مواضيع اليوم

سنبقى نجلدكم بثقافة قبول الاخر

حسنين السراج

2012-03-13 05:59:16

0

 

هناك شريحة من المجتمع تتظاهر بالتمدن والديمقراطية و تعتني جدا بديكور التمدن من أستخدام مصطلحات حديثة تدل على الثقافة و الاستشهاد بكلمات قالها مفكرين كبار كدلالة على الأمتلاء الفكري ويتظاهرون بانهم منفتحين على الاخر ويتقبلون الاخر لكن الحقيقة أنهم متعصبين ومنغلقين على الاخر ... حين حدثت ظاهرة قتل الايمو دخلت في حوار مع أحد اصدقائي وهو من المتدينين المنفتحين على الاخر كما كان يبدو لي حاول أسكاتي وبكل عصبية حين قلت أن هؤلاء لا يجوز قتلهم ويجب التعامل معهم بالحوار قال لي ( أنت ضد كل شيء ديني وهذا الامر لا يندرج ضمن حرية الراي بل هو ثقافة دخيلة على المجتمع يجب القضاء عليها ) ثم قال أنه ضد قتلهم لكن حين قالها لم يكن بنفس الحرقة والانفعال حين تحدث عن ضرورة ألغائهم من المجتمع . ثم قال لي (يفترض بك أن تقول أن قتل هؤلاء غير صحيح وجريمة لكن هذه الثقافة لا تندرج ضمن حرية الرأي وحقوق الانسان ويجب مراعاة قيم المجتمع ) 


أن هذا المجتمع الديني المتعصب المتشدد الذي يعشق لغة الدم والعنف هو من دفع الايمو الى الانكفاء على الذات والنكوص والتقوقع والبحث عن نمط اخر من التفكير والسلوك يداعب واقعهم اليومي المنفر من الحياة . المجتمع هو من دفعهم دفعا الى ما هم فيه من سوداوية بل هم يعبرون عن واقع أفرزه المجتمع و المجتمع عليه تحمل المسؤولية وتقبل ما ينتج بسبب تطرفه وتحمل المسؤولية يعني الحوار ثم الحوار ثم الحوار ولا شيء أكثر من الحوار فهؤلاء ليسوا اعداء الله بل هم اشخاص لم يجدوا من يهتم لامرهم ولم يفهموا شيء من الحياة الا لغة الغاء الاخر بأسم الدين .

اقول لصديقي ومن يتبنى رأيه ... هل أنت تملك قيم عالية تفرضها السماء وتريد ان يتمسك جميع المجتمع بها ؟؟؟؟ هيا يا شاطر ارنا براعتك في أقناع الايمو وغيرهم من الذين يثيرون غيرتك على المجتمع والدين في انهم على خطأ وان أفكارك هي من ستجلب لهم السعادة ... هيا أقنعهم بان يدخلوا للجامع أو للحسينية بمليء أرادتهم ... لنرى مدى قدرتك على النفاذ الى قلوبهم ... ارنا عضلاتك في كسب ودهم ... ارنا براعتك في أقناع عقولهم ... أما أذا كنت كسولا ولا تملك الا الاستقواء بقدسية السماء على الاخرين فعليك ان تعرف أنك لا تعرف شيء عن التمدن الأ الديكور الذي لا يعد ذو قيمة تذكر أذا كان الشخص لا يملك القدرة على تفهم الاخر ومواجهته بالفكر .

نعم أذا فعل اي شخص فعل سيء كالقتل أو الأعتداء على الاخرين أو سلب حقوقهم فيجب ان نقول ان هذا الشخص يستحق أن يلغى لأنه عنصر سيء في المجتمع ويجب ان يتواجد في السجن على أقل تقدير سواء كان هذا الشخص أيمو او لوطي او متدين ملتحي أو عالم ذرة أو جندي أو أمام جماعة ... الفيصل هو الالتزام بالقانون وليس المظهر أو السلوك الشخصي . واذا كنت حريصا على هؤلاء من باب المحبة وتريد لهم الخير فأرنا براعتك في اقناعهم بان طريقك هو الصحيح وليس طريقهم .
هل حدث معك ان تستمع لاغنية لا تعجبك لكن تبقى تردد مقاطع منها بشكل قهري ؟؟؟ أذا كانت ثقافة قبول الاخر والتعايش السلمي تعتبر للبعض كأغنية لا تروق لهم سنبقى نرددها ونجلدهم بها ليرردوها قهريا رغما عنهم خصوصا هؤلاء الذين يتظاهرون بالتمدن . 

نعم أذا كنت تمتثل لاوامر السماء وترتب حياتك على هذا الاساس فنحن نحترم خياراتك ونتفهم ذلك . لكن أن تعتقد انك وحدك ولا يجب ان يكون هناك من هو مختلف عنك فهذا الحلم الذي يجب أن نجعلك تشعر أنه كابوس . 

