مواضيع اليوم

سنة اولى نصب

سعيد منصوري

2012-01-25 13:16:50

0

 انعقد بمدينة المنامة البحرينية قبل بضعة أيام مؤتمرا حول "الامن الوطني و الامن الاقليمي لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربي" و قد كان لافتا النقاش السياسي و الاستراتيجي الذي طرحه تدخل الامير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودية حول عراق صدام حسين الذي كان يشكل فاعلا رئيسيا في معادلة التوازن الاقليمي الخليجي و العربي امام الدور الايراني في المنطقة متسائلا عن الخطأ الامريكي و من رواءه النظام العربي الرسمي في الانخراط في عملية تحرير العراق من الديكتاتورية و احلال الديمقراطية و ما خلفته هذه العملية من سيطرة طهران على المشهد الخليجي و الوضع العربي برمته.
اليوم ومع موجه عملية تحرير العالم العربي من الديكتاتورية و احلال الديمقراطية يطرح سؤال مهم يستحق منا العمل على الانكباب في تحليل و دراسة ما ستخلفه العملية من تداعيات على المدى المتوسط و البعيد و لربما سنشهد مصطفى عبد الجليل او محمد البرادعي او صادق الاحمر او راشد الغنوشي او برهان غليون في السنوات العشر القادمة من يقول اننا في غمرة حماستنا و غرورنا في اسقاط الانظمة سمحنا لإسرائيل و تركيا و ايران بالتفوق الاستراتيجي على عالمنا العربي، و هي جملة قالها في بداية الفوضى العربية بعد قصة العربة وزير خارجية اسرائيل لبيرمان حينما أكد في غمرة انهماكنا في تدمير الاوطان و تفتيت سلمنا الاهلي و نسيجنا الاجتماعي في ان تل ابيب و طهران و انقرة أكدت بما لا يستحق الجدل قوتها على الساحة.
ماذا تحقق اليوم بعد مرور سنة من موجة الفوضى ؟
أين الشعب الذي خرج محتلا الشوارع و الساحات من اللعبة الديمقراطية التي جرت في بعض البلدان؟
أين تلك الوجوه التي خاطبت غرائز الناس و حدثت الفقراء و المعوزين عن وطن الكرامة و العدالة الاجتماعية؟
ما يمكن ان نلخصه عن شريط الاحداث التي مرت بعد مرور سنة من الفوضى الخلاقة انها كانت فقط لا غير ثورة اللحى و الدقون الكثة و طيور الظلام التي تقتات من النصوص المقدسة و اسم الاله لاستدرار العواطف و  مداعبة احلام السدج و البلهاء، و المفاجأة ان تلك القوى المتاجرة بالدين  و التي يتماهى خطابها مع الخطاب الديني الكنسي في اروبا القرون الوسطى في مهمتها الالهية في نشر الفضيلة و محاربة الرذيلة، علاقتها السرية مع الشيطان الاكبر امريكا التي تمتد لسنوات خلف الابواب المغلقة و الغرف الموصدة.

ألسيت صورة امير الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج مع ساركوزي و كامرون و هيلاري كلينتون تستحق ان نقف امامها مليا و كثيرا و نعيد قراءتها و قراءتها و قراءتها ..................................
هي بالفعل لحظة تاريخية ليست بالطبع اللحظة التي قال عنها صديقنا التونسي بل لحظة وقوف آخر ملوك غرناطة على مشارفها في مكان يسمى " تنهيدة العربي " حين كان يلقي الملك عبد الله الصغير نظرته الاخيرة على مجد الاندلس فانهمرت دموعه و أجهش بالبكاء فصاحت فيه امه عائشة " أجل فلتبك ملكا لم تدافع عنه كالرجال "
نعم سنبكي عن اوطان لم ندافع عنها كالرجال، اوطان اصبحت اليوم كيانات هزيلة و ضعيفة و متاريس و كثل خرسانية  في انتظار موتها الحتمي القريب.
ايها الشعب يا من خرج قليله الى الشوارع و بقي كثيره على الكنبات و الكراسي الوثيرة تصبحون على وطن و كل سنة نصب و انتم في..................




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !