سنوات

سنوات مضت وانقضت والحال كما هو لم يتغير . والذي طالما جلس جاثما على القلوب والصدور وطالما كره الناس متابعته . استبشر الناس بظهور مسلسل أخر . واطمئنوا وفرحوا لعل ذلك المسلسل يهتم بعواطفهم قليلا فقد سئموا من الخيال والصمت المروع .
ولكن فرحة اؤلئك الناس لم تكتمل . فما أن انقضت الحلقات الأولى للمسلسل الجديد ظهر الوجه الحقيقي . فهو مشابه للأول في أدق التفاصيل ولم يتغير إلا بجزئيات بسيطة .فلأسلوب ساخر اضحك البشر من سذاجة مؤلفه . والمخرج ضائع بين أرصدة وأسرة مشتتة فأصيب ذلك المخرج بالهوس الصحي . والمصور فاغر ومكشر طوال الوقت .
لقد اعتاد الناس على سنوات عجاف فكريا وأدبيا . وأظنهم سيعتادون على القادم طالما مات الضمير وضعفت الغريزة الإنسانية من بشر طالما كان القدر متحكما فيهم .وفي أماكنهم .
ذلك المسلسل الذي يدور حول نفسه ويخشى من النقد ومن ظهور أبطال جدد يسحبون البساط من تحت أقدامهم . طالما استبق تلك الأخطار واظهر حلقات رعب ونقد ممزوج بالسخرية .
واؤلئك الممثلون أبطال الفصول الميتة في حلقات المسلسل الساذج ما زالوا يحلمون بان يكون أبطالا إلى ما لا نهاية .ولكن من يقف وراء ظهور ذلك المسلسل . اهو عدم وجود أبطال جدد . أم أن الواقع امتلئ بالسذج . ومن يقف وراء ظهور الحلقات ووراء تلك الشخصيات الكرتونية . اهو القدر أم . أبطال خفيين .
المسلسل الجديد خمس سنوات من البث ولكن لا جديد إلا سذاجة وتكرار للقديم بطريقة عصرية .
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى