وتقول: أنا أمرأة يحسدها كل الناس وأنا أيضا أحسدها واتمنى أن أكون مثلها .
القلم هو الألم ودونه لا يحتاجني القلم...
عجزي عن محو اشارات الاستفهام ترتسم على جبيني كلما مررت بمقابر وطن يحاولون التغزل بنضارتها المؤبدة.
اهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم.
ونحن فلسطنيون صامدون لسنا غلطة مطبعية أخطئوا ترقيمها لسنا رقم, لا أجد حاجة التصنيف برقم 48 لأعلن انتمائي لأية فئة ..أنا فلسطينية.
ما أكتبه ليس سوى لحظة بكاء بلون الحبر .
سناء لهب شموخ دامع يأبى السقوط , حميمي الجوار لجفنها ,عزته بقائه دون استعطاف
..كبرياء ضاحكة مهجنة بشمع الحزن المتوحد كما المسرح .
المسرح هو حاجة , ضرورة ,و ازدحام موهبة في حيز الكم ..
أم لثلاثة .
مارستها الموهبة منذ صغرها وفرضتها على محيطها بعمر الثانية عشر .. تميزت طفولتها بأن تكون صاحبة الكينونة الخاصة تختار مكانها , شموعها وبعض كتبها وتستوطن الجزء المحظور المعد للمؤن " السدة " كانت حجرتها الخاصة , تتوحد وذاتها لتمارس طقوس جنونها وعبثيتها الطفولية وجزئها الروحاني وتجالس ذاتها من حينها مدربة محيطها احترام توحدها مع ذاتها و تهبط إدراج السدة لواقع أسمه منزل العائلة , العجقة الحميمية هكذا كانت منذها وهي صغيرة وكبرت لتدرب كبارها على قدسية الأنا وحفظ حدودها في حالات التوحد والعزلة حياتها بعد المسرح خالية من الزخم الحضوري المفعم بالأضواء
انكسارها الزمني .. كان وقت وفاة أمها وردها العكسي كان تصاعديا في الإبداع والاختيارات الناضجة والاتجاهات الأخرى .. نزفها البكاء كلمات..خواطر...ثم نصوص أدبية ..حتى تم إعدادها في خانة الأديبات.
جمعت ما بين الفن المرئي والمسموع.
والمرئي ليس بقليل أعمال فنية أهمها:
مونودراما جميلة ومسرحية بيت السيدة وعائد الى حيفا والرقصة الأخيرة وحاليا تعرض مسرحية رحلة جبلية التي تدور أحداثها حول السيرة الذاتية للأديبة فدوى طوقان تؤدي الى جانب الفنانة سلوى نقارة وهي بصدد تحضير جديدها "توفيق الحكيم " في أنشودة الموت
أما المسموع كان في راديو الشمس " أوراق نعانع" وهو برنامج ثقافي حيث تناول موضوع الإبداع الفلسطنيي كما انها قدمت برنامج " لا صمت بعد اليوم " تناولت من خلاله رفع المخفي في عفن السياسة ومؤسساتها والاجتماعية.
لها عدد من النصوص الادبية في مواقع الكترونية منها الحوار المتمدن . . التجديد العربي ..دنيا الوطن ..الورشة وغيرها.
درست موضوع البسخودراما وتعمل به بأطر تتبع لفعليات الخدمات الاجتماعية كما انها تعمل من خلال اختصاصها مع مراكز معالجة العنف بالعائلة والنزاعات حيث يقتصر عملها تشخيص الحالة من خلال أساليبها السيكودرامية وتعدها كطرح يحتاج المختصين الأجتماعيين لعلاجه.
وكان حواري مع الفنانة سناء لهب ....
من أنت؟
انا أمرأة يحسدها كل الناس وأنا أيضا أحسدها واتمنى أن أكون مثلها
سناء لهب أنسانة تعشق المسرح و يعشقني القلم كلما نويت البكاء يبكني كلمات وخواطر .. جذوري من الجش وأنا من سكان الناصرة.
هل هنالك ضرورة حتمية لوضع إجتماعي أسألك عنه لأعرف هويتك ؟
لا .. أبدا لا يوجد ضرورة حتمية لوضع إجتماعي يحدد هويتي والوجه الذي يعرفه الناس وتحبه هو ليس الوجه المتعري من الاقنعة , انا أمرأة مثل كل النساء أحتاج مكياجي خارج البيت وكوني فنانة أحتاجه مضاعف كزجاج فاصل بيني وبيني حين أكون وحدي , أنا لست هي التي يراها الناس ربما ألبس بعض اقنعة لأخفي خصوصيتي عن عالم الفن .. بيتي وأنا هما حرمين مقدسين و نزلائهم قلائل , أجمل اوقاتي هو وجودي في بيتي دون تعددية ادوار .
