سنة العراق وترقيع الثوب "الوطني" المهلهل
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم كل ما مرّ به أهل السنة في العراق من ومازالوا يعانوه من استهداف طائفي حاقد من الطائفة الشيعية الحاقدة التي تحمل أفكارا جهنمية ودموية تكفر كل من يخالف معتقدها المزيف والمليء بالخرافات والأساطير ،تصر بعض الشخصيات السياسية السنية على تبني أفكار الوطنية والوحدوية التي طرحتها في بداية الاحتلال ودعوتها إلى عدم الانجرار بما تسميه بالفتنة الطائفية وتفويت الفرصة على الاحتلال حتى لا يقع العراق فريسة الحرب المذهبية التي هي هدف الاحتلال. ورفعت هذه الجهات المعروفة شعارات تغذي بها أتباعها وتحقنهم بعواطف وأحلام وردية لما بعد الاحتلال دون أن تعمل على تحقيق هذه الرؤى والتصورات عبر الاندماج الحقيقي مع المجتمع والتواصل معه تواصلا حقيقيا بكافة أفراده ومؤسساته لأن المجتمع السني خرج للتو من نفق مظلم وفقد قيادة حقيقية وصار مجتمعا ضائعا تائها حائرا لا يعرف أي حزب أو شخص صادق في التعاطي مع همومه ،فظهر الحزب الإسلامي والحركة الوطنية الموحدة بقيادة أحمد الكبيسي في البداية وهيئة علماء المسلمين لكن هذه الجهات فشلت جميعا في تحقيق التواصل الحقيقي مع المجتمع السني فالأول صب جل اهتمامه على العمل السياسي دون أن يثقف السنة ويضعهم أمام واقع جديد وخطير يستدعي أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والدراية لما يحاك ضدهم إضافة إلى التصرفات المشينة والسلوكيات الأنانية لبعض أفراده جعلته ضعيف جدا في الساحة السنية أما أحمد الكبيسي فلم تدم حركته أشهر حتى توفيت سياسيا وأما هيئة علماء المسلمين فركزت على دعم المقاومة ومحاربة الاحتلال ودرء الفتنة الطائفية وهذا صدر عن طيب خاطر لكنه أغفل أهل السنة إغفالا دفعوا ثمنا باهظا لعدم وجود حركة سياسية سنية تفكر بالكيات السني قبل كل شيء ,فالذي ينظر إلى الأحزاب الشيعية يجدها أحزابا شيعيا والذي ينظر إلى الأحزاب الكردية يجدها كردية إلا الأحزاب والجهات السياسية السنية لا تقبل ألا أن تتبنى خطابا وطنيا جامعا لكل العراقيين وهي تظن أن الشيعة والأكراد سيتركون أحزابهم ويلتفوا حولها ولكنها رجعت بالنهاية خائبة الظن وفقدت حتى ما تبقى لها من قاعدة السنية .
ورغم أن بعض هذه الجهات أخذت تغير بعض أدبياتها وخطاباتها لكنه ضل تغيرا خجولا لا يرقى لمستوى الحدث والمسؤولية . وبعض هذه الجهات ما تزال تصر على رؤيتها وأنها على حق وسيأتي اليوم الذي يثبت فيه صحة هذا الكلام وإن ما بني على باطل فهو باطل إلى آخره من الخطابات التي تريد من خلالها أن تثبت للنخب العربية ولمن يراقبها أنها ثابتة صلبة راسخة دون أن تنظر إلى الواقع وترى أن الاحتلال رحل وبقى عملاؤه بل هي لا يهمّها رأي أهل السنة في العراق بها فضلا عن غيرهم بقدر ما يهمها أن تثبت للنخب العربية ولمن يراقبها من العرب أنها على حق ولديه أنصارها مستعينة ببعض الشخصيات في الخارج التي تؤيد طرحها دون أن يكون هناك قاعدة شعبية أو حتى وجود لهذه الشخصيات.
وتستمر هذه الجهة بالعزف على النشيد الوطني وارتداء الثوب الوطني المهلهل بل ومهاجمة السنة الذين يطرحون أفكارا لحماية السنة العرب وتتهمهم بالسير على خطى مشاريع الاحتلال ،رغم أن كل الطوائف سارت ومن اللحظة الأولى على خطى الاحتلال وانجرفت معه ولم تفلح محاولات الجمع والتقريب مع الشيعة بل أن هذه الجهة تلقت صفعة كبيرة ممن كانت تحسبهم أنهم وطنيون كالتيار الصدري وجيشه الإجرامي فهذا من الشيعة فضلا على منظمة بدر وغيرها من الأحزاب الشيعية التي اليوم هي هي بلا تغيير أو تبديل وإنما نفس الفكر الطائفي الإقصائي الإجرامي الشيعي ورغم كل هذه الأحداث التي أثبتت فشل ما يسمى المشروع الوطني تستمر هذه الجهة على نفس النغمة وتحاول كل يوم ترقيع الثوب الوطني المهلهل فهي لا تؤمن إطلاقا بالبيت العربي الشهير :
لا نَسَبَ اليومَ وَلاَ خُلَّةً ... إتَّسَعَ الخَرْقُ علَى الراقِعِ
بل ما زالت بعيدة عنه. واليوم فأن هذه الجهة أمامها فرصة أخيرة أما أن تقدم مشروعا سنيا وتعمل وفق هذا المنطلق وعلى أساس المنطق والعقلانية بعيدا عن الأحلام ،أو أن لا تكون حجرة عثرة بوجه المخلصين والشرفاء وبوجه الأكفاء والقادة الحقيقيين من أهل السنة الذي يريدون تخليص أهل السنة مما هم فيه قبل كل شيء ثم استعادة العراق عربيا إسلاميا وهذا لا يمكن تحقيقه بدون سلطان سني كما علمنا التاريخ وليس وفق شعارات الوطنية على حساب أهل السنة . ومن هذا المنطلق عليها أن لا تقف بأي مشروع ياتي ثماره لحماية أهل السنة ومن هذه المشاريع مشروع الفيدرالية فهو مشروع واقعي لحماية أهل السنة فكم مخجل أن نرى قناة الرافدين تهاجم هذا المشروع وفي الوقت نفسه نشاهد مظاهرات لأحزاب الشيعة في ديالى تندد بهذا المشروع أفلم يكن حريا بقناة الرافدين أن تنقل هذه المظاهرات التي ترفع شعارات طائفية ورايات طائفية وتندد بإقليم ديالى الذي هو خطوة حقيقية لحماية أهل السنة.
وأخيرا أقول: إن الثوب الوطني الذي ترتديه هذه الجهة لم يحمِ أهل السنة لا صيفا ولا شتاءً ولن يحميهم غدا ولا بعد غد ،فاليوم يجب أن نعلنها أننا لن نكون ضحية لهذه الشعارات المزيفة بل سنرتدي الثوب السني فهو ثوبنا الوحيد في هذه المرحلة ونعلنه بصوت عال كما قال الشاعر:
من يك ذا بت فهذا بتي ... مقيظ مضيف مشتي
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته ولما فيه مصلحة البلاد والعباد
عمر عبد العزيز الشمري
كاتب ومدون عراقي
التعليقات (0)