علي البحراني
جريدة الدار الكزيتيو الأربعاء, يونيو 09, 2010 العدد/734
يبدو أن لغة السرعة التي تتمتع بها الشعوب المتقدمة في بلادها لم نجد لها معنى في قواميسنا نحن شعوب العالم الثالث، ففي ظل الثورة العلمية التي تطل علينا كل حين بمنتج جديد مع وجود بديل للمنتج هذا أكثر حداثة منه ينتظر الولوج إلى السوق،يطل علينا كل فترة مسؤول عبر لقاء صحفي أو تلفزيوني أو إذاعي ليطلق العنان أمام تخلفنا مبررا إياه بأن ما يقوم به الآن وما وصل إليه من نتائج هي نتاج سنوات من الدراسة، فما الذي انتجه من قرارات واختراعات أو انعطافات في النظريات العلمية إنما هي قرارات لم يتسنّ له اتخاذها إلا عبر سنوات من البحث العلمي المضني ليتوصل إلى قرار اتخذته دول أخرى أيام الرومان في الفانتازيا التي نشاهدها تتحقق على أرض واقعهم ثم ما هي هذه الدراسات التي تكلف مليارات الدولارات والتي غابت عنا عوضا عنها لغة الملايين؟ فالمبالغ التي تبني دولا متقدمة متحضرة تصرف على البحث العلمي ما لا تصرفه جميع دول الوطن العربي مجتمعة،يعلن لدينا أنها لبناء استاد رياضي أو لتنفيذ موقع الكتروني أو لتنفيذ مستشفى أو جامعة في حين أن ميزانية وزارة كاملة في دولة متقدمة لا اقول من دول العالم الثالث تساوي قيمة مشروع واحد من مشاريعنا التي كشفت عنها سيول جدة وأمطار الرياض، هل فعلا غابت عنا لغة الدراسات في اسابيع بآلاف الريالات إلى سنوات من الدراسة بمليارات الدولارات؟ وإذا كنا في كل دراسة لتنفيذ قرار ما سنستنزف من الوقت سنوات، فمئات القرارات التي ننتظرها لن نعيش لنراها على أرض الواقع ولن يراها أبناؤنا ولا حتى الاحفاد، كما أنهم لن يجدوا دولارا واحدا لتنمية مشاريعهم إذا استمررنا في صرفها بهذه الأرقام الفاحشة دون أن يكون لها واقعية على الأرض والوطن،في ظل غياب الرقابة المحاسبية وعدم مشاركة الشعوب في اتخاذ القرار والتي سبقنا فيها الغرب، حيث رسخ على الشفافية والعمل ضمن القانون بعيدا عن الفساد نرى تلك الأرقام وتلك السنوات على دراسات وقرارات اتخذها أناس سبقونا بمئات السنين في أيام لذلك سبقونا.
التعليقات (0)