسية في حياة الشعب المصري كان يمارس فيها القمع الناصري في اعلى مراحله بدعوى حماية الوطن والثورة من الاعداء وهكذا يمكن لحديث انتقادي يجري في مقهى (الكرنك) ان يثير حفيظة رجال الامن فيمارسون احط الوسائل للتجريم والتخوين وهي مدة سوداء لم ير فيها الشعب المصري غير الحروب وقصف الطائرات واذلال المواطن .
هل تعلم كيف عرض الفلم ؟ لقد قطع الفلم تقطيعاً بشعاً بسبب كثرة الفواصل الاعلانية بل صارت مقاطع الفلم فواصل اذ انه كلما عرض من الفلم ربع ساعة جاءت الفاصلة الاعلانية بـ (25) دقيقة ولقد تابعت الفلم (سهرة التعذيب) من الساعة 8,45 وحتى الساعة 12 بعد منتصف الليل ولم ينته الفلم بعد وبالنظر لحالة الملل فقد تابعت عدداً من البرامج الحوارية والاخبارية خلال الفواصل الاعلانية فهالني ان البرنامج ينتهي والفاصل لاينتهي !
والادهى من ذلك فان (زبدة) الفلم ضاعت ، فالمشاهد اضاع الخيط والعصفور ولم اعرف النهاية وكانت الاعلانات غاية في السوء ، اذ انها تتحدث عن غسالات وصوابين بعروض مغرية وحيرتني ارقام السلع فهي تحرص على ان تنتهي بتسعتين (99) ! فهذه سلعة بـ 699 جنيهاً واخرى بـ 399 جنيهاً وثالثة بـ 499 جنيهاً حتى ظننت ان في الامر جنية !!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)