هل تعتبرين فن المسرح حاجة ام ضرورة ام موهبة تستوطنها الحالة الوجودية؟
أعتقد ان الحالة تتفاوت بين ممثل وآخر منهم وكل فرد يستخدمه حسب معاييره لكنني أقول إذا كان المسرح حاجة شهرة يمكن الحصول على الشهرة أيضا بأساليب أخرى وامكنة غير المسرح وحب الشهرة والابراز هو حاجة ماسة للفنان ..
المسرح حاجة ألتقاء مع الذات داخل المسرح ومعايشتها ...
وموهبة يتم استثمارها ضمن المسرح ومع تقدم العمر ورحلة إكتشاف الذات والدخول خضم العمق وممارسة هذيان الروح و الجوف العميق لا يمكن تطبيقه سوى في المسرح وإن كان خارج المسرح يسمى إختلال عقلي
سناء لهب فنانة مسرحية ,إعلامية , كاتبة ,ممثلة , أخصائية بسخودراما وعلاج بالتمثيل
أي من الأطر يحتويك بكثرة؟
المسرح ..
طالما المسرح هو الأحتوائي الشامل لك لماذا هذا التشعب؟
أنا لم أتشعب انما اردت ممارسة التنوع ...
تجربتي في الأعلا م كانت إختبار ذاتي أفحص كم أستطيع ان أكون في أمكنة أخرى
وشعرت حينها خلال عملي في راديو الشمس بمتعة وكان هنالك تجاوب عظيم من المستمعين
والمكرفون الأذاعي مسؤلية كبيرة إذا تم إستخدامه خطأ ودون إحساس يسبب أذى شخصي وعام للمستمع يكون إغتصاب أذن ..الإعلام هو وسيلة إنتشار جيدة كما انه يمنحني فرص إضافية للمسرح بطرح موضوعات عديدة ومخاطبة الجمهور ايضا .. أحيانا كثيرة إستطعت طرح الجريء السياسي والأجتماعي من خلال إداء ممثلين ضمن برامج الاذاعة في حين لم تتوفر تلك المساحة أو السيناريو المناسب في المسرح .
هل تشعرين بإشباع خشبة المسرح ؟
جدا تشبعني ... خاصة انا لا اتناول طعاما بتاتا قبل عروضي وفقط أشرب ماء وأنا أشعر بنشوة ترنح رغم انني لا أشرب كحولا بتاتا لكن نشوة الترنح والفرح اتناوله حتى آخر شعاع يبثه الجمهور لي إذا كان العرض متميز وناجح لكن إذا كان العرض غير ناجح أكون حزينة كذلك يتعلق بدوري في المسرحية ومدى تأثيره علي .
على سبيل المثال مونودراما جميلة هي قصص حقيقية أقوم بإيدائها وأتأثر كل مرة بنفس الدرجة وكأنها المرة الأولى.
ما هي عذاباتك في وجهة الأسرلة لتكوين الهوية دونها ؟
هويتي واحدة.. لا تناقضات عذابية ترتديني فانا معها بلا اقنعة
ولكن عجزي عن محو اشارات الاستفهام ترتسم على جبيني كلما مررت بمقابر وطن يحاولون التغزل بنضارتها المؤبدة وكأني ولدت عصفورا قضى عمره وهو يتشاجر مع الأقفاص ليحلق أحتار..بين الموت والفرار ما دام الفرار موتا ايضا..فلسطنييتي
قارب طردته المرافئ كلها أعلنتني ضوء حرية بجناحين
وأهمس
باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم.
كم انت ونشوتك المترنحة
تعايشك وتعيشنها ؟
لدرجات عالية حتى الهذيان..شفافه لكنها زجاج عازل يمنع عبور تشويهات من خلالها وحتى ان كانت الاشياء قليلة النقاء تتطهر من نشوتي وتعبرني بلطف دون أذية .
أكون في عالم آخر لا أحد يصلني كما تصلني النشوة .
ما هي موارد الابداع عند سناء لهب كتابة كانت أم مسرحا؟
أذا كانت مسرحيا أستقيها من واقع شبيه للحالة كدور إنشراح في مسرحية" غيوم في رحلة جبلية " أذا حاولنا مقارنة وضعنا الأحتلاي هنا وبكافة جوانبه لا يساوي ما تعانيه إنشراح من قسوة وإذلال إحتلال كما هناك في ظل الأحتلال الأسرائيلي وطغيانه ..
