ما نعيشه اليوم من مشكلة ثقافية، يتجلى في وعينا المحتشم بالمعاصرة، حيث لا زلنا في حاجة إلى جهد فردي و جماعي لربط هذه الأخيرة بعنصري الإسهام الإيجابي و الإلتزام، و الذي يعني الإعتزاز بالمكونات الأساسية للشعب المغربي و على رأسها الإعتراف الصريح بالأمازيغية نظريا و عمليا، و بكل المكونات الثقافية الجهوية و المحلية، بعاداتها و تقاليدها، و بالحرية الفكرية الشخصية التي تتأسس عليها، و عدم التنازل عن معاييرها و أفكارها رغم الضغوط الإيديولوجية و الإقتصادية و السياسية و كل أشكال الخنق الثقافي على حرية التفكير و الإنتماء و الخلق و الإبداع.
إن ما يجري في بلادنا حاليا من تعطيل لتفعيل العمل بالثقافات التاريخية و الوطنية و الجهوية و المحلية، يجعلنا نعيش و باستمرار بؤس زمننا. فالثقافة بعلمها و فكرها يجب أن تتسع رقعتها، بدل التضييق عليها. كما تتطلب إستفحال الحضارة، كما كان يقول المفكر الكبير إبن خلدون. حيث لازال هناك في المجتمع، مناطق واسعة ترزح تحت العتمة، غير مستقلة في ثقافتها بسبب هيمنة الثقافة المحافظة عليها، حيث تتوقف عليها الدولة العميقة أكثر مما تتوقف على وجود السلطة ( و هذا يحتاج إلى جهد فكري لتفسيره)، يجب اليوم الكشف عنها.
التعليقات (0)