وأذا كنت لا تعترف بالسماء ويجعلك هذا تعتقد انك العاقل الوحيد في العالم وكل ما يفعله المؤمنين من عبادات وطقوس دينية تخلف وغباء وتجرح مشاعرهم بغرورك الغير مبرر فأعلم أنك خارج نطاق الخدمة ويجب ان تعرف انك لا تملك الحقيقة فالحقيقة يتشاطرها الجميع وكل منا يملك وجها من وجوهها . 

سنبقى نجلدكم بثقافة قبول الاخر مهما كان طالما أنه يحترم حدوده الشخصية ولا يتعدى على حريات الاخرين الشخصية . شخصيا أجد اللواط أمر غير سوي وأجد اللوطي أنسان يحتاج الى علاج لكن هذه قناعتي ... قناعتي وحدي ... عقلي هو من توصل اليها ... لغيري رأي اخر ... عقله توصل الى نتيجة مختلفة ... هو خياره الشخصي وحياته وحده ومن حقه فعل ما يشاء طالما انه لا يؤثر على الاخرين وطالما انه يحترم القانون. 

حين يعبر المجتمع المتدين عن عدم قبوله لظاهرة اللواط من خلال تظاهرة سلمية حضارية فهذا امر مقبول وحق مكفول قانونا لكن حين ينصب نفسه أله في الارض ويقتل الاخر فهنا يجب ألغائه ... نعم الاخر الذي يجب ألغائه هو الذي يلغي الاخر من خلال سلب حياته وأرادته ... ليس من حق اي أنسان أن ينصب نفسه حامي الفضيلة وليس من حق اي أنسان ان يطبق الشريعة على الاخرين . 

العلمانية هي أرقى ما اخترعة العقل البشري وتضمن حق المتدين وغير المتدين في نفس الوقت ... ماذا يريد المتدين أكثر من حقه في ممارسة عباداته وطقوسه الدينية بكل حرية وعيش حياته بالطريقة التي تناسبه ؟؟؟ هل يريد ان يكون الاخرين مثله ؟؟؟ نعم مع الاسف هكذا يفكر الكثيرين ... سنبقى نجلد هؤلاء بفكرة قبول الاخر الى أن يرددوا بشكل قهري الاغنية التي تقول كلماتها ( من حقي اختيار نمط حياتي ومن حق غيري أختيار نمط حياته ) سنكررها ونكررها ونكررها الى أن تنطبع في عقولهم. لستم وحدكم في العالم . 

تاكدوا ان معكم العلماني والملحد ومعكم أتباع الاديان الأخرى وأتباع المذاهب الاخرى ومعكم المثليين جنسيا ومعكم الايمو ومعكم العلمانيين المؤمنين ومعكم اللاأدريين ومعكم اللادينيين ... صدقوا حقيقة ان هناك حقائق أخرى في هذا العالم وليس بالضرورة أن هذه الحقائق تروق لكم لذلك اهتموا بشؤونكم الشخصية و احترموا انفسكم وتعلموا قبول الاخر كما هو طالما انه يحترم حقوق الاخرين وحرياتهم الشخصية ولا يتعدى عليها . يجب على عقولكم أن تستفيق من غفوة الصباح فنحن في المساء وفاتكم الموعد ... صح النوم يا جماعة الخير فلم تعودوا وحدكم ... وحتى ان كان الكثير من الذين ذكرتهم سلفا يتظاهرون في الوقت الحالي امامكم بغير حقيقتهم بسبب خوفهم من القمع المجتمعي فتاكدوا ان قناعاتهم المناقضة لقناعاتكم ستبقى في قلوبهم ولن تستطيعوا تغييرها ابدا وليس لديكم سلطان عليها ... المواجهة الفكرية وحدها من الممكن أن تغير قناعة شخص . 
يكفي غرور وتكبر على لا شيء فانتم غير مؤهلين لتقمص دور رعاة الفضيلة لان رذائل نسبة من أقرانكم المتدينين ( قتل ونفاق ودجل وسرقة وتظاهر بالفضيلة ) تزكم الانوف لذلك موقفكم ضعيف واذا غضبتم بسبب رؤيتكم لشخص مظهره لا يريحكم كرجل شعره طويل أو أمراة تلبس بنطال فتذكروا ان رذائل أقرانكم أكبر وأعظم وعليكم ان تثوروا عليهم أولا لأنهم جلبوا لكم الفضيحة منذ زمن طويل وانتم منشغلين بغيركم .

كل من يتعدى على حقوق الاخرين كالشاب الذي يتحرش بالنساء في الشارع او الشاب الذي يطلب من فتاة لا يعرفها أن تستر نفسها وتلبس الحجاب من باب تطبيق الدين ... كلا الشابين يجب ان يكون مكانهما السجن فنحن لسنا في غابة لياتي كل من هب ودب ليتحرش أو يأمر بالمعروف وكلاهما في نفس الخانة طالما أنهما يعتديان على حقوق الاخرين . 

القانون هو الفيصل في الدول التي فيها قانون يحترم حقوق الانسان . أما الدين فهو أمر شخصي واكبر جريمة عرفتها البشرية هي ان يحكم الأنسان بأسم الله ففي هذا أنتقاص لقيمة السماء وأنتقاص لقيمة الانسان معا . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !