سنتميترات من الماء كافية
قطرات قليلة من المطر كافية لفضح سوءة البنية التحتية وكافية لكشف غول الفساد الذي جعل مدننا شبيهه بمدن الأشباح صيفاً وشتاءً ، المطر نعمة لكنه بفضل الفاسدين تحول لنقمه وسوط عذاب ،فهو في نظر الفاسدين عقوبة ربانية نظير ما كسبت ايدي الناس من ذنوب ومعاصي ،قياس اعوج ومنطق احمق فبلاد غير المسلمين خالية من المعاصي لانها لا تغرق في شبر ماء ، هناك شيء جميل فيما يُصيب البلاد والعباد من كوارث الا وهو فضح المسكوت عنه رغم أن الفضح لا يعقبه نتائج ملموسة على أرض الواقع ، المطر قام بدور كبير يُشكر عليه فقد كشف أشياء وقام بدور جهات الرقابة على أكمل وجه دون خوف أو وجل ، تلك الجهات المتعددة في اسماءها ومهامها باتت تُشكل عبء على الهيكل الإداري والمالي للدولة وبما أن الظروف الجوية المختلفة والمتغيرة من وقتِ لآخر تقوم بالمهمه على أكمل وجه فإن إلغائها واجب ينسجم مع رغبة المجتمع في إطلاق رصاصة الرحمة على تلك الجهات الحكومية التي لم تحد من سرطان الفساد وهذا اضعف الإيمان .
مكافحة الفساد ليست أمنيات أو شعارات تُردد بين فينة وأخرى بل هي عمليات تعتمد على الشفافية والرقابة والمشاركة الشعبية والقضاء النزيه والعادل وبغير ذلك يصبح مصطلح مكافحة الفساد حلم وعند البعض اضغاث احلام ، تكاليف الفساد باهظة ومن أجل تلك التكاليف يُنادي المخلصين بضرورة مكافحته أو على الأقل الحد من آثاره المدمرة التي يدفع ثمنها الفرد من حصته في المال العام والمستقبل المنتظر ، قطرات قليلة تسببت في غرق احياء وتعطيل الحياة البشرية فماذا لو كانت سيول واعاصير ماذا سيحل بالمكان والإنسان ، هل سنصبح من الماضي أم سنكون على ظهر الأرض نتبادل أطراف الحديث ونتجادل حول الفساد ونتهكم على محاولات التجميل والترقيع التي يستخدمها المسؤول ليستر عورته وسوء تصرفه .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)