في البداية ظننت انني أختلف عن إنشراح في المسرحية وشعرت
انها مسؤلية كبيرة وكأنني أحمل قضية فلسطين على ظهري وأنوي تحريرها ..عملت على بناء الشخصية من عدة موارد منها افلام وثائقية حقيقية مصورة لدرجة ان إنشراح أصبحت تحضرني في أحلامي ليلة تلو ليلة وأستيقض بها ودموعي على خدي .. وبعد حضوري ومعها على خشبة المسرح وجدتني بشموخ إنشراح أحضر .. لا أحتاج مقارنات إن كانت هي أنا أم أنا هي .
هل تعتبرين الكتابة وسيلة تفريغ أم تعبير أم إبداع وليد لحظة غابت وتطلبك قرأتها بعد النشر؟
القلم هو الألم ..الدمع يكتبني وليس الحبر محفزي ..
لا أحتاج عزلتي وقلمي في لحظات السعادة , عندما تخونني دمعتي وتأبى الهطول تهطل كلماتي عوضا عنها .. وأكتب غالبا وأنا أستحم ربما الكلمات تأتيني وموعد أستحمامي لغسلي من الحزن ... لا أعرفني بعد قرأتي وكأنني أخرى كتبتني وأنا لست بأديبة وكاتبة وما أكتبه ليس سوى لحظة بكاء بلون الحبر .
ما هي البسخودراما ..أختصاصك؟
هو العلاج عن طريق اللعب التميثلي .. يستخدم غالبا كأسلوب تشخيصي لحالات معنفة إجتماعيا أحدى الأساليب هي تبادل الأدوار الرجل مكان المرأة والمرأة مكان الرجل ومن خلال هذه اللعبة التمثيلية أصل الى تشخيص الحالة ويتابع الأخصائيين الأجتماعيين عملهم بطرح الحلول ...كما أعمل في مؤسسات لذذوي الأحتياجات الخاصة .. كذلك بأستخدام اساليب في اللعب التمثيلي .
ما هي إعتباراتك لذاتك؟ فنانة في أوجها..أم في طريقها للفن..أم متسلقة لسلالم الفن؟
أنا لا أجد ذاتي بتلك الأعتبارات ولست موجودة في أحدى منها ..ربما تعتبرين
ما أقولة خلي من المنطق ومجنون لكنني هكذا أنا ...المسرح هو مكان مقدس جدا جدا جدا بالنسبة لي وأحب صلاتي به وأحاول ان أنجح من خلاله ..والفن ليس مقتصرا على مسرح وانما أوسع ودوائره مختلفة ..الفن هو حوار هو اسلوب حياة هو طريقة تنفس هو طهي ...وفكرة ان أكون خارج دائرة الفن وتحديدا المسرح غير واردة حتى لو كبرت والمنصة صغرتني سنا سأمثل لأحفادي وأروي لهم قصة وأتابع فني حتى آخر نفس وإن كان غصة.
من ينافسك على المنصة ويثيرك لمجهود أكبر؟
أصغرهم سنا وأقلهم تجربة .. لأنهم مفعمون بالطاقة ..ويذكروني بتلك الجبروت التي حملتها بسنهم
هل ترمقين حياتنا "غيوم في رحلة جبلية" ؟
سيزيف ... الاله الذي حكم عليه تسلق الجبل وصخرته على ظهره .. حياتنا أسهل من عقابه
حياتنا شبيه في "برسدور" والانسان كلمة عبور وبعد وفاته يقولون مر من هنا ....... تلك هي الحياة..
ما هي محفزات الحياة عند سناء؟
صدقي وأبنائي من أجلهم أعيش وكانت أمي محفزا قبل وفاتها..
من هي أمك ؟
هي المسرح الذي أعشقة وأقدسه ..منفذي وهروبي من كل الامكنة ..كان عقابي ان تحرمني حضنها ... هي وطني وإستعابي الصعب ..
أي سر تحاولين ستره ويكشفك ملمحا؟
حزني ومن ينظر في عيوني يشعر بحزني رغم انني محظوظة وسعيده
بأبنائي وأشعر بدلال ربي لي رغم ذلك هنالك حزن لا تنجح عيناي إخفائه دائما..الحزن هو الانسانية
الى أين يصحبك الحزن في مساحات الانسانية؟
إما للتمرد المطلق أو الأنكماش المطلق ..أو أصرخ ...
وأنا لا ارفض حزني بل أتعامل معه حتى مروري منه كاملا ودخولي للجديد الآتي بعد الحزن .
من انت الحاضر المستقبل؟
تعيس انت ايها الشقي لأن شيئا لا يشقيك
تهرول من مولدك الى نومك الى مرضك الى موتك الى حفل التأبين ،فالى نجاحك في مروحة التناقضات الملونة المفروشة في براعم الغروب الوردية..
أجرت الحوار ابتسام انطون
التعليقات